رجائي أن تنصف الكاف الجزائر بمنحها تنظيم كان 2025 لم يُخف مدرب منتخب أوغندا ميلوتين سريدوجيفيتش الملقب ب»ميتشو»، دعمه ومساندته للجزائر للفوز بتنظيم «كان 2025»، موجها رسالة إلى القائمين على شؤون الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لإنصاف الجزائر، بعد كل ما قدمته خلال الطبعة السابعة من «الشان»، والتي وصفها بالاستثنائية، مضيفا في حواره مع النصر، بأنه معجب بالكرة الجزائرية وبالمدربين الوطنيين جمال بلماضي ومجيد بوقرة، كما تحدث التقني «الرحالة» في إفريقيا عن الصدام المرتقب بين الخضر ومنتخب أوغندا شهر جوان المقبل، برسم التصفيات المؤهلة إلى كان كوت ديفوار 2024، وعن رأيه أيضا في النجمين رياض محرز وإسماعيل بن ناصر. مرحبا كوتش، معك صحفي جريدة النصر من الجزائر نود التشرف بإجراء حوار معك.. مرحبا بكم وبكل الجزائريين الذين أكن لهم احتراما كبيرا، بعد كل ما وقفت عليه من خصال طيبة لهذا الشعب، خلال بطولة إفريقيا الأخيرة للاعبين المحليين، التي شارك فيها المنتخب الأوغندي الذي أتولى زمام عارضته الفنية، ولكنني لا أستطيع أن ألبي طلبكم الآن، لأنني سأكون ضيفا على حصة تلفزيونية بعد قليل. (عاودنا الاتصال به صبيحة أمس)، مرحبا مجددا، هل أنت متاح الآن ؟ أجل أنا تحت تصرفكم، ومستعد للإجابة عن كل أسئلتكم. الجزائر أبهرتنا بملاعبها وتنظيمها وشعبها المضياف بداية، كيف تقيم مشاركة المنتخب الأوغندي في «شان الجزائر 2022» ؟ صحيح أننا ودعنا المنافسة من الدور الأول، ولكن ما حققناه خلال «شان الجزائر 2022» يعتبر النتيجة الأفضل والأحسن في تاريخ مشاركات الكرة الأوغندية في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، على اعتبار أننا حصدنا أربع نقاط ضمن مجموعتنا القوية، التي ضمت منتخبات تفوقنا من حيث الإمكانيات، على غرار السنغال وكوت ديفوار والكونغو الديمقراطية، وكلها لديها بطولات أقوى بكثير من البطولة الأوغندية، لقد كنا المنتخب الوحيد الذي أطاح بالبطل السنغال، ولهذا أنا سعيد لهذه المشاركة، التي تعد السادسة لنا منذ 2011، حيث غبنا في مناسبة وحيدة فقط عن «الشان»، الذي كان مميزا للغاية في نسخته الأخيرة بالجزائر. كيف وجدتم الظروف التي أقيمت فيها البطولة، وماذا تقول عن التنظيم والمنشآت، التي سُخرت للنسخة السابعة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين ؟ بكل صراحة ودون أي مجاملة، النسخة الأخيرة من «الشان» هي الأفضل في تاريخ المنافسة، التي وصلت إلى طبعتها السابعة، كيف لا والظروف التنظيمية فاقت كل التوقعات، والجميع كان سعيدا وهنأ الجزائر على هذه البطولة الاستثنائية، لقد أبهرتمونا بجودة تلك الملاعب والمنشآت العالمية، والاحترافية الكبيرة في التنظيم وحسن الضيافة، مع عدم تسجيل أي هفوات أو أخطاء تذكر، وهو ما يؤكد جاهزية بلدكم الجميل لاحتضان كبرى التظاهرات العالمية وليس القارية فقط، صدقوني هذه النسخة ستظل راسخة في ذهني، لأنني عشت أوقاتا جميلة، رغم عدم تحقيق منتخبنا الوطني للنتائج المطلوبة، كوننا كنا نأمل في الوصول إلى أبعد محطة ممكنة، ولكن للأسف القرعة لم ترحمنا وأوقعتنا في مجموعة الموت. سعداء بكوننا المنتخب الوحيد الذي أطاح ببطل «شان 2022» بصراحة، هل الجزائر تستحق بعد كل ما أظهرته في «الشان» الفوز بمهمة تنظيم نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025 ؟ بصفتي المدرب الرئيسي لمنتخب أوغندا الأول والمنتخب المحلي، وبحكم تجربتي الطويلة في إفريقيا والممتدة على مدار 21 سنة كاملة، والتي مكنتني من الإشراف على ستة نواد كبرى، على غرار الهلال السوداني والزمالك المصري وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي ويونغ أفريكانز التانزاني وسان جورج الإثيوبي وسبورتينغ كلوب فيلا الأوغندي وثلاثة منتخبات وطنية، وهي أوغندا ورواندا وزامبيا، يمكنني التأكيد أن ما وقفت عليه في الجزائر استثنائي وقلما تراه، فالبطولة جرت في أجواء استثنائية، جعلت البعض يعتقد أن الدورة أكبر من الشان، ولهذا أنا أتمنى إنصافكم من الكاف بمنحكم تنظيم كان 2025، لأنه لا يوجد منافس يستحق ذلك أكثر من الجزائر التي أبهرتنا جميعا بتنظيمها العالمي، فالتسهيلات المقدمة والترحاب الرائع من كل الجزائريين وجودة المنشآت والمرافق، تجعلني أقف في صفكم، على أمل أن تكون الطبعة 35 من نصيبكم. الكرة الإفريقية تفتخر بمثل محرز وبن ناصر ما رأيك في النتائج المحققة من طرف الكرة الجزائرية في الآونة الأخيرة ؟ في البداية أكن احتراما كبيرا للكرة الجزائرية وللتقنيين الجزائريين، ومن يحب الكرة الإفريقية ليس بإمكانه أن لا يعشق الكرة الجزائرية الجميلة والممتعة، خاصة في وجود لاعبين كبار ينشطون في أفضل الفرق العالمية، أنا أرى بأن الجزائر هي «المنزل الكبير» للكرة الإفريقية، وما حققته مؤخرا كان عن جدارة واستحقاق، بداية بحصد نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 ثم الفوز بكأس «العرب فيفا 2019»، وصولا إلى تنشيط المباراة النهائية لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين، وخسارة الكأس بركلات الترجيح المبتسمة للمنتخب السنغالي، وهنا أود التنويه بالجماهير الجزائرية، التي كانت حاضرة بأعداد غفيرة في هذه الدورة، وصفقت لمنتخبها رغم الهزيمة، كما هنأت «أسود التيرانغا» على التتويج، دون نسيان ما أظهرته في بقية الملاعب، حيث شجعت الجميع دون استثناء، في صورة نادرة ولم يسبق معايشتها على مدار كل المنافسات القارية السابقة، وهنا أود أن أضيف شيئا آخر. الكرة الجزائرية ستجني ثمار تجديد الثقة في بلماضي تفضل... صدقوني كنت حزينا للغاية للجمهور الجزائري وللمدرب القدير جمال بلماضي، بعد تضييع فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر في اللحظات الأخيرة، حيث كان هدف الكاميرون بمثابة الصدمة للكرة الجزائرية التي خسرتها إفريقيا في المونديال العربي، على اعتبار أنها كانت قادرة على تحقيق نتائج أفضل من تلك التي حققتها منتخبات إفريقية أخرى، وفي هذا الصدد لدي رسالة خاصة للجهور الرياضي الجزائري، من أجل مواصلة الوقوف خلف منتخبكم الوطني، لأن لديه كل المقومات، من أجل التعويض في الاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها مونديال 2026 والذي لن تغيب عنه الجزائر دون أدنى شك، لا سيما في وجود تركيبة مميزة من اللاعبين الشباب القادرين على رفع التحدي من جديد. هل من كلمة حول المدرب مجيد بوقرة الذي خسر الشان بركلات الترجيح؟ إيماني كبير بكفاءة وجودة التقنيين الجزائريين، الذين أراهم من أحسن المدربين في القارة السمراء، وما الثنائي جمال بلماضي ومجيد بوقرة سوى مثالين رائعين عن المدربين الوطنيين الناجحين، فهما يتواجدان ضمن أفضل عشرة مدربين من أصل 54 ناخبا وطنيا إفريقيا، وعن مدرب المنتخب المحلي الجزائري مجيد بوقرة، فأنا أعرفه منذ كان لاعبا، كوني كنت مشجعا لناديه غلاسكو رينجرز، وهو يبصم على مشوار ناجح كمدرب مثلما كان كلاعب، كيف لا وهو قد فاز بكأس العرب فيفا 2021، كما نشط المباراة الختامية لبطولة «الشان»، وكلها أمور تؤكد بأنه سيكون له مستقبل كبير في عالم التدريب الذي لا خوف على الجزائر بخصوصه، فأنتم لديكم مدربون رائعون للحاضر وآخرون متميزون للمستقبل. إفريقيا خسرت الخضر في مونديال قطر لهذا السبب ستكون رفقة منتخب أوغندا الأول على موعد شهر جوان المقبل لمواجهة جمال بلماضي وكتيبته القوية، كيف تتوقع هذا الصدام ؟ كما يعلم الجميع المنتخب الأوغندي يتواجد في نفس المجموعة، إلى جانب كل من الجزائر وتانزانيا والنيجر، مع أفضلية كبيرة للخضر للتأهل إلى كان 2024 في المرتبة الأولى، جراء امتلاككم لحد الآن ست نقاط من فوزين متتاليين، وأنا أرى أن فترة التوقف الدولي المقبلة، المقررة شهر مارس ستكون جد حاسمة في تحديد مرافق الجزائر لكان كوت ديفوار، نحن نركز على مواجهتي تانزانيا أولا، وبعدها سنرى ماذا سيحدث عندما سنستقبل الجزائربأوغندا، وهو المنتخب الذي أحرجناه بملعب 5 جويلية، حيث فاز علينا بثنائية نظيفة، ولكن بعد معاناة كبيرة، فقد سجلتم الهدف الأول عن طريق ضربة جزاء، ولم تطمئنوا على النتيجة سوى في الدقائق الأخيرة بفضل يوسف بلايلي، نحن نحاول أن نتعلم من هكذا منتخبات على غرار الجزائر، فلديكم لاعبون يفوقون عناصرنا من حيث الخبرة والتجربة. لا أفكر في صدامنا المقبل مع الخضر وهذا ما سنجنيه من هكذا مواعيد ماذا تقول بخصوص تجديد الثقة في جمال بلماضي على رأس الخضر رغم خيبة الفشل في التأهل إلى مونديال قطر ؟ كان من الأفضل طرح هذا السؤال على جمال بلماضي، كونه يتعلق به أكثر، ولكن سأحاول أن أقدم لكم رأيي بخصوص هذا الأمر، أنا بكل بساطة مع استمرار جمال، فمثل هكذا مدربين من المستحيل التفريط فيهم بسهولة، خاصة وأنه صاحب الفضل الأكبر في فوز الجزائر بثاني كأس أمم إفريقية، وعليكم بالصبر على بلماضي وبوقرة، والثقة في مؤهلاتهما الكبيرة، وأنا متأكد بأنكم ستجنون الثمار في أقرب فرصة ممكنة، وكرة القدم لا تؤتمن حيث تعطيك في مناسبات وتدير لك ظهرها في مرات أخرى، وهذا ما حدث مع الجزائر، ولكن هذا لا يعني أن بلماضي مدرب مشكوك في أمره بل على العكس تماما، هو أفضل خيار للكرة الجزائرية القادرة على استعادة بريقها في الاستحقاقات المقبلة. الطبعة السابعة للشان الأفضل في التاريخ دون أي مجاملات هل من كلمة حول تعداد المنتخب الجزائري وما رأيك في لاعبين من أمثال محرز وبن ناصر ؟ رياض محرز وإسماعيل بن ناصر أفضل سفيرين للكرة الجزائرية والإفريقية، كيف لا وهما يدافعان عن ألوان ناديين كبيرين في أوروبا، ويتعلق الأمر بكل من مانشيستر سيتي وآسي ميلان على التوالي، وأنا بحكم عملي الطويل في إفريقيا، أكن احتراما كبيرا للأفارقة الذين يمثلوننا بشكل رائع في كبرى الدوريات الأوروبية. بلماضي وبوقرة ضمن « توب 10» لأفضل مدربي القارة السمراء بماذا تريد ختم هذا الحوار ؟ شكرا جزيلا لكم وجزاكم الله خيرا (قالها بالعربية التي يتقن بعض كلماتها، بالنظر لتجربتيه مع الهلال السوداني والزمالك المصري)، وكل التوفيق للكرة الجزائرية التي تعد من الأفضل في القارة السمراء، نظير ما تمتلكه من لاعبين متميزين، سواء الناشطين بالجزائر أو المحترفين في أوروبا ومختلف الدوريات العالمية.