أكد الأساتذة المحاضرون في الورشة العلمية المنظمة نهار أمس الأربعاء، من قبل المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة حول انزلاق التربة بسبب الزلزال – حالة ميلة نموذجا – على أنه لا توجد أي علاقة لسد بني هارون بظاهرة الانزلاق الحاصلة بمنطقة الخربة. و شدد البروفسور، محمد شباح، من ذات المركز، على أنه لو كانت للسد علاقة بالموضوع، لتضررت مدينتي سيدي مروان و القرارم قوقة قبل مدينة ميلة، مواصلا بأن الزلزال الحاصل شهر أوت، كان العامل المثير و المحرك لظاهرة الانزلاق، دون نسيان عوامل أخرى مثل الانحدار الشديد للمنطقة، طبيعة التربة الطينية، وجود البنايات بالجهتين العلوية و السفلية للمنطقة المتضررة و التي زاد ثقلها في حجم الانزلاق. مشيرا إلى أن ظاهرة هذا الأخير مازالت مستمرة و الدليل على ذلك زيادة الفرق بين الأرضيتين اللتين أحدثهما شق الانكسار الذي كان في حدود واحد متر عقب الزلزال و ارتفع الآن بعد شهرين هذا الفارق إلى 15 مترا. في هذا الاتجاه، ذهبت معظم تدخلات باقي الأساتذة المحاضرين منهم البرفسور بوغاشة من جامعة الجزائر، بن عزوز من جامعة قسنطينة و غيرهم، الذين فصلوا أكثر في الظاهرة و أجمعوا على أن الزلزال يضرب بمنطقة و عواقبه تكون في منطقة أخرى، كما حصل مع زلزال ميلة الذي كان ببلدية حمالة و أثاره بالخربة في ميلة أو زلزال الشلف الذي ظهرت آثاره بمدينة وهران و أوصى البروفسور بن عزوز، بضرورة استغلال نتائج أبحاث الخبراء و الأساتذة و عدم تركها في أدراج المكاتب من قبل السلطات العمومية . مدير المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة، البروفسور عميروش بوالشلاغم، أكد على أن فكرة الورشة مستمدة من الأزمة التي عاشتها ولاية ميلة، جراء الزلزال الذي ضربها يوم السابع من شهر أوت الفارط و خلف خسائر مادية معتبرة و أثارا نفسية أثرت على المتضررين و أن انفتاح الجامعة على محيطيها الاجتماعي و الاقتصادية، يعد سببا لتعاون و تضامن جامعات الوطن فيما بينها، لدراسة الظاهرة و تقديم مقترحات حلول لمعالجتها، ذلك أن الجامعة ليست فضاء لتقديم المعلومة بمعزل عن تطورات معيشة المجتمع و انشغالاته، لهذا سارع المركز الجامعي بوالصور عقب الزلزال إلى استحداث لجنتين من الخبراء لمعاينة آثار الزلزال، الأولى مع جامعة جيجل برئاسة هذه الأخيرة و الثانية مع جامعة هواري بومدين بالعاصمة و مشاركة خبراء مختصين لإنجاز خبرة ميدانية بالمنطقة المتضررة من الزلزال. و مما جاء في كلمة والي ميلة أمام المشاركين التي ألقاها نيابة عنه المفتش العام للولاية، هو أن ميلة تعاني من ظاهرة الانزلاق التي أصبحت تشكل تحديا كبيرا للسلطات العمومية، مما يستلزم مراجعة النفس و التفكير في ضرورة وضع حل لمعالجة هذه الظاهرة بصورة جذرية، التي تشكل خطرا على المساكن، البنايات و خاصة المنشآت القاعدية التي ما فتئت تتعرض للتصدعات و الانكسارات في كل مرة و نود الخروج بمقترحات لهذه الظاهرة التي تؤثر سلبا على التنمية بالولاية و التعاطي بإيجابية مع توصيات الخبراء و الأساتذة المشاركين في هذا اللقاء، لتسهيل وضع خارطة طريق تهدف لربح الرهان الرئيسي للسلطات العمومية في كيفية حماية المنشآت القاعدية و البنايات من ظاهرة الانزلاق، مع الاعتراف بأن بعض المشاريع المنجزة لم تعط الدراسات التقنية الخاصة بها العناية اللازمة لظاهرة انزلاق المنطقة و هو ما أثر سلبا على السير الحسن للمنشآت. تجدر الإشارة في الأخير، إلى أن المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة، قد وقع، أمس الأربعاء، اتفاقية إطار مع جامعة العلوم و التكنولوجيا هواري بومدين بالجزائر للتعاون .