تعرف مراكز البريد اكتظاظا وتأزما خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك، كما أن المواطنين في الكثير من المرات كانوا يشتكون من تأخر دفع رواتبهم، كل هذا دفعنا هذه السّنة لاستباق الأحداث وخوض جولة استطلاعية إلى بعض مراكز البريد المتواجدة على مستوى الجزائر العاصمة، ورصد بعض آراء المواطنين في ما يخص سحب وإيداع الأموال. دخلنا البريد المركزي بالجزائر الواقع بشارع العربي مهيدي بالعاصمة، ذلك القصر الذي بني في العهد الإستعماري سنة 1910وأكمل بناؤه سنة 1913، هذا المركز الذي بقي يضطلع بنفس المهمة التي أسس لأجلها، شهد لسنوات فارطة ازدحاما متناهي النظير خصوصا أيام المناسبات، إذ تكتظ باحته، وتعلو به الأصوات إلى درجة الخصام، غير أنه هذه السنة على غير العادة هادئ هدوءا كليا، فقد اكتسى بحلة وقار فريدة من نوعها، فقد تقربت "الأمة العربية "من العديد نت المواطنين الذين وجدتهم بالمركز، وسألتهم عن أحوالهم ثم عن أحوال الخدمات المقدمة من قبل عمال مركز البريد، فلم يدخروا أي كلمة مدح وشكر ليرفعوها إلى عمال مركز البريد، فهذا "عادل، ص" طالب جامعي أسر لنا بأنه قام بإرسال حوالة بريدية إلى أحد إخوته الذين يجتازون الخدمة الوطنية في الجنوب، فأخبرنا على سرعة العملية وقصر الطابور، وقد أبدى تعجبا كبيرا، إذ أنه اعتاد في مثل هذه المناسبات"العيد، رمضان.."على طوابير وشجارات وهذا ما لم يلحظه خلال هذا الشهر الفضيل، إذ أنه سبق له وأن قصد المركز لمرتين متواليتين خلال هذا الشهر، أما "بن كحلة، م" الذي يملك محلا لبيع البيض بالجملة بأحد الأحياء الشعبية ب"القصبة" والذي قصد البريد المركزي قصد سحب مبالغ مالية من رصيده، فتفاجأ بالطابور القصير، إذ أنه أكد بأنه لم يمكث في الطابور إلا مدة لم تتجاوز الثلاثين دقيقة، وهذا ماجعله يندهش، إذ اعتاد في السنوات الفارطة على الطابور الطويل في العشر الأواخر من رمضان وكثرة الشجارات، مما دفعه لأن يحمد الله على هذه النعمة أولا ثم أخذ في التساؤل عن السر في تسريع الطابور. رغم الضغط.. بريد"باش جراح" سيّر أحواله تركنا البريد المركزي بالعاصمة وتوجهنا إلى "باش جراح" المقابل للسوق الشعبي، غير أننا في هذه المرة أبينا إلى أن ندخل وراء الشبابيك ونرى أجواء العمل من خلفها، فاستقبلنا قابض البريد"شطابي يوسف" أيما استقبال لاحظنا كيف تجري العملية بانسيابية ويسر تامين، فالطابور يسير بشكل خفيف رغم الضغط ، إذ أن مركز البريد هذا تصب فيه أحياء بلديتين "باش جراح و بوروبة" هذا مايجعل الضغط عاليا عليها، ولكن بفضل الإمكانيات التي سخرت مؤخرا في المركز أصبح من السهل نوعا ما استيعاب الضغط، خصوصا وأن المركز تزود مؤخرا بخدمة "IBP"، كما أن الساعات الإضافية بالليل قد دخلت الخدمة بالمركز منذ اليوم الأول الذي حدد للعملية، وقد سجلت أعلى نسبة عمليات على مستوى ولاية الجزائر بالمركز، في فترة ساعة ونصف، من الساعة التاسعة والنصف إلى غاية الساعة الحادية عشر، بنسبة210عملية سحب للأموال، و150عملية كشف عن الحساب، وقد سطرت لهذه العملية الليلية أربعة شبابيك رسمية، وليتطوع عاملين آخرين في شباكين، كما أن القابض قال ل"الأمة العربية"بأنه "تمنى تمديد العملية إلى غاية الساعة الثانية عشر ليلا خصوصا ونحن مقبلون على مناسبة دينية، ودخول مدرسي، قصد امتصاص الطوابير"، غادرنا من الباب الخلفي للمركز، دخلنا