باشرت مصالح مؤسسة سونلغاز، أمس، رسميا حملة تزويد الأسر بكواشف غاز أكسيد الكربون، عبر الشروع في تركيب هذه الأجهزة بمنطقة بوسعادة ولاية المسيلة، لتشمل العملية في مرحلة أولى 21 ولاية بالهضاب العليا، من خلال التركيب التدريجي ل 11 مليون كاشف عن الغازات. أعلن مجمع سونلغاز في بيان له أمس عن الشروع الفعلي في تركيب حوالي 11 مليون كاشف عن غاز أحادي أكسيد الكربون عبر 21 ولاية تقع بسلسلة الهضاب العليا المعروفة ببرودة الطقس في فصل الشتاء، وستتم العملية بصفة تدريجية بهدف تأمين كافة البيوت ضد خطر القاتل الصامت الذي أودى بحياة العشرات منذ بداية موسم البرد. وتندرج العملية ضمن تطبيق لقرار مجلس الوزراء المنعقد يوم 24 جانفي المنصرم، في الشق المتعلق بتكليف شركة سونلغاز بتزويد بيوت المواطنين مجانا بأجهزة إنذار صوتية ومرئية ضد تسربات غاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة وتسخين المياه، إلى جانب على العمل عل تجهيز البنايات الجديدة بهذه الوسائل. وانطلقت الحملة من منطقة بوسعادة التابعة لولاية المسيلة، التي جاءت في المرتبة الأولى من حيث عدد ضحايا القاتل الصامت وفق إحصائيات مصالح الحماية المدنية، التي أطلقت حملة تحسيسية واسعة للوقاية من غاز أحادي أكسيد الكربون الذي أباد أسرا بكاملها منذ بداية موسم البرد، وأدى إلى وفاة 17 شخص في يوم واحد خلال شهر جانفي المنصرم. وسيحرص أعوان شركة سونلغاز المختصين في مجال تركيب أجهزة الكشف عن غاز أحادي أكسيد الكربون على مواصلة مراقبة التركيب الداخلي لأجهزة التدفئة وتسخين الماء، قصد إصلاح الخلل، لا سيما وأن التحقيقيات الميدانية التي أعقبت حالات الاختناق بالقاتل الصامت، بينت وجود عيوب في شبكات تركيب المدفئات وسخانات المياه، أدت إلى تسرب غاز أكسيد الكربون وحدوث اختناقات أفضت الكثير منها إلى الوفاة. ويعرف عن مناطق الهضاب العليا مقارنة بباقي ولايات الوطن بالانخفاض المحسوس في درجات الحرارة في موسم الشتاء، خاصة في الفترة الليلة، مما يلزم الأسر بالاعتماد على أجهزة التدفئة بعضها تقليدية، وأخرى لا تخضع لمعايير السلامة، مما يؤدي إلى تسجيل حوادث مؤلمة، جراء انعدام الصيانة وغياب منافذ للتهوية عبر الكثير من البيوت. وتعمل أجهزة الإنذار على الكشف عن أحادي أكسيد الكربون، عن طريق إصدار صوت عال ليصل إلى أرجاء البيت من أجل دفع أفراد الأسرة إلى تدارك الوضع وتهوية البيت، وتوقيف تشغيل الأجهزة التي تتسرب منها الغازات غير مكتملة الاحتراق، مع الإسراع إلى الاستنجاد بمختصين في مجال الصيانة لمعالجة الخلل، وتأمين هذه الوسائل قبل تشغيلها مرة أخرى.ولقيت العملية ترحيبا واسعا من قبل منظمات حماية المستهلكين التي رأت بأن السمعة العالية التي تتمتع بها شركة سونلغاز، ستمنع كل تحايل في تركيب أجهزة الكشف عن القاتل الصامت، لأنها ستحرص على استعمال وسائل ذات جودة عالية، ومطابقة لمعايير الأمن والسلامة، مما سيؤدي إلى القضاء التام على الاختناقات بغاز أحادي أكسيد الكربون. ويؤكد في هذا المجال الناطق باسم الجمعية الوطنية لحماية حقوق المستهلكين فادي تميم في تصريح «للنصر» بأن تركيب هذه الأجهزة سترافقه عملية توعوية حول الطريقة الصحيحة لاستعمالها، بعد أن لوحظ وجود أخطاء في طرق تركيبها من قبل الأفراد، مما حال دون الاستفادة منها في مجال الكشف عن الغازات السامة المتسربة من المدافئ والمواقد وأجهزة تسخين المياه. وينتظر أن تعد شركة سونلغاز دفتر شروط حول معايير إنتاج كواشف محلية، وبحسب المصدر فإن تصنيع هذه الأجهزة يتم حاليا من قبل ثلاث علامات معروفة، لكنها لا تغطي كافة احتياجات السوق، ومع الشروع في إطلاق صناعة محلية بمعايير عالمية، سيتم التخلي التدريجي عن استيراد هذه الوسائل من الخارج.