أبانت جولة رفع الستار عن النسخة السابعة لبطولة إفريقيا للأمم في مجموعتها الثانية، عن تقارب كبير في المستوى بين المنتخبات الأربعة المشكلة لهذا الفوج، رغم أن الحسابات الأولية، كانت تصنف منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية لكسب الرهان وتصدر الترتيب، مع انحصار التنافس على التأشيرة الثانية المؤهلة إلى ربع النهائي بين السنغال وكوت ديفوار، مقابل تصنيف منتخب أوغندا في خانة الحلقة الأضعف، لكن حقيقة الميدان ضربت بهذه المعطيات عرض الحائط، وأبقت على باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، رغم حصول «أسود التيرانغا» على أفضلية نسبية، إثر تدشين المنافسة بانتصار ثمين على حساب «الفيلة». وفجر المنتخب الأوغندي مفاجأة، بفرضه التعادل على منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، لأن موازين القوى على الورق كانت متباينة، في ظل تواجد ترسانة من نجوم مازيمبي، فيتا كلوب وموتيما بيمبي ضمن تعداد «الفهود»، فضلا عن دخول المنتخب الكونغو هذه الطبعة في ثوب أكبر المرشحين للتنافس على التاج، بحكم أنه يتصدر لائحة المتوجين حاليا بلقبين، أحرزهما في دورتي 2009 و 2016، بينما لم يسبق للمنتخب الأوغندي تذوق نشوة الانتصار في خمس مشاركات له في هذه المنافسة، لأنه ظل في كل دورة يسجل حضوره، ويتجرع مرارة الإقصاء من الدور الأول، ولو أن «السيناريو» الذي سارت على وقعه مباراة أول أمس بعنابة، كشفت عن تقارب كبير في المستوى بين المنتخبين، مع حيازة «الرافعات» على أفضلية من حيث الآداء الجماعي، بالمقارنة مع «فهود كينشاسا» التي لم تظهر بمستواها المعهود، رغم أن هذا المنتخب يضم أيضا العديد من العناصر التي تلعب في المنتخب الرئيسي، غير أن هذه الورقة لم يظهر مفعولها الميداني بصورة جلية. هذا التعادل كان بمثابة شحنة معنوية إضافية للأوغنديين، الذين كان مدربهم الصربي ميتشو، قد وعد بتفجير المفاجأة في عنابة، وتحقيق تأهل تاريخي إلى الدور الثاني، في سادس مشاركة لكتيبة «الرافعات» في دورات «الشان»، والثالثة من نوعها لهذا التقني مع النخبة الأوغندية، وتدشين المشوار بتعادل مع أقوى مرشح للتويج باللقب كفيل بإعطاء المجموعة دفعا كبيرا في باقي المشوار، سيما وأن منتخب أوغندا لم يفز إلى حد الآن في تاريخ مشاركاته في هذه المنافسة، وكان قد اكتفى بنقطة وحيدة في دورات 2014 و 2018 و 2021، مقابل توديعه الدور الأول لنسخة 2011 بثلاث هزائم، بينما يبقى أفضل انجاز له إلى حد الآن حصد نقطتين في طبعة 2016. بالموازاة مع ذلك، فإن «الفهود» اعتادت على تجاوز عقبة دور المجموعات في كل مشاركة لها في «الشان»، وقد سبق وأن توقف مشوارها عند عتبة ربع النهائي في 3 مناسبات (2011 و 2014 و 2021)، مع التتويج باللقب في دورتي 2009 و2016، وعليه فإن منتخب الكونغو الديمقراطية، سيعمل كل ما في وسعه على أمل تدارك هذا التعثر، والمحافظة على تقاليد مشاركته في هذه المنافسة. على صعيد آخر، فإن فوز منتخب السنغال على كوت ديفوار بهدف دون رد وقعه موسى مباي في الدقائق الأخيرة، مكن «أسود التيرنغا» من مواصلة السير بنفس الإيقاع، وذلك بتفادي الهزيمة في افتتاح كل دورة، وهو الأمر الذي تكرر لثالث مرة، في ثالث مشاركة في «الشان»، وعودة السنغاليين للظهور في هذه المنافسة تأتي بعد الغياب عن 4 طبعات متتالية، والآمال مبنية على بلوغ المربع الذهبي، في الوقت الذي ظل فيه المنتخب الإيفواري وفيا لتقاليده، وهذا بخسارة مباراته الإفتتاحية في كل دورة، خاصة «سيناريو» الانهزام في اللحظات الأخيرة، والذي لم يختلف كثيرا عن ذلك الذي كان قد حصل في طبعة 2018، لما خسرت «الفيلة» أمام ناميبيا، ولو أن منتخب كوت ديفوار يحتفظ بأفضل ذكرياته في هذه المنافسة من نسخة 2016، لما احتل الصف الثالث، بعدما كان قد استهل تلك الدورة بهزيمة أمام رواندا، وبالتالي فإن استنساخ ذلك «السيناريو»، يبقى مسعى المدرب سوهيلو عيدرا، المطالب بالتدارك في الجولة الثانية أمام الكونغو الديمقراطية.