أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أنه بوفاة الرئيس الاسبق أحمد بن بلة الذي وافته المنية أمس الاربعاء تكون الجزائر فقدت رجلا من رجلاتها التاريخيين العظام وحكيم من صفوة حكماء افريقيا المتبصرين وفي برقية تعزية بعث بها الى عائلة الفقيد قال الرئيس بوتفليقة: " يشاء القدر أن يرحل عنا واحد من أبرز زعماء الجزائر المعاصرين وحكيم من صفوة حكماء افريقيا المتبصرين المجاهد الرئيس المغفور له بإذنه تعالى أحمد بن بلة أحسن الرحمن وفادته وطيب ثراه وأكرم وأنزله في جنات النعيم مع الصادقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. لقد اقترن اسم الفقيد – يضيف رئيس الدولة – بتاريخ الحركة الوطنية وثورة التحرير الظافرة وبناء الدولة الحديثة وترك بنضاله مآثر في مسيرة الجزائر ونهضتها منذ كان على رأس المنظمة الخاصة لحركة انتصار الحريات الديمقراطية في اربعينيات القرن المنصرم. وذكر الرئيس بوتفليقة أن الفقيد قد كابد في نضاله الطويل ظلمة السجون وذاق أهوال التعذيب وغربة المنفى ولكن ذلك لم يزحزحه عن مبادئه قيد أنملة ولم ينل من صلابة وإيمانه بحق شعبه في التحرير واستعادة السيادة مثقال ذرة بل زاد في تصميمه وايمانه ببلوغ الغاية القصوى في نضاله. وأضاف أن أحمد بن بلة "كن من الرعيل الاول الذين خططوا لثورة التحرير وحملوا مشعلها في الداخل والخارج إلى أن غدرت به إدارة الاستعمار في قرصنة جوية غير مسبوقة صحبة ثلة من رفاقه الزعماء في 22 اكتوبر من عام 1956 ليمضي مرة أخرى أمدا في زنازين المحتل لكنه ظل على عهده صامدا مسهما في غيابات السجن بآرائه وحكمته في تسيير شؤون ثورة نوفمبر الى جانب رفاق الدرب في جيش وجبهة التحرير ثم في الحكومة المؤقتة. ولم يكن من المصادقة – كما أوضح رئيس الجمهورية – أن يرتقي فقيد الجزائر سدة الحكم في الجزائر المستقلة ليتحمل مسؤولية ثقيلة بالنظر إلى ما كان عليه وضع البلاد انذاك بعد سبع سنوات ونصف من الدمار الشامل وعلى خلفية أكثر من قرن وربع قرن من الاحتلال البغيض. وأكد رئيس الدولة أنه بوفاة أحمد بن بلة تكون الجزائر فقدت فيه اليوم رجلا من رجلاتها التاريخيين العظام أدى الواجب بأمانه مناضلا ومجاهدا ورئيسا أولا للجزائر المستقلة عمت سمعته المشرفة كل أرجاء العالم " مضيفا أنه " على الرغم من السنين التي أثقلت كاهله فقد ظل على عهده أمينا مسهما في دعم تدابير واجراءات الوئام والمصالحة الوطنية وإرساء ثقافة السلم والمحبة والتأخي في وطنه الحبيب وفي القارة الافريقية. وتابع رئيس الجمهورية قائلا : " وهكذا فمن ذروة النضال السياسي الى قمة الكفاح المسلح الى سدة الحكم إلى أوج الصبر والوفاء الى الرفيق الأعلى ظل فقيد الجزائر يكافح وينافح طيلة حياته المديدة التي لم ينتقل فيها من موقف سلم إلا إلى موقف أسمى حتى رحل عن الدنيا. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة وجدير بمن أتاه الله هذه المكانة الرفيعة وحباه بالمراكز العالية والأخلاق الفاضلة أن يتربع في حياته على عرشه في قلوب مواطنيه وأن ينال الإعجاب لدى معاصريه وأن تعتصر لفقده عيون كل الجزائريين دمعا وتنفظر قلوبهم ألما فليس من الهين فقدانه ولا في الامكان نسيانه. فنم هانئا قرير العين أيها الاخ العزيز بعد أن رأيت وطنك الحبيب يخطو وئيدا "إلى الأمن والاستقرار ويتدرج واثقا الى الرخاء والازدهار وقد التحم بنوه والتأموا في مسيرة مبشرة بغد مفعم باليمن والخير " أعزي نفسي متضرعا الى المولى عز وجل أن ينزل في قلوبهم وقلوبنا الصبر الجميل ويعوضهم ويعوضنا في فراقكم بالخير الوفير ويوفيهم ويوفينا الأجر العظيم وطوبى لكم أيها المجاهد الرئيس بجوار رب رؤوف رحيم.