قدمت بعض المنتخبات المصنفة في خانة «الكبار» أوراق اعتمادها مبكرا، على أساس أنها مرشحة للظفر بواحدة من التذاكر الخمس لتمثيل إفريقيا في مونديال روسيا، في صورة بطل القارة المنتخب الإيفواري، إضافة إلى نيجيريا ومصر، والكونغو الديمقراطية، تونسوالسنغال، وهي منتخبات سبق لها تنشيط المونديال، مقابل تسجيل منتخب غانا تعثرا مفاجئا قد يكلفه غاليا، وهو الذي شارك في الدورات الثلاث الأخيرة للمونديال بانتظام. فبخصوص وضعية الفوج الأول ارتسمت معالم السباق الثنائي بين تونس والكونغو الديمقراطية، بعد تحقيقهما الفوز، لكن «فهود» كينشاسا استعرضت قدراتها الهجومية، بقصف الضيف الليبي برباعية نظيفة، وهي انطلاقة تجسد تشبث «الزائريين» بحلم المشاركة لثاني مرة في المونديال، بعد الظهور التاريخي و»الكارثي» في دورة 1970، عكس «التوانسة» الذين عانوا الأمرين، لتجاوز عقبة غينيا، بفضل أيمن عبد النور والبديل أحمد العكايشي بثنائية وقعت في الشوط الثاني، لتبقى الريادة مشتركة إلى إشعار آخر. أماعلى مستوى المجموعة الثالثة، لم يفوت منتخب كوت ديفوار فرصة اللعب داخل الديار لتدشين المشوار بإنتصار، على حساب منتخب مالي في قمة حسمت في الشوط الأول، لأن «نسور باماكو» كانت السباقة للتهديف عن طريق ياتاباري، لكن إنتفاضة «الفيلة» كانت قوية، بتسجيل ثلاثية في ظرف 8 دقائق. هذه النتيجة نصبت المنتخب الإيفواري بمفرده في صدارة الفوج، على إعتبار أن لقاء الغابون و المغرب إنتهى دون فائز، و بالتالي فإن الرؤية ستتضح أكثر في الجولة القادمة، عند نزول «الفيلة» في ضيافة «أسود الأطلس»، من دون التقليل من حظوظ منتخب مالي في رحلة بحثه عن أول مشاركة له في المونديال. من جهته كشف منتخب السنغال مبكرا عن نواياه الجادة في تكرار الإنجاز التاريخي المحقق قبل 16 سنة، وتنشيط المونديال للمرة الثانية في تاريخه، وذلك بتصدره المجموعة الرابعة، عقب الفوز على الرأس الأخضر في دكار، بثنائية حملت توقيع كل من دياو كايتا وموسى سو، فيما تعادل بوركينافاسو وجنوب إفريقيا، ولو أن كتيبة «البافانا بافانا» كانت قريبة من العودة بإنتصار من واغادوغو، لأنها كانت متفوقة في النتيجة إلى غاية الوقت بدل الضائع، قبل أن ينجح الهداف بانو دياوارا في الرد على هدف فورمان. أكبر المستفيدين من إفرازات جولة التدشين منتخب مصر، الذي تصدر المجموعة الخامسة، إثر عودته بإنتصار ثمين من برازافيل، حيث أطاح بالمنتخب الكونغولي في مباراة كان فيها أصحاب الضيافة السباقين للتهديف، إلا أن «الفراعنة» ردوا بثنائية محمد صلاح و عبد الله سعيد، مما فتح أبواب الأحلام على مصراعيها في وجه المصريين، خاصة و أن منافسهم الأبرز على تأشيرة التأهل منتخب غانا سجل تعثرا مفاجئا، بتعادله في عقر الديار مع منتخب أوغندا «المغمور»، في واحدة من المفاجآت المدوية لهذه المحطة، سيما و أن الحسابات الأولية لهذا الفوج حصرت الصراع من أجل التواجد في روسيا بين المنتخبين «الموندياليين» مصر و غانا، لكن الأوغنديين كشفوا عن قدرتهم في مواصلة تغيير الخارطة الكروية الإفريقية، و كتابة صفحة مع التاريخ، بالتواجد ضمن لائحة منشطي الطبعة 20 من نهائيات كاس العالم.