تتجه أنظار متتبعي بطولة الرابطة ظهيرة غد الجمعة صوب ملعب عابد حمداني بالخروب، الذي سيكون مسرحا لقمة الجولة 19 من المنافسة، والتي تضع ريادة المجموعة الشرقية في المزاد، ومحل صراع مباشر بين فريق جمعية الخروب، الساعي للمحافظة على مشعل القيادة، شريطة النجاح في تحقيق الفوز، وضيفه نادي التلاغمة، المتواجد على بعد خطوتين فقط من عرش الصدارة، ولو أن الاتحاد السوفي يتواجد في حالة ترقب، لأن عينه تبقى على انقلاب في الريادة، وذلك باعتلاء الصف الأول، في حال فشل "لايسكا" في الفوز بقمة هذه الجولة. قمة ملعب عابد حمداني، ستلعب على المكشوف، في "ديربي" هو الثاني تواليا لجمعية الخروب، بعدما كانت قد كسبت الرهان بعاصمة الولاية أمام الموك، لكن هذه المقابلة ستجرى في غياب الجمهور بسبب العقوبة، وحساباتها تضع أهل الدار أمام حتمية الانتصار، لتأكيد الإنجاز المحقق بقسنطينة، والذي كان بمثابة خروج من فترة فراغ كانت التشكيلة قد مرت بها، لأن العودة بكامل الزاد من بن عبد المالك مكنت "الخروبية" من تحقيق انطلاقة جديدة، لكن المنعرج الحاسم يمر عبر النجاح في تخطي عقبة الضيف نادي التلاغمة، لأن ذلك سيكون كافيا للبقاء في الصدارة، رغم أن "لايسكا" ستكون منقوصة من خدمات اللاعب رقم 12، لأن الجمهور له دور بارز في مثل هذه المواعيد. بالموازاة مع ذلك، فإن نادي التلاغمة سيحط الرحال بالخروب بنية مواصلة المشوار دون هزيمة للجولة العاشرة تواليا، على اعتبار أن تشكيلة المدرب زمامطة لم تنهزم منذ موقعة أم البواقي أمام اتحاد الشاوية، لكن أغلب حصادها في التنقلات اقتصر على تعادلات، وطابع "الديربي" يلقي بظلاله على هذه المواجهة، إلا أن كل الحسابات تبقى مبنية على البقاء في الصدارة، لأن الوضعية الراهنة تحتم على "التلاغمية" تفادي الهزيمة، للإبقاء على فارق بالإمكان تداركه في باقي المشوار، بصرف النظر عن صعوبة الرزنامة، لأن الامتحانات العسيرة متعددة، وذلك بالنزول في ضيافة أندية من كوكبة المقدمة. إلى ذلك، فإن الوصيف الاتحاد السوفي يتواجد في حالة ترقب، لأن اللعب للمرة الثانية تواليا في عقر الديار يمنحه أفضلية كسب الرهان أمام جمعية عين مليلة، بالنظر إلى التباين الصارخ في وضعية الفريقين، وبالتالي فإن "السوافة" سيخوضون هذه المواجهة بأرجل في ملعب تكسبت وآذان مصوبة إلى الخروب، تترصد وصول الخبر السار، والذي لا يجب أن يخرج عن نطاق تعثر "لايسكا"، وعدم قدرتها على تحقيق الفوز، لأن ذلك هو الشرط الوحيد الذي سيفسح المجال أمام الاتحاد السوفي للتربع على كرسي الريادة. وفي نفس السياق، فإن الإثارة ستكون حاضرة بملعب دراجي بسور الغزلان، أين سيلتقي الوفاق المحلي بمولودية قسنطينة، في مباراة يمكن تصنيفها في خانة فرصة الحظ الأخير للفريقين، بعد مراهنة كل طرف على الصعود، لكن التعثر في هذه القمة يعني حرق آخر الأوراق. باقي اللقاءات تلقي معطياتها بكامل الظلال على حسابات المؤخرة، لأن حمراء عنابة ستلعب فرصة الحظ الأخير عند استقبال شباب باتنة، والأمر ذاته ينطبق على شبيبة سكيكدة، رغم أن كل المؤشرات ترهن حظوظ هذا الثنائي في "النجاة"، بينما يبقى التنافس محتدما بين كوكبة من الفرق لتفادي التذكرة الثالثة على متن قطار السقوط، انطلاقا من تنقل مولودية العلمة وجمعية عين مليلة للدفاع عن الحظوظ خارج القواعد، مرورا بامكانية نجاح اتحاد الحراش في العودة بكامل الزاد من سكيكدة، وصولا إلى تواجد اتحاد الشاوية واتحاد ورقلة أمام حتمية الفوز داخل الديار، وكذا سعي شباب باتنة للاستثمار في وضعية حمراء عنابة للخروج نسبيا من منطقة الجاذبية، وهي معطيات قد تكون لها إفرازات جديدة في معادلة السقوط، مادام الصراع يبقى من أجل تجنب المقعد الثالث.