يخطف لقاء منتخبي السنغال وكوت ديفوار أنظار المتتبعين سهرة اليوم بملعب 19 ماي بعنابة، لأن هذه المواجهة يطغى عليها طابع «الديربي» بين منتخبين من غرب القارة، لهما مكانة مرموقة في الخارطة الكروية الإفريقية، كما أن «الفيلة» و»أسود التيرانغا» سبق لهما نيل شرف تمثيل القارة في المونديال، بصرف النظر عن كون كل بلد يزخر بطاقات واعدة من المواهب الشابة، التي تحترف بأكبر النوادي الأوروبية، مما يجعل هذه المحطة موعدا لبعض الشبان لتعبيد الطريق نحو القارة العجوز، على درب النجوم الحاليين للمنتخبين. ويسعى المنتخب الإيفواري لتوظيف خبرته في هذه المنافسة لكسب الرهان، في خامس مشاركة له في «الشان»، وهو الذي سبق له احتلال المركز الثالث، لكن دون بلوغ النهائي، الأمر الذي جعل مدربه سوهيلو عيدرا يذهب في الندوة الصحفية التي نشطها ظهيرة أمس، بقاعة المؤتمرات التابعة لمركب 19 ماي بعنابة إلى حد التأكيد على أن هدف «الفيلة» من المشاركة فلي هذه الطبعة يبقى كما قال « تخطي عقبة المربع الذهبي، والبحث عن أول نهائي، لأننا حضرنا بجدية لهذا الموعد، مع اعترافنا المسبق بصعوبة المأمورية، انطلاقا من دور المجموعات، مادامت القرعة قد أوقعتنا في فوج ناري، إلى جانب منتخبات لها باع طويل في الساحة الإفريقية». وأشار عيدرا إلى أن تحضيرات منتخبه أخذت في الحسبان الريتم القوي الذي شهدته البطولة الإيفوارية في الفترة الأخيرة، قبل إقامة معسكر إعدادي لأسبوعين بتونس، ليبقى التأقلم مع أجواء مدينة عنابة، أهم مكسب حققه المنتخب منذ حط الرحال بالأراضي الجزائرية. من الجهة المقابلة، فإن المنتخب السنغالي سيدخل مباراة اليوم لتدشين عودته إلى «الشان»، بعد غياب دام أزيد من عشرية من الزمن، لأن «أسود التيرانغا» كانت قد شاركت في نسختين فقط، وكان ذلك في دورتي 2009 و2011، ثم فشلت في التأهل إلى 4 نسخ متتالية، ولو أن المدرب باب تشاو اعتبر التواجد في دورة الجزائر 2022 بمثابة تأكيد ميداني على العودة القوية للمنتخب السنغالي، خاصة وأن هذا التأهل تحقق حسبه « على منتخب غينيا، ثالث الطبعة الأخيرة من المنافسة، وعليه فإننا نسعى لإثبات وجودنا، ومسايرة الانجازات التاريخية لمنتخب الأكابر، رغم أن المعطيات تختلف كلية من حيث التركيبة، لكننا أصبحنا ملزمين بالتألق قاريا، سيما وأن السنغال تتسيّد حاليا القارة السمراء، بعد تتويجها باللقب الإفريقي الأخير بالكاميرون، إضافة إلى تنشيط ثمن نهائي المونديال، وهي مكاسب تحققت ببصمة واضحة من أخي وصديقي أليو سيسي، الذي كنت قد لعبت إلى جانبه في المنتخب في بداية الألفية الجارية، وشاركنا سويا في مونديال كوريا واليابان 2002». وأوضح باب تشاو بأن مسعى منتخبه في هذه الدورة يتمثل في رفع عارضة الطموحات عاليا، والعمل على تسيير المشوار مقابلة بمقابلة، قبل التفكير في النهائي، مؤكدا على أن التعداد يضم عنصرين فقط نالا شرف المشاركة مع المنتخب الأول في «الكان» الأخير، والتتويج باللقب الإفريقي في صورة القائد بادارا فاتي.