كشفت مصادر مسؤولة بمديرية البريد و المواصلات بقسنطينة بأن الولاية تعاني عجزا في مراكز البريد بمعدل 24 مركزا حسب المقاييس الدولية، معتبرة حي القماص النقطة السوداء بالولاية لعدم إيجاد أرضية ملائمة لإنشاء مركز خاص به. و أكدت ذات المصادر بأن مديرية البريد بالولاية تعمل منذ فترة على استدراك هذا العجز في المراكز، من خلال إنشاء مراكز جديدة في نقاط مختلفة من الولاية، حيث أنه من المنتظر فتح 5 مراكز جديدة بكل من زيغود يوسف، زقرور العربي، ديدوش مراد و علي منجلي، هذين الأخيرين اللذين بلغت نسبة الأشغال بهما حوالي 68 بالمائة و هي كلها مراكز من الدرجة الثالثة، غير أنها ستساهم في فك الخناق عن المراكز القديمة.عجز الولاية من حيث عدد مراكز البريد أرجعته مصادرنا إلى سوء توزيع المكاتب الأخرى المتواجدة في الولاية و التي تم إنشاء عدد كبير منها وسط تجمعات سكانية قليلة الكثافة في الوقت الذي تشهد فيه المراكز المتواجد بالبلديات الكبرى و على حدود الولاية حركة كبيرة تصعب المهمة على الموظفين و المواطنين على حد سواء.وحول أكبر منطقة متضررة من عجز المراكز البريدية، اعتبرت مصادرنا أن حي القماص به أكبر نسبة من العجز وصار يشكل نقطة سوداء في مخطط البريد بقسنطينة، وذلك لعدم وجود مركز بالحي و ما زاد المشكلة تعقيدا استحالة بناء مركز بسبب عدم إيجاد أرضية شاغرة تعود ملكيتها للبلدية، هذه الأخيرة التي اقترحت قطعة أرضية واحدة فقط بحي القماص لكن تبين أنها محل نزاع بينها و بين أحد الخواص، الأمر الذي أعاق المشروع و صعب مهمة سكان القماص في صرف أموالهم أو قضاء أشغالهم المتعلقة بالبريد.هذا الإشكال سبب ضغطا كبيرا على مستوى مركز البريد المتواجد بحي دقسي عبد السلام الذي يسجل أكبر عمليات خاصة في السحب الآلي للنقود، حيث يحتل المرتبة الأولى بالشرق الجزائري في عدد عمليات السحب،في الوقت الذي تحتل فيه قسنطينة الصدارة أيضا حيث تسجل أكثر من 10 آلاف عملية شهريا.يذكر أن عمليات سحب النقود خلال شهر ماي، جوان وجويلية عرفت ارتفاعا كبيرا قدرته مصادرنا ب46 بالمائة، مرجعة السبب إلى رغبة المواطنين في سحب أموالهم خلال هذه الفترة لقضاء عطلتهم الصيفية، إضافة إلى أنه تم تسجيل عدد كبير من العمليات لأشخاص من خارج الولاية خاصة قالمة و سكيكدة. كما تحدثت مصادرنا عن خسائر كبيرة لم تحدد قيمتها على مستوى مراكز البريد بالخروب و زيغود يوسف بسبب الانقطاعات في التيار الكهربائي التي أدت إلى إتلاف عدد كبير من أجهزة الإعلام الآلي و أخرت أشغال المواطنين.