يرى الدولي السابق عبد الرؤوف زرابي، أن زميليه السابقين بلماضي وسيسي وجهان لعملة واحدة، في إشارة إلى أوجه التشابه الكثيرة التي تجمع بين الناخب الوطني ونظيره السنغالي، مضيفا في حواره مع النصر، بأنه سعد كثيرا لتتويج «أسود التيرانغا»، كونه تذكر حلم زميله السابق في نادي نيم الفرنسي الذي تعهد بإهداء السنغاليين أول لقب قاري في تاريخهم، كما تحدث زرابي الذي يشتغل في مجال التكوين بفرنسا عن رأيه في نتائج قرعة الدور الفاصل، وإمكانية ضخ دماء جديدة على مستوى المنتخب الوطني اقتداء بما تقوم به الاتحادية السنغالية. نبدأ معك من تتويج منتخب السنغال بلقب كأس أمم إفريقيا بعد طول انتظار، ما تعليقك ؟ شجعت مصر والسنغال في النهائي، وكنت سأسعد لتتويج أي منتخب، ومساندتي للفراعنة نابعة من كوني جزائري أراد اللقب القاري من نصيب أحد المنتخبات العربية، كما لا أخفي عليكم فرحي أيضا بفوز «أسود التيرانغا»، الذين يستحقون اعتلاء منصة التتويج لأول مرة في تاريخ الكرة السنغالية، دون أن أنسى أحقية زميلي السابق في نادي نيم أليو سيسي، نظير ما قدمه كلاعب ومدرب، فقد كان يحلم بهذه اللحظة التاريخية منذ أن كنا سويا في فريق واحد بفرنسا، والحمد لله بفضل العمل المتواصل وصل إلى مبتغاه ومبتغى السنغاليين العاشقين لكرة القدم. سيسي قاسمني حلم تسيّد القارة في غرفتنا بنادي نيم ! إذن سيسي كان يحلم بهذا التتويج منذ كان لاعبا في صفوف نادي نيم ؟ أجل، سيسي كان زميلي في فريق نادي نيم، ولطالما حدثني عن هذا الحلم في الغرفة التي كنا نتقاسمها، فبعد أن خسر نهائي كأس الأمم الإفريقية كلاعب، وعدني بأنه سيتوج بها كمدرب، لأنه يتطلع للإشراف على العارضة الفنية ل»أسود التيرانغا»، لقد كان حريصا على الدراسة للحصول على الشهادات التدريبية المطلوبة، ليعتلي بعد الاعتزال العارضة الفنية لشبان السنغال، وعمل إن لم تخني الذاكرة مع منتخب أقل من 20 سنة، قبل أن تمنح له الفرصة لتدريب الأكابر المتواجد معهم منذ 7 سنوات كاملة، حيث قادهم للتأهل إلى مونديال روسيا، بالموازاة مع الوصول إلى نهائي «كان» 2019، ليحالفه الحظ أخيرا بالتتويج بالكأس القارية، بعد أن ابتسمت له ركلات الترجيح التي خانته وخانت جيله الذهبي في النهائي الذي خسره بذات الطريقة أمام الكاميرون. تشكيلة منتخب السنغال التي لعبت نهائي «الكان» شهدت 8 تغييرات، مقارنة بتلك التي خسرت أمام الخضر في 2019، ألا ترى أن منتخبنا الوطني كان مطالبا هو الآخر بضخ دماء جديدة لبعث المنافسة وبعثرة أوراق المنافسين ؟ لست هنا لأتدخل في صلاحيات المدرب جمال بلماضي، ولكن علينا أن ندرك أن الأمور مغايرة على مستوى المنتخبين، فالسنغال تمتلك ثلاثة أضعاف لاعبينا الناشطين في أوروبا، وبالتالي أمام أليو سيسي عديد الخيارات الممتازة، على عكس الجزائر التي لديها جيل موهوب صاعد، غير أن لا أحد يعلم اختيارات هؤلاء المغتربين، أنا أتابع البعض منهم، وأرى بأن جلب اسمين أو ثلاثة سيكون مفيدا بالنسبة لنا، حيث سيبعث المنافسة، كما سيعزز من بعض المناصب، وإن كنت لا أود التدخل في مهام الفيدرالية أو الناخب الوطني، فهم الأدرى بمصلحة المنتخب الوطني وحاجياته، وأعتقد بأنهم لن يتماطلوا في جلب أي لاعب قادر على جلب الإضافة، ولكن شريطة أن يكون مستعدا للدفاع عن ألوان الخضر. في اعتقادك ما هي أسباب الإخفاق في دورة الكاميرون الأخيرة ؟ كنا جميعا نعلق آمالا كبيرة على التشكيلة الوطنية، من أجل الذهاب بعيدا في البطولة القارية، ولو أنني لم أكن أضع التتويج في الحسبان، كوني أدرك صعوبة المهمة في أدغال إفريقيا لعديد الأسباب أبرزها الظروف الصعبة التي خضنا فيها اللقاءات الثلاثة، دون نسيان حالة «التشبع» التي أصابت بعض اللاعبين، فلعلمكم هناك من لم يظهر بنفس الروح التي لعب بها «كان» مصر، فضلا عن الثقة المفرطة التي خضنا بها مباراة سيراليون الافتتاحية، فلو فزنا بها لتغيرت العديد من المعطيات، صدقوني الإقصاء مرير، ولكنه ليس نهاية العالم، والفرصة مواتية أمام جمال بلماضي، من أجل رد الاعتبار لنفسه في الدور الفاصل للمونديال. من لديه نجوم مثل محرز وبن ناصر عليه الحلم بأكثر من التأهل للمونديال كيف ترى حظوظ الخضر في تجاوز عقبة الأسود الجموحة في مباراتي السد ؟ المهمة لن تكون سهلة أمام منتخبنا الوطني في مباراتي الدور الفاصل، فمواجهة منتخب الكاميرون شهر مارس تتطلب حضورا ذهنيا وبدنيا، كما أن التشكيلة الوطنية مطالبة باستعادة مستوياتها السابقة، إذا ما أرادت تجاوز عقبة صاحب المرتبة الثالثة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، صحيح أن هذا المنتخب لطالما كان شبحا أسود للخضر، غير أن كرة القدم الحديثة لم تعد تعترف بمثل هذه الجزئيات، ويكفي العودة إلى المفاجآت المسجلة في الدورة الأخيرة، حيث تغلبت منتخبات كانت توصف بالأمس القريب بالمتواضعة على منتخبات كبيرة، ناهيك عن وصول منتخبات في شاكلة غامبيا وغينيا الاستوائية لأدوار متقدمة. لا نقارن أنفسنا بالآخرين والسنغال لديها ثلاثة أضعاف محترفينا تبدو متفائلا بخصوص مقدرة الخضر في العبور لمونديال قطر ؟ أجل، فمن يمتلك أسماء موهوبة من طينة رياض محرز وإسماعيل بن ناصر وآدم وناس عليه ألا يحلم بالتأهل للمونديال فقط، بل يتوجب عليه أن يتطلع إلى أبعد من ذلك بكثير، فأنا على يقين بأننا لو نعبر لمحفل قطر سنحقق إنجازا تاريخيا بالنسبة للكرة الجزائرية والإفريقية، خاصة في حال ما إذا تم تدعيم المنتخب ببعض الأسماء القادرة على جلب الإضافة، علينا أن نحضر جيدا لمباراتي مارس، بدراسة نقاط قوة وضعف المنافس، خاصة وأن بلماضي لديه كامل الوقت بعد أن وقف على الإمكانيات الحقيقية لرفاق الهداف أبو بكر في «الكان» الأخيرة. لدينا جيل موهوب في أوروبا قد يساعدنا ولا أتدخل في صلاحيات المدرب لا تزال تثق في زميلك السابق جمال بلماضي، أليس كذلك ؟ لم أشكك يوما في كفاءة بلماضي، في ظل معرفتي الشخصية به، فمنذ أن كان لاعبا وهو يتمتع بقوة القرار، ولديه الثقة في مؤهلاته، ولذلك سيكون في الموعد شهر مارس، من أجل الرد على كل المنتقدين، من خلال اقتطاع تذكرة التأهل لمونديال قطر، التي ستكون أفضل تعويض بالنسبة للجماهير الجزائرية، صدقوني بلماضي وسيسي شخصان عزيزان بالنسبة لي، وأراهما وجهان لعملة واحدة، فالثنائي يتشابه في العديد من النقاط.