حملت مخلفات الدور الأول للنسخة السابعة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين مفاجأة من العيار الثقيل، تمثلت في إقصاء منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية مبكرا، في "سيناريو" لم يكن متوقعا، ويحدث لأول مرة في تاريخ مشاركات هذا المنتخب في "الشان"، على اعتبار أن "فهود كينشاسا" دخلت هذه الطبعة في ثوب أحد أكبر المرشحين للتنافس على التاج الإفريقي، لكنها أجبرت على توديع الأراضي الجزائرية من الدور الأول، بعد خروجها من "مجموعة الموت" بعنابة كأضعف حلقة. ولم يكن المتتبعون يتوقعون إقصاء الكونغو الديمقراطية من الدور الأول، خاصة وأن التعداد الذي راهن عليه المدرب نغوما كان عبارة عن مزيج بين 3 أندية، لها باع طويل في المنافسات الإفريقية، في صورة مازيمبي، فيتا كلوب وليوبوبو، بتواجد 19 عنصرا من هذه الفرق، الأمر الذي خلص المنتخب من إشكالية نقص التنسيق والانسجام، بصرف النظر عن كون "الفهود" دخلت الطبعة السابعة بنية البحث عن اللقب القاري الثالث، بعدما كان قد رصعت خزائنها بالتاج في دورتي 2009 و2016. وما أن دقت ساعة الحقيقة حتى سقطت المعطيات التاريخية في الماء، لأن المنتخب الكونغولي لم يتمكن من تجاوز عقبة أوغندا في جولة الافتتاح، ثم تعادل في المباراة الثانية مع كوت ديفوار، الأمر الذي أبقاه بحاجة إلى فوز على السنغال لاقتطاع تأشيرة التأهل، إلا أن العقم الهجومي تجسد بالصيام عن التهديف في 3 مباريات متتالية، مع الانهيار بثلاثية أمام "أسود التيرانغا"، فودع صاحب أكبر عدد من التتويجات المنافسة مبكرا، دون النجاح في تسجيل هدف وحيد يكفي لحفظ ماء الوجه، مع احتلال الصف الأخير، في "سيناريو" يحدث لأول مرةّ، لأن "الفهود" التي افترستها "أسود" السنغال اعتادت على بلوغ ربع النهائي على أقل تقدير في مشاركاتها الأربعة السابقة، رغم أنها غابت عن النسختين الفارطتين، والعودة إلى المنافسة من بوابة طبعة الجزائر 2022، أكدت على تراجع منتخب الكونغو الديمقراطية. بالموازاة مع ذلك، فقد ظهر منتخب السنغال كقوة ضاربة، فاحتل المركز الأول في مجموعة الموت، بعد فوزه على كوت ديفوار ثم على الكونغو الديمقراطية، مع تلقيه هزيمة مفاجئة على يد أوغندا، لتؤكد بذلك تشكيلة المدرب باب ثياو على "الفورمة" العالية التي تتواجد فيها الكرة السنغالية، من خلال الانجازات التي حققها المنتخب الأول، حامل اللقب الإفريقي بعد تتويجه بكأس أمم إفريقيا لدورة الكاميرون 2021، وكذا بلوغه ثمن نهائي مونديال قطر. تربع منتخب السنغال على عرش الصدارة، أبقى "الأسود" بمدينة عنابة لخوض ربع النهائي، والكرة السنغالية ما فتئت تحتفظ بذكريات جميلة بملعب 19 ماي، الذي فتح لها بوابة المونديال في صائفة 2001، ولو أن الوجه الذي ظهر به هذا المنتخب، يوحي بقدرته على الذهاب بعيدا في هذه الطبعة، رغم أن منتخب السنغال كان قد غاب عن دورات "الشان" منذ 2011، وأفضل انجازاته كان الصف الرابع في الطبعة الأولى. أوغندا غادرت بمرارة بعد أفضل مشاركة تكبد منتخب أوغندا مرة أخرى مرارة الإقصاء من الدور الأول، في "سيناريو" يتكرر للمرة السادسة تواليا في تاريخ مشاركة "الرافعات" في بطولة إفريقيا للأمم، والمدرب ميتشو راهن على فك عقدة الدور الأول في هذه النسخة، وقد كان قريبا من الوصول إلى المبتغى، لكن الآمال تبخرت في آخر مقابلة، لأن حصد 4 نقاط أمام الكونغو الديمقراطية والسنغال وضع الأوغنديين على عتبة انجاز تاريخي، قبل أن تنقلب الموازين رأسا على عقب إثر الانهيار أمام كوت ديفوار، لأن هذه الوضعية أجبرت لجنة التنظيم على الاحتكام إلى نص المادة 74 للحسم في مصير التأهل، فكان المرور إلى الدور الثاني من نصيب "الفيلة"، بمراعاة نتيجة المواجهة المباشرة، وعليه فقد غادر منتخب أوغنداالجزائر بمرارة، لكن بأفضل مشاركة، لأن فوزه على السنغال كان الأول له في سجل مشاركته في "الشان". إلى ذلك، فقد عاد منتخب كوت ديفوار من بعيد جدا في هذه الدورة، لأنه سار بريتم تصاعدي، بعدما دشن المنافسة بهزيمة أمام السنغال، ثم تعادل مع الكونغو الديمقراطية، ليكون الانتصار المحقق على حساب أوغندا كافيا لتعبيد الطريق نحو ربع النهائي، في انجاز يمكن "الفيلة" من استعادة ذكريات دورة 2016، والتي كانت الوحيدة التي تخطت فيها عقبة الدور الأول.