السوق الشعبي، جلسنا إلى بعض الشباب من البائعين في الطاولات، سألناهم عن الطوابير اليومية في المركز، فما كان ردهم إلا أن أخبرونا بأنهم مندهشون مما يجري هذه الأيام بطابور مركز البريد "باش جراح" إلى أن الأمور تسير فيه بطريقة إيجابية، وبأنه استطاع امتصاص الكثافة السكانية للبلديتين"باش جراح ، بوروبة" بإقدامه على تطبيق تعليمية المديرية العامة "للبريد" القاضية بفتح فترات دوام ليلي لمدة ساعة ونصف للتمكن من امتصاص الطوابير وتسريع عملية تخليص العمال في تمكينهم من قبض رواتبهم قصد الفرح مع أولادهم خصوصا ونحن مقبلون على عيد الفطر المبارك. سكان "الأحياء الخمسة" يشتكون من قلة سعاة البريد كما اشتكى سكان الأحياء الخمسة"حي باش جراح 3، باش جراح1، حي الجبل 1، حي بن بولعيد172،.." أثناء تقرب "الأمة العربية" منهم، من عدم تمكنهم من الاستفادة من خدمات سعاة البريد، فمثلا "حي باش جراح 3، حي باش جراح1" لم يتم إلى حد الآن تعويض ساعييّ البريد الذين زج بهما في السجن، أحدهما تورط في سرقة راتب مواطنة ميّتة لمدة سنتين، والآخر تورط في سرقة رواتب عدة متقاعدين، أما "حي لامنتان" فليس به "ساعي بريد" مما اضطر أهله للاحتجاج في كثير من المرات أمام مركز البريد، وكذلك حي بومعزة وواد أوشايح، والذي حسب "قابض البريد" لم تفتح مناصب مالية من قبل المديرية العامة للبريد والمواصلات قصد توظيف سعاة، وتعويض السعاة المعاقبين في قضايا الاختلاس. استراتيجية المديرية العامة للبريد ..أهلت المراكز لامتصاص الطوابير سطرت المديرية العامة للبريد إستراتيجية مكنت مراكز البريد من امتصاص الطوابير ،التي شكلت صداع الرأس في السنوات الفارطة، أما فيما يخص الدوام لشهر رمضان المبارك، فقد تم اتخاذ إجراءات من أجل تسهيل حركة الأموال بين مراكز البريد.وفي ذات السياق فيما يخص السيولة وتوفرها فإن مراكز بريد الجزائر لن تعرف نقصا في السيولة، حيث تتوفر الأموال لجميع من يتلقى راتبا عن طريق مراكز البريد، وعن الصكوك المتأخرة لعشرات الموظفين ممن طلبوا صكوكا ولم تصلهم فإن عملية إرسال الدفاتر إلى أصحابها جارية"حسب الجهات المعنية من المديرية العامة للبريد" وأن أي تعطل لا يعني عدم إرسال الصكوك لهؤلاء، كما أنه بإمكان الموظفين وزبائن بريد الجزائر سحب أموالهم بواسطة إجراءات أخرى، على غرار الشيكات "الاحتياطية" المتوفرة بالمراكز والتي يتعين على صاحبها أن يكون مصحوبا ببطاقة الهوية إلى جانب أن يكون الإمضاء مطابقا لما هو موجود في الشيك الأصلي. كما أن أهم استراتيجية جاري العمل فيها لتعميمها عبر جميع المراكز البريدية في أنحاء التراب الوطني هو رقمنة الشبابيك البريدية، حيث تم في هذا الصدد رقمنه 51 مركزا بريديا في العاصمة، بمعنى أن كل الشبابيك عبر مركز البريد ستكون لها مهمة كل الوظائف وهو ما يعني أن الشباك الخاص بتحويل الحوالات البريدية أو بيع الطوابع سيكون بإمكانه سحب الأموال وهو ما يعني القضاء نهائيا على أزمة الطوابير، كما ستكون المراكز متوفرة على أكثر من شباك لسحب الأموال، وفي ما يخص البطاقات المغناطيسية التي انتهت مدة صلاحيتها للكثير من الزبائن فإنه لا داعي لأن يذهب أصحابها إلى المراكز والاستفسار عليها أو رميها، بل أنها ستجدد أوتوماتيكيا، وهذا الإجراء خاص أيضا بالذين يملكون بطاقات مغناطيسية تعود إلى عام 2007، حيث تم تجديدها إلى غاية عام1011.