نفى رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ حميد سعدي، أمس، استلام تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي استدعاءات تحذر من الغياب خلال فترة اجتياز امتحانات تقييم المكتسبات التي تنطلق الأحد القادم، خلافا لما تم تداوله مؤخرا. وأوضح حميد سعدي في تصريح "للنصر" بأن ما تم تناقله حول توزيع استدعاءات على تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي تضمنت تحذيرات من التغيب عن امتحانات تقييم المكتسبات، لا أساس له من الصحة، مؤكدا بأن هذه الامتحانات ستنظم خلال ساعات الدراسة، ولن تختلف عن التقويمات التي يخضع لها التلميذ بهدف تحسين مواطن الضعف لديه. وأضاف المصدر بأن الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ تواصل مع وزارة التربية الوطنية للاستفسار عن مدى صحة ما قام به أحد مدراء المدارس الابتدائية، عبر نسخ استدعاءات وتوزيعها على تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، حذر فيها من إقصاء كل من يتغيب عن امتحانات تقييم المكتسبات، وحرمانه من الانتقال إلى المتوسط. وأوضح المتدخل بأن مصالح وزارة التربية الوطنية نفت صحة هذا الإجراء، وأكدت بأن امتحانات تقييم المكتسبات ستنظم خلال ساعات الدراسة العادية، على غرار التقويمات التي تجري خلال السنة، دون توجيه استدعاءات للتلاميذ المعنيين بها، لكونها لا تحمل طابعا رسميا، بل هي عملية تقويمية محضة. وتستغرق مدة إجراء امتحانات تقييم المكتسبات 13 ساعة من مجموع 112 ساعة دراسة موزعة على الفترة الممتدة من 30 أفريل الجاري إلى 25 ماي المقبل، يتم خلالها امتحان التلاميذ يوما بيوم في 12 مادة، بداية بإجراء الامتحان في فهم المكتوب في مادة اللغة العربية الأحد القادم لمدة ساعة و45 دقيقة، منها الاستراحة لمدة 15 دقيقة. ويواصل الأساتذة تنفيذ البرنامج بصورة عادية بعد إنهاء الامتحان في كل مادة، إلى غاية تنفيذ كافة الدروس، استعدادا لتنظم امتحانات الثلاثي الأخير التي ستجري نهاية الشهر المقبل، ليتم تحديد قائمة التلاميذ المنتقلين إلى الطور المتوسط بناء على النتائج المحققة في الفصول الثلاثة. وسيتم اعتماد نتائج امتحانات تقييم المكتسبات في المعالجة البيداغوجية في المرحلة الإكمالية، بناء على بطاقة تقنية ستحدد مواضع الخلل أو النقص لكل تلميذ في مختلف المواد، بهدف تحسين المستوى العلمي للتلاميذ وتقليص نسبة التسرب في الطور المتوسط، وكذا نسبة الإعادة في السنة الأولى متوسط. ويرمي نظام تقييم المكتسبات وفق تصريح إعلامي لمدير التعليم الابتدائي بوزارة التربية الوطنية محمد ضيف الله، إلى توصيف دقيق لمستوى تملك الكفاءات المحددة في منهاج التعليم الابتدائي، دون اللجوء إلى منح علامة عددية، لا تعبر في الواقع عن مستوى اكتساب التعلمات والكفاءات. وأضاف ذات المسؤول بأن تقييم المكتسبات هو إجراء إلزامي ووقائي، وبموجبه سيتم إعداد دفتر بيداغوجي يرافق التلميذ عند انتقاله إلى المتوسط، تدون عليه النقائص أو الصعوبات التي قد تعترض التلميذ، قصد معالجتها من قبل أساتذة الطور الإكمالي، بما يمكن التلميذ من الإلمام بكل الكفاءات قبل الانتقال إلى المستوى الثانوي. وعمد مفتشو المواد والأساتذة المكلفون بدورهم إلى إعداد مواضيع لا تعتمد كثيرا على الأسئلة المباشرة، مع استبعاد المواضيع التي تقوم على الحفظ والاسترجاع لمعالجتها، إذ ستكون غالبية الأسئلة عبارة عن محاكاة من الواقع، تحمل في طياتها مشكلا لدفع التلميذ إلى حله بناء على ما تعلمه في شتى المواد، وذلك بحسب طبيعة المطلب أو السؤال. وتعد هذه الامتحانات تتويجا للمرحلة الابتدائية، وطريقة أمثل لتشخيص الصعوبات والنقائص في تعلمات كل تلميذ قصد معالجتها، وتفادي آثارها السلبية في المسار الدراسي للتلميذ، بما يضمن له النجاح في المستويات التعليمية الموالية.