الجزائر تتسلّم شهادة تسجيل - الراي - في قائمة التراث العالمي * بلاني : لم يسلم أي عنصرٍ من تراثنا الثري من محاولات التحريف والسرقة تسلمت الجزائر، أول أمس الخميس، شهادة تسجيل «الراي»، بصفته غناء شعبيا جزائريا، في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية من طرف منظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة (يونسكو)، بعد قرابة خمسة أشهر من إدراج هذا الطبع الغنائي الجزائري الأصيل رسميا في القائمة المذكورة خلال الاجتماع ال 17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. وقد تسلم الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عمار بلاني، في احتفالية بمقر الوزارة، شهادة تسجيل «الراي»، غناء شعبي جزائري، في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية من طرف منظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة (يونسكو)، من قبل السفير المنسق المقيم لنظام الأممالمتحدةبالجزائر. و خلال مراسم التسليم أعرب بلاني عن سعادته باستلام النسخة الأصلية لشهادة إدراج الراي، غناء شعبي جزائري، في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، لتتعزز بذلك قائمة الجزائر بالعنصر العاشر بعد تسجيل كل من أهليل قورارة، ولباس العرس التلمساني (الشدة) بما فيه خيط الروح، والاحتفال بالسبوع بزاوية سيدي الحاج بلقاسم بتيميمون، وركب أولاد سيدي الشيخ (الفنتازيا) في البيض، والسبيبة بجانت وغيرها من العناصر». وأكد ذات المسؤول بأن « الراي » يكتسب من خلال هذه الشهادة، المرموقة والمستحقة، كلماتها النبيلة التي سمحت لهذه الموسيقى الشعبية التي تستمد جذورها من شيوخ الأغنية البدوية كالشيخ حمادة وعبد القادر الخالدي من ترسيخ نفسها كعنصر أساسي في موروثنا الثقافي، لافتا إلى أن هذا الاعتراف هو ثمرة جهود مستمرة وحازمة للسلطات العليا في بلادنا والمهنيين في القطاع الثقافي ووزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، هادفة لتثمين والتعريف بالتراث الثقافي الغني للجزائر وتسليط الضوء على مساهمتها الكبيرة في الثقافة العالمية. وبعد أن أكد بأن الجزائر تتمتع بتراث ثقافي ثري للغاية هو نتاج قرون من التاريخ، ما يعكس أصالة ونبل أمتنا، أوضح المتحدث أن احتفاءنا اليوم بالراي يؤكد الأهمية التي يوليها السيد رئيس الجمهورية لهوية الأُمة وتراثها الثقافي من خلال الحرص على ترقيته وحمايته من الاندثار، وهو ما أكد عليه مؤخرا على هامش الحفل التكريمي للمرأة الجزائرية يوم 8 مارس المنصرم، أين دعا إلى حماية التراث الجزائري من التقليد ومحاولات الاستيلاء على مكوناته من قبل مزوري التاريخ. وأفاض المتحدث في الإشارة إلى ما تعرض له التراث الجزائري من محاولات السطو المفضوحة من طرف بلد جار وقال في هذا السياق إلى أنه «لم يسلم أي عنصرٍ من عناصر هذا التراث الثري من محاولات التحريف والسرقة على غرار الزليج والحايك وخيط الروح والبلوزة الوهرانية والقندورة القسنطينية وسروال الشلقة والكاراكو بل امتد حتى إلى الصور التراثية وسجل الأغاني للشيخين القديرين رابح درياسة وعبد المجيد مسكود». وأشاد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية بما عبر عنه بالوعي والإحساس العالي بالوطنية للجزائريات والجزائريين، وخاصة الشباب، الذين – سجّل - بأنهم يتواجدون بقوة في المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي من أجل مواجهة كل من يجرؤ عبثا على الاستيلاء على تراثنا الثقافي والاستحواذ على عناصر هويتنا الوطنية، معتبرا أن هذه التعبئة الشعبية تعكس مستوى الوعي الجماعي وروح المسؤولية في مجتمعنا والتي يقودها فنانون وكتاب ومؤرخون وشباب يغارون على بلادهم. وأكد في ذات الوقت بأن هذه التعبئة «تشجعنا على مضاعفة جهودنا والمضي قدما لحماية تراثنا الثقافي بجميع مكوناته وبكافة أشكاله، والحفاظ على هذا الكنز الوطني لنقله سالما للأجيال القادمة، مشددا على أن الجزائر وشعبها سيعملان بحزم على التصدي لناهبي هويتنا الثقافية، ومواجهة جيش من المتصيدين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مدربين ومتخصصين في التزوير والسرقة الثقافية على الشبكات الاجتماعية، الذين يحاولون سلبنا العناصر المكونة لهويتنا الثقافية وتراثنا المادي وغير المادي. من جهة أخرى حيا ذات المسؤول «الشراكة النوعية» بين الجزائر واليونسكو في العديد من الميادين، وخصوصا من خلال احتضان الجزائر للمركز الإقليمي لصون التراث الثقافي اللامادي بإفريقيا فئة 2 (كريسبياف) تحت إشراف اليونسكو والذي قال بأنه يهدف لتثمين التراث الثقافي اللامادي لإفريقيا، مجددا في ذات الوقت عزم الجزائر على مواصلة العمل وبشكل ملموس مع منظومة الأممالمتحدة بصفة عامة واليونسكو بصفة خاصة من أجل ترقية الثقافة وتقوية الجهود الدولية في مجال حفظ التراث. المنسق المقيم للأمم المتحدة : خطوة هامة للجزائر ولتاريخها وثقافتها من جهته، أكد السفير المنسق المقيم لنظام الأممالمتحدةبالجزائر، أليخاندرو ألفاريز، أن تصنيف الراي كغناء شعبي جزائري في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية هو خطوة هامة للجزائر ولتاريخها وثقافتها، ويشهد – كما قال - على ثراء وعمق الثقافة والهوية الجزائرية وخصوصا ترسخها القاري. و اعتبر «ألفاريز» في تصريحه خلال ذات المراسم أن تصنيف الراي من طرف اليونسكو، الهيئة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة، يجسد أيضا «التنوع الثقافي في الجزائر»، وهو كذلك «مناسبة حقيقية لحفظه للأجيال القادمة وتمكينه من الاستمرار في أن يكون مصدر إلهام للموسيقيين في العالم أجمع». أما الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون، زهير بلالو، فكشف بأن قطاع الثقافة يسعى، وبالأخص في السنوات الأخيرة، إلى متابعة خاصة لعملية جرد الموروث الثقافي غير المادي بمختلف الصيغ، و حسب المواصفات العلمية الدولية، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة قد أودعت رسميا مؤخرا ملفا