حث الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية السيد عمارة بن يونس أمس بميلة على ضرورة جعل الموعد الانتخابي لل 10 ماي المقبل تاريخ الانتخابات التشريعية ''ربيعا جزائريا حقيقيا'' من أجل التغيير الممكن فقط عن طريق ورقة التصويت وصناديق الاقتراع لأن الشعب ''كره العنف الذي دام عشرية كاملة في تسعينات القرن الماضي''. واعتبر المسؤول الأول عن هذا الحزب السياسي الجديد في أول تجمع شعبي عقده بمتحف ''المجاهد'' برسم الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية المقبلة التي انطلقت أمس أن ''الجزائر يمكن أن تكون استثناء'' في تحقيق التغيير السلمي ''عن طريق الانتخابات'' في المنطقة العربية، وأضاف السيد بن يونس ''كنا البلد العربي الوحيد الذي حرر نفسه بنفسه عبر تضحيات جسام قدمها الشهداء والمجاهدون والمواطنون''، كما أرست الجزائر أيضا تجربة تعددية وإعلامية مستمرة وفريدة منذ ''1989 و''هي البلد العربي الوحيد الذي انتصر على الإرهاب عسكريا''. وحول ما أسماها ''مزاعم'' يطرحها سياسيون حول احتمالات التزوير لنتائج الانتخابات التشريعية المقبلة، شدد الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية أنه ''لو كنت واثقا بأنه سيكون تزوير في هذه الانتخابات لما دخلت المعترك أصلا''، مشيرا - بالمناسبة - إلى أن أحسن وسيلة للتصدي لأي تزوير مفترض والذي قد يأتي - حسبه - ''من أحزاب الأغلبية أو من المعارضة تكمن في المشاركة المكثفة للناخبين وتحملهم لهذه المسؤولية، خاصة منهم الشباب والنساء''. وأعرب السيد بن يونس أمام جموع مناضلي حزبه الذين كانوا يرددون شعار ''جزائر حرة ديمقراطية'' عن أمله في ''حملة انتخابية نظيفة تتطرق للبرامج والمشاريع بالحجة والدليل وليس عبر تناول الأشخاص''، لا سيما وأن البرلمان القادم سيضطلع بمسؤولية ''تعديل الدستور من أجل جزائر جديدة''. وعبر - بالمناسبة - عن رفضه لفكرة ورقة التصويت الواحدة ''لاعتبارات عملية''. وأردف الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية أن حزبه ينتمي لعائلة سياسية ''ضد الأصولية ومعادية للإرهاب'' وهو يعمل على ''بناء دولة ديمقراطية جمهورية حقيقية'' بحكم أن الشعب الجزائري ''ليس له مشكل مع الإسلام، إنما لديه قضايا ومشاكل اجتماعية واقتصادية يجب حلها ببرامج واقعية وملموسة''. وبعدما دعا إلى إرساء ''يوم وطني للتضامن مع ضحايا الإرهاب''، كشف السيد بن يونس عن مقترحين من بين ''30 فكرة لحل مشاكل الجزائريين'' تتضمنها حملته الانتخابية وهما ''السماح للمواطنين باقتناء سيارات قديمة من الخارج'' و''إعادة العمل بالقروض الاستهلاكية''. وخلال ندوة صحفية قصيرة نشطها بإحدى مداومات حزبه بالمدينة، عبر السيد بن يونس عن استبعاده ''المشاركة والاندماج في أغلبية تهيمن عليها أحزاب أصولية'' بعد الانتخابات داعيا - من جهة أخرى - العدالة الجزائرية إلى ''فتح تحقيق حول مصادر تمويل حملة بعض الأحزاب السياسية المشاركة في هذا الاقتراع''.