كشف وزير البريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية كريم بيبي تريكي، أول أمس الخميس، أن الأقمار الصناعية من الوسائل الإستراتيجية التي يعتمد عليها قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية بالجزائر، وأن 70 بالمائة من احتياجات البلاد من النطاق الترددي عبر الساتل يلبيها ألكوم سات 1، كما أن الاحتياجات سترتفع بالنظر لأهمية الساتل في تقديم خدمات الأنترنيت والتي ستوجه في المرحلة المقبلة للجمهور. وأوضح وزير البريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية كريم بيبي تريكي على هامش مراسيم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة و المصغرة و الوكالة الفضائية الجزائرية بوهران، أن خدمات الاتصالات والأنترنيت على وجه الخصوص أصبحت اليوم أساسية بالنسبة للجميع سواء الأفراد أو مؤسسات حكومية، اقتصادية أو إدارية، ولتلبية هذه الاحتياجات في مختلف جهات الوطن، فقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية بحاجة لاستعمال عدة تكنولوجيات منها الألياف البصرية، والأقمار الصناعية، مذكرا بأن كل المجالات اليوم تستعمل الساتل ومنها قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، والجيل الجديد من تكنولوجيات الاتصال سيعتمد أكثر فأكثر على تقنيات الاتصالات الفضائية، ومن الضروري، مثل ما قال، البدء من الآن في إيجاد الحلول لخفض التبعية للمواد الأولية والأجهزة والبرمجيات، مفيدا بأن ذلك سيتجسد بفضل المؤسسات الناشئة والمبتكرين والمبدعين الشباب الذين بمنتوجهم سيساهمون في دعم الخزينة العمومية وأيضا ضمان الاستقلالية الوطنية. من جانبه، أشاد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة ياسين المهدي وليد، بالانفتاح غير المسبوق لوكالة الفضاء الجزائرية على عالم الاقتصاد والشركات الناشئة مما يعكس الأهمية التي توليها الوكالة للكفاءات الجزائرية، لأن مجال الصناعة الفضائية إستراتيجي ومهم جدا ويستقطب العديد من الكفاءات في مختلف الميادين، ووفق الوزير، فإن مجال الصناعة الفضائية أصبح له تطبيقات تقريبا في كل القطاعات الوزارية، و أن العديد من التطبيقات تعتمد على الأقمار الصناعية الجزائرية، وهذا بفضل برنامج الوكالة "2006-2020" الذي وضعها في الريادة على المستوى القاري وكذا الدول العربية، مستشرفا أن البرنامج الثاني لآفاق 2040 سيكون أكثر طموحا وأكثر انفتاحا حول العالم الاقتصادي وهذا هو هدف الاتفاقية التي أبرمت بين وزارة اقتصاد المعرفة والوكالة الفضائية، و من شأنها، مثل ما قال، فتح آفاق واعدة جدا للشركات الناشئة في هذا المجال. وأبرز ياسين وليد المهدي، أنه بعد إطلاق نداء للمشاريع مؤخرا، تم تسجيل 45 شركة ناشئة في تخصصات متنوعة منها تخزين الطاقة، الأنظمة المحمولة، تصميم وإنتاج اللوحات الإلكترونية متعددة الطبقات المؤهلة فضائيا، معالجة البيانات والاتصالات الفضائية، وهي مشاريع تفتح لكل الباحثين عبر الجامعات، وستمكن الجزائر من التموقع والابتعاد تدريجيا عن تبعية التكنولوجيا لبعض الشركات الأجنبية، واستعمالها لصالح الاقتصاد الوطني. من جانبه تطرق وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، إلى أن خلق مؤسسات ناشئة في الصناعة الفضائية، يواجه عدة رهانات من بينها جذب وجلب الرأسمال البشري وتحفيزه من أجل إنشاء مثل هذه المؤسسات، الإبداع والابتكار وخلق الثروة، أما الرهان الثاني وفق الوزير يتمثل في إيجاد حلول لبعض المشكلات التكنولوجية والتقنية والعلمية التي يعرفها مجال الفضاء، في ظل العمل على التحضير لخلق مهن المستقبل التي يجب أن ينخرط الشباب في ديناميكيتها للرفع من قدرات الاقتصاد الوطني. و اعتبر المدير العام لوكالة الفضاء الجزائرية عز الدين أوصديق، أن البرنامج الفضائي الوطني لآفاق 2040، هو بمثابة أداة أساسية ومميزة للتنمية الاقتصادية المستدامة ولتعزيز السيادة الوطنية، وأن تطوير التكنولوجيات الفضائية وتطبيقاتها يتطلب رؤية شاملة تدمج جميع أطراف المنظومة الاقتصادية الوطنية مع مكوناتها الفاعلة وشبكاتها القطاعية، قصد تحديد مراحل وخطوات عمل شامل منسق ومستدام للنشاط الفضائي يستند على أسس متينة. و أضاف أن نجاح برنامج 2022-2040، يعتمد بالدرجة الأولى، على تجنيد الموارد البشرية من إطارات ومهندسين من الوكالة الفضائية الجزائرية وكذلك من خارجها كالطلبة الجامعيين، مؤسسات ناشئة، حاملي مشاريع ابتكارية، مؤسسات مصغرة، مستثمرين و الكفاءات الوطنية المقيمة بالمهجر، لأن الطموحات والأهداف المندرجة في إطار هذا البرنامج، تقتضي تعبئة كل الطاقات التي يمكنها المساهمة في تحقيقها مع تجنيد جميع الشركاء الفاعلين من أجل تلبية احتياجات مختلف القطاعات لضمان التنمية المستدامة للوطن، مشيرا أنه بتوفير بيئة ملائمة فإن الكفاءات البشرية والإمكانات الإبداعية للشباب قادرة على تحقيق الأهداف المرجوة، خاصة وأن مجال الفضاء أضحى يشكل ميدانا لتدفق أحدث التكنولوجيات لاسيما الرقمية وهذا ما سمح باستحداث مهن جديدة وابتكار تطبيقات ذكية بشكل متزايد يجعل من استخدام الفضاء أمرا لا مفر منه. للتذكير، فقد أشرف الوفد الوزاري على افتتاح أشغال الملتقى الأول للمؤسسات الناشئة في مجال الفضاء ، أول أمس، بمركز تطوير الأقمار الصناعية بوهران، وكذا تفقد المنصة التكنولوجية التابعة لمركز البحث والتكنولوجيا الصناعية بجامعة العلوم والتكنولوجيا، والمنصة التكنولوجية لعلم الجينات بالمدرسة العليا للعلوم البيولوجية إضافة إلى تدشينهم للمبنى الجديد للمختبر الجهوي للتصنيع على مستوى القطب الجامعي بلقايد.