وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون رسالة إلى الشعب الفلسطيني بمناسبة الاحتفالباليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هذا نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم والصّلاةُ والسّلامُ على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين، يطيب لي في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أن أتوجه إليه بخالص التحية، مؤكدًا في هذه المناسبة موقفنا المبدئي الثابت الداعم لنضاله من أجل استرجاع حقوقه المغتصبة، التي تَكْفلُها الشرعية الدولية. إنَّ إحياءَ هذا اليوم، هو تأكيدٌ صريحٌ لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفرصَةٌ، لِتذكيرِ المجتمع الدولي بمسؤولياته التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية تُجاهه، فما يَحتاجُه الشعب الفلسطيني هو أَنْ تَتِمَّ ترجمةُ التضامن الدولي إلى خطوات عملية، وإجراءاتٍ تنفيذية، الأمر الذي يَستدعي وقفةً جادة وحازمة من الأسرة الدولية، وخاصَّةً من مجلس الأمن والجمعية العامة، ليس فقط لِوَضْع حَدٍّ لتَعنُّتِ الاحتلالِ، ورَفْضه الالتزام بالشرعية والقرارات الدولية، وإنَّما بالمُناهضة الفعلية والقوية لمنظومة الاستيطان التي يُقَوِّضُ الاحتلال من خلالها كلَّ فُرص تحقيق حلِّ الدولتيْن، ويُنْتِجُ بانتهاجها واقعًا مريرًا من التمييز وازدواجية المعايير. إنَّنا نُجدِّد في هذه المناسبة الدعوةَ إلى ضرورة تطبيق أحكام اتفاقية جنيف الرابعة وغيرها من المراجع القانونية الدولية، والارتكاز على مباديء المحاسبة والمساواة أمام العدالة الدولية، بتفعيلِ الآلياتِ اللازمة للملاحقة القضائية والجنائية لما يقوم به الاحتلال من انتهاكاتٍ متزايدة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل. إن عمليةَ التضامن مع الشعب الفلسطيني لا تَقتصر على إلقاء الخطابات، وإنَّما تكْمُنُ في العملِ على خُططٍ ناجعة تؤدِّي إلى تحقيق حلٍّ نهائي يُمكِّنه من العيشِ الكريم بكلِّ سيادة على أرضه، وفي تكثيف المساهمات القادرة على مواجهة المساعي الرامية لتغييب القضية الفلسطينية . وهو ما سعت الجزائر إليه على الدوام، حيث قامت، من هذا المنطلق، وبإشرافي المباشر والشخصي، باستضافة جولات مصالحة ما بين الفصائل الفلسطينية، تكلَّلتْ باعتماد " إعلان الجزائر " الذي حظي بمباركة الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، والعديد من الدول، والذي يهدف إلى التأسيس الفعلي لأرضية حقيقية تُنهي الانقسام وتُفضي إلى الالتفاف حول مطالب موحَّدة تقود إلى إنصاف الشعب الفلسطيني واسترداده لحريته وسيادته المسلوبتين منذ عقود طويلة. وفي هذا السياق، التزمنا خلال القمة العربية التي انعقدت مؤخرا بالجزائر، بوضع المسألة الفلسطينية كقضية مركزية أولى في ظل الأوضاع الدولية الراهنة، وأكدنا في أبرز عناوينها ومخرجاتها تمسكنا ودعمنا المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود 4 جوان 1967، وعاصمتها القدس الشريف. والسّلامُ عليكُم وَرحمةُ اللهِ تعالى وبركاته".