لن نتحالف مع الأصولويين والجزائريون لم ينتظروا إسلام السعودية وأفغانستان دعا الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس أمس في أول تجمع شعبي ينشطه في الحملة الانتخابية للتشريعيات القادمة، والتي اختار مدينة ميلة كمنطلق لها، إلى ضرورة الحفاظ على نظافة الحملة الانتخابية وتوجيه الانتقاد للمشاريع والبرامج الانتخابية وليس التجريح في المسؤولين ومهاجمة الاشخاص، فالشعب الجزائري حسبه ينتظر من مسؤولي الاحزاب والمترشحين تنافسا في الافكار والطروحات، حتى يمكنه بعد ذلك الاختيار يوم التصويت. و قال بن يونس أن الشعب يريد التغيير حقيقة لكن ذلك لن يتم الا عن طريق مشاركة قوية للناخبين. وفي رده على المشككين في نزاهة الانتخابات، ذكر بن يونس أنه لا يرى ما يدعم هذه الشكوك، مشيرا من جهة أخرى، إلى أن خلافه مع اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات يتعلق بورقة الانتخاب الواحدة التي قال أنها غير عملية، ضاربا المثل بولاية المسيلة التي ان اعتمدت الورقة الواحدة في الانتخاب فالناخب مجبر على التعامل مع ورقة يزيد طولها عن مترين حتى تكفي لمترشحي 56 قائمة انتخابية. والخلاف الثاني حول القضية المثارة بخصوص تسجيل افراد الجيش الوطني الشعبي الذين لا يزيد تعدادهم عن 20 ألف مسجل، متسائلا عما يمكن أن يغيره هذا العدد في وعاء انتخابي قوامه 21 مليون ناخب. و قال أن بعض الاحزاب التي تثير هذه القضية تفتقر للشجاعة الكافية بقول ما تخفي وهو أن لها بحسب تعبيره حسابات سياسية قديمة مع الجيش الوطني الشعبي، الذي كانت له الشجاعة في وقف المسار الانتخابي في التسعينات للحفاظ على سلامة البلاد والعباد وهذه الاحزاب كانت رافضة لاختيار الجيش. الجزائر يقول بن يونس لا تريد أن يحصل بها ما وقع لدول الجوار تحت عنوان الربيع العربي الذي جاء للبعض تحت دوي قنابل الحلف الاطلسي. فهي تختلف عن تلك البلدان كونها الوحيدة التي حررت نفسها بملايين الشهداء منذ بدء الاحتلال، وكانت لها تعددية حزبية قبل غيرها وفضاء مفتوح تنشط فيه أكثر من 70 جريدة يومية . ان الشباب الجزائري فيها يكن حبا كبيرا لرئيسه وبين أحضان الشعب يعيش الرؤساء السابقين للجزائر معززين ومكرمين . الجزائريون اليوم يقول الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية في حاجة لبرامج تحل مشاكل البطالة والسكن والقدرة الشرائية وتحقق العدالة الاجتماعية. ولعل السر في اختيار ميلة كمنطلق للحملة يدخل ضمن هذا الاطار فالولاية في نظره تعاني التخلف والتهميش و الحقرة. وبرنامج الحركة يناقض مشاريع أحزاب التحالف التي تتغاضى عن مشاكل الشعب المطروحة. و أكد بن يونس أن حزبه يرفض مشروع الأصوليون الذين يريدون الرجوع بالبلاد لعهد التسعينات الذي ادخل البلاد في دوامة، مستنكرا موقف بعض المسؤولين السياسيين الذين يرفضون الى اليوم التنديد بالإرهاب على حد قوله. و شدد على أن حركته تقف في صف المقاومين الذين يعانون اليوم المجاعة والتهميش في الوقت الذين ينتفع فيه كما قال أمراء الإرهاب بمزايا المصالحة الوطنية تحت شعار "هذا من فضل ربي"، مشيرا الى ان حركته ليست لها مشكلة مع الاسلام فالجزائريون كلهم متعلقون بهذا الدين منذ 15 قرن ولم ينتظروا اسلام السعودية او أفغانستان. على صعيد آخر، أعرب بن يونس عن أمله في أن يطلق سراح الدبلوماسيين الجزائريين المخطوفين بمالي، وبأن تعود الحياة بهذا البلد إلى وضعها الدستوري وعن سؤال للنصر في الندوة الصحفية التي نشطها على هامش التجمع حول نسبة تواجد المرأة رد بن يونس بأن الغموض لازال يلف هذه النقطة التي يفترض أن تكون معلومة للجميع قبل الفصل فيها مع ظهور النتائج، مشددا على أن حركته لا يمكنها ان تتحالف مع الاصوليون بعد التشريعيات التي لن تتمكن اية تشكيلة حسبه من الهيمنة عليها كما طالب بان تتحرك العدالة والدولة للتحقيق في قضايا "الشكارة" التي طفت إلى السطح بمناسبة هذه الانتخابات .