اعتبرت الصحف والساسة عبر العالم أن الاستفتاء الذي نظم بسويسرا حول بناء المآذن الجديدة أنه " تعبير معاد للإسلام وبسويسرا حيث يعيش حوالي 400.000 مسلم من بين 7,5 مليون نسمة حث حزب اليمين أكثر من 57 بالمائة من السكان إلى التصويت ضد بناء المآذن الجديدة بالرغم من تحذيرات الحكومة السويسرية من تصويت "قد يضر بصورة سويسرا" و "إضرام الحقد" حسب اللجنة الفدرالية ضد العنصرية. وكانت الانتخابات الأخيرة المنظمة في أكتوبر 2009 في مقاطعة جنيف قد تنبأت بهذا الاتجاه المعادي للإسلام مع تنظيم حملة تتمحور حول رفض العمال الأجانب خاصة. وبعد الإعلان عن نتائج الاستفتاء حول حظر بناء المآذن تم التعبير عن الاستنكار من مختلف مناطق العالم اولا من أوروبا حيث كتبت الصحيفة السويسرية انتخاب ذو آثار وخيمة" وكتبت يومية "لوطان" أن "السويسريين قد صوتوا" بكل ما لديهم من قوة (...) يحذوهم شعور من الخوف الممزوج بالجهل" متخوفين من إهتزاز صورة سويسرا في العالم". وأشارت يومية " لا تريبون دو جنيف" الى الخلط الناجم من الحملة التي "شنها حزب اليمين الشعبي المعادي للإسلام الذي أشرف على تنظيم استفتاء أسفر عن قنبلة الى جانب يومية ليبيراسيون الفرنسية التي راهنت على فشل المنطق حيث وصفت الإجراء بالتمييزي. ومن جهة أخرى لاحظت يومية لوسوار الناطقة بالفرنسية في هذا التصويت بصمات " الفاشيين والشعبويين الجدد الذين يتكفلون باذكاء المشاعر الدنيا" مؤكدة أن استهداف هذه المنابر للتهجم في حقيقة الامر على المسلمين المتواجدين في الاسفل لهومكر وخبث وسيصبح بعد مرور الوقت لعبة خطيرة وفي المانيا اعتبرت يومية داي ويلت أن هذا التصويت يضع سويسرا تحت مستوى الأضواء والتسامح التي طالما دعت اليه أوروبا في الماضي، ومن جانه أعرب كاتب إفتتاحية يومية سبيغل الالكترونية عن إنشغاله لصورة سويسرا حيث كتب " مدافعة عن حقوق الانسان " (...) التي تميز مجموعة واحدة دون سواها من رجال الدين المسلمين وفي النمسا اعتبرت الصحافة أن هذا الاستفتاء قد دمر دون سبب السلم الديني.ضربة قوية توجه ضد حرية الديانة كما أثار الاعتداء على الجالية المسلمة المقيمة في سويسرا استنكار السياسات والحركات الجمعوية سيما في فرنسا حيث اعتبر عميد المسجد الكبير بباريس الدكتور دليل بوبكر أن هذا الاستفتاء هو ثمرة "خلط" يشوه صورة الاسلام " دين التسامح والانفتاح". وذكر السيد بوبكر أن المآذنة هي "مبنى هندسي كلاسيكي" يعود بناؤها إلى العهد الاموي (القرنين ال 07 و ال 08) بدمشق مشيرا أن الأمر يتعلق ببناء يشبه أجراس الكنائس وكل الهياكل الثقافية. أما وزير الشؤون الخارجية الفرنسي السيد بيرنار كوشنير فقد اعتبر أن التصويت السويسري هو " تعبير عن اللاتسامح" مؤكدا أنه عدم السماح ببناء مآذن يعني اضطهاد لديانة. كما أعرب وزير الهجرة الفرنسي السيد إريك بيسون عن انشغاله الكبير للتصويت السويسري لأنه يعطي الشعور بتشويه الاسلام ومن ستراسبورغ تخوف المجلس الاوروبي من أن يذكي هذا التصويت مشاعر الإقصاء وتعميق الانشقاقات في المجتمعات الاوروبية. واعتبر المجلس الاوروبي الذي أشرفت سويسرا يوم 18 نوفمبر الفارط على الرئاسة الدورية السداسية للمنظمة التي تضم 47 دولة أن التصويت حول حظر بناء المآذن يتنافى تماما مع قيم التسامح والحوار وإحترام عقائد الآخر التي تدافع عنها هذه الهيئة.ووصفت الرئاسة السويدية لمجلس الاتحاد الاوروبي ببروكسيل عرض مسالة بناء المآذن الى استفتاء "بالمدهش" مشيرة أن هذه المسألة ذات الطابع العمراني من صلاحيات المنتخبين المحللين حسبما أكده وزير الداخلية السويدي كما انضم الفاتيكان الى موقف رجال الدين السويسريين الذين صرحوا أن التصويت بسويسرا الذي يحظر بناء المآذن يعتبر ضربة قوية لحرية الديانة وفي حديث أدلى به لاذاعة الفاتيكان كان الأمين العام لندوة الأساقفة السويسرية أن " رجال الدين السويسريين غير مسرورون" واصفا هذا الإقتراع بالضربة القوية للحرية الدينية والاندماج. كما تقاربت أراء الصحف ووجهات نظر مختلف السياسيين ورجال الدين الذين (...) أكدوا أن الاستفتاء المدعم من قبل حزب اليمين السويسري يعبر بقوة عن محاولة جعل كل أجنبي ولاسيما المسلم كبش فداء لجميع المشاكل التي تعاني منها المجتمعات الغربية.