شدّدت الحماية المدنية، على وجوب تقيّد الجزائريين بثلاث دعامات لإنهاء مآسي اختناقات الغاز. عبر ترسيخ دعائم البيت الآمن، وذلك يستدعي تكريس الثقافة الوقائية، منها الحرص على وجود التهوية وحضور المؤشر الأزرق، فضلاً عن اهتمام المواطنين بأجهزة الإنذار، ومطابقة أجهزة التدفئة للمقاييس، أكثر من التركيز على الأسعار. أكد مدير الإحصائيات والإعلام بالحماية المدنية، العقيد فاروق عاشور، على وجوب تقيّد الجزائريين بثلاث أمور رئيسية لإنهاء مآسي اختناقات الغاز. وأوضح العقيد فاروق عاشور، في تصريح للإذاعة الوطنية، أمس، أنّه يمكن التحكم في أخطار الاختناقات عبر ترسيخ دعائم البيت الآمن، وذلك يستدعي تكريس الثقافة الوقائية، منبّهاً إلى ضرورة الحرص ألف مرة في اليوم على وجود التهوية وحضور المؤشر الأزرق، فضلاً عن اهتمام المواطنين بأجهزة الإنذار، ومطابقة أجهزة التدفئة للمقاييس، أكثر من التركيز على الأسعار. وأشار المتحدث ذاته إلى أن هناك عدّة عوامل تتدخل في اختناقات الغاز، مثل نزع وإعادة تركيب المدافئ واستخدامها لغير أغراضها كتسخين الخبز وتجفيف الملابس، فضلاً عن تركيب أجهزة تسخين المياه على مستوى الحمامات. وألّح ضيف الأولى على حتمية ضمان التهوية في المنازل، مُرجعاً الكثير من اختناقات الغاز إلى غياب ثقافة الاستعمال الآمن، وعدم توفر أجهزة التدفئة المستعملة على شهادة المطابقة. وركّز عاشور على مراعاة إعادة تهيئة المنازل لما يتناسب مع شروط الأمن ودراسة الأخطار، مسجّلاً أنّ تراجيديا "القاتل الصامت" إفراز للتركيب العشوائي لأجهزة التدفئة، لذا نوّه إلى وجوب تولي تقنيين معتمدين مؤهلين للعملية. وقرر مجلس الوزراء، في اجتماعه الأخير برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، "تكليف سونلغاز بتزويد بيوت المواطنين مجاناً بأجهزة إنذار ضد تسربات غاز أحادي أكسيد الكربون"، وفتح مخابر للمراقبة التقنية والنوعية عبر كامل التراب الوطني، ل"مراقبة الأدوات الكهرومنزلية الأكثر تسبباً في الحوادث المنزلية، لاسيما المدافئ". كما تقرر تشجيع المصنعين المحليين للمدافئ وسخانات الماء والمواقد وأنظمة التدفئة وغيرها، على تغطية طلب السوق المحلية بنوعية آمنة ذات تقنية عالية المستوى لتزويد كل السكنات قيد الإنجاز"، بالإضافة إلى إجراء تنسيق بين وزارات التجارة والصناعة والمؤسسات الناشئة لإعداد قانون جديد يتضمن إنشاء مخابر لمراقبة الأمان في التجهيزات التي تستخدم الغاز. ومنذ حلول موسم الشتاء وموجة البرد خلال الأسابيع الأخيرة، سجلت الجزائر حوادث وفيات يومية بسبب تسربات الغاز من المواقد و المدافئ وسخانات المياه، كانت أبرزها وفاة عائلة تتكون من تسعة أشخاص، وعائلة أخرى تتكون من ستة أشخاص، بسبب ما يعرف ب"القاتل الصامت". كما أصيب 16 تلميذا بمدرسة ابتدائية بمدينة تيارت، الخميس الماضي، بتسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون. كما تدخّلت مديرية الحماية المدنية لولاية تيارت، أمس، لإنقاذ عائلة مكونة من 4 أفراد تعرضوا للتسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون. وأفاد بيان للحماية المدنية، أن وحداتها قامت بالتدخل على الساعة 02:45 فجرا، لإسعاف وإجلاء عائلة مُكونة من 4 أفراد تتراوح أعمارهم بين 12 و52 سنة تعرضوا لتسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون المتسرب من المدفأة بمنزلهم العائلي بحي بوهني محمد بلدية ودائرة تيارت. وتم نقل المصابين من طرف أفراد الحماية المدنية إلى مصلحة الإنعاش بالمؤسسة العمومية الاستشفائية يوسف دمرجي. ونشرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية توصيات هامة لفائدة المواطنين بعد تزايد حالات الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون. وذكّرت الوزارة، المواطنين بضرورة اتباع إرشادات السلامة للحفاظ على سلامتهم من أي خطر يُمكن أن يُهدد حياتهم خاصة فيما تعلق بتسرب غاز أكسيد الكربون. وأوضحت المصالح ذاتها أنه يُمنع منعا باتا ومهما كان السبب تركيب سخان الماء في الحمام، كما يجب وضع سخان الماء في مكان تتوفر فيه التهوية، مع ضرورة توصيل سخان الماء بقنوات صرف الغازات السامة. ودعت وزارة الداخلية إلى الحرص على تركيب أو صيانة سخان الماء من طرف مهني مختص في مجال الترصيص حامل لشهادة الكفاءة المهنية في التركيب الصحي والغاز، وعدم الاستعانة في تركيب أو صيانة سخان الماء برصاص مهني مختص في التركيب الصحي فقط. كما حذرت وزارة الصحة، من خطورة التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون والذي يؤدي غالبا إلى الوفاة, وذلك في إطار حملة وقاية من الاختناق بهذا الغاز تزامنا مع الانخفاض الحاد لدرجة الحرارة. وذكرت المواطنين بأهم الإرشادات والاحتياطات الواجب اتخاذها للحد من هذه الظاهرة ومحاربة هذا القاتل الصامت, منها "ضرورة المراقبة السنوية لأجهزة التدفئة وتسخين المياه من طرف متخصص مؤهل (سخان الماء, سخان الحمام, الموقد..), تهوية المنزل مدة 10 دقائق يوميا على الأقل مع عدم سدّ ثغرات الهواء حتى في فصل الشتاء". في السياق ذاته, شدّدت الوزارة على ضرورة "عدم استخدام أجهزة التدفئة الاحتياطية المتنقلة إلا في الغرف ذات التهوية الجيدة وعلى فترات متقطعة, عدم تشغيل محرك السيارة في مرآب مغلق, احترام تعليمات استخدام أجهزة التدفئة والتسخين, عدم استخدام أجهزة غير مخصصة لغرض التدفئة (فرن الطهي, الكانون أو الطابونة). ع سمير