كارثة بكل المقاييس هي الوضعية التي تعيشها مراكز البريد على مستوى ولاية الجلفة، فلا أموال ولا طوابع بريدية ولا هم يحزنون، للتتحول هذه المراكز إلى هياكل بلا روح، لا تقدم أي خدمة عمومية، عدا القول بأن ''الدراهم ماكانش، الطوابع ماكانش''. ''البلاد'' قادت، أمس، بجولة لجميع المراكز البريدية الموجودة بعاصمة الولاية، بداية من المركز الكبير بوسط المدينة، ومنه إلى مركز الجلفةالجديدة ومركز الحدائق، مرورا بمركزي 100دار وبوتريفيس. الحالة نفسها، فلا شيء يوحي بأن هذه الهياكل هي مراكز تخليص أو سحب للأموال، ليركن العمال إلى الراحة مجبرين بعد أن وقف مسؤولي بريد الجزائربالجلفة مكتوفي الأيدي أمام هذا ''التسونامي'' الذي ضرب الولاية منذ العشر الأواخر من شهر رمضان ليصل إلى الذروة مع اليومين الذين سبقا العيد وإلى ذروة الذروة مباشرة بعد العيد، وعمال مراكز بريد لا يرددون سوى عبارة ''الدراهم ما كانش'' و كلمة ''ماكناش'' امتدت أيضا إلى الطوابع البريدية التي اختفت بصورة غريبة وعجيبة أيضا. مواطنون كثيرون أكدوا أن نفس الوضعية تعيشها كل المراكز الموجودة بالبلديات الأخرى الكبيرة، فعين وسارة حدث ولا حرج، حيث دخلت مراكز البريد في السبات منذ أكثر من 10أيام، ومراكز بلدية حاسي بحبح أيضا، لتمتد الأزمة إلى المراكز الجنوبية في كل من مسعد وعين الإبل وفيض البطمة، إنها الكارثة التي ضربت بريد الجزائربالجلفة وإذا كانت هذه هي حالة المكاتب البريدية على مستوى البلديات الكبرى فلنا أن نتصور وضعية المكاتب الموجودة بالبلديات النائية والبعيدة والفقيرة. المواطنون الجلفاويون لم يجدوا جهة معينة يشتكون إليها، بعد أن عجز مسؤولو بريد الجزائربالجلفة عن إيجاد مخرج لهذا الإشكال المتجدد في كل يوم ومع كل مناسبة دينية، مع العلم أن المجلس الولائي شكل لجنة تحقيق في هذه الوضعية، إلا أن ذلك لم يغير من واقع الأمور شيئا، لتستفحل الكارثة أكثر وأكثر من الأيام التي تلت عيد الفطر المبارك فلا أموال ولا طوابع ولا شيء عدا ''ماكناش'' ويبقى مئات المواطنين ضحية لهذه الوضعية الكارثية والذين عجزوا عن سحب مرتباتهم الشهرية بالرغم من أنهم مقيمون بمراكز البريد على مدار ساعات العمل والكرة الآن في مرمى ''بن صالح'' لتشريح قطاعه بالجلفة ووضع النقاط على حروف البريدية فالأمر جلل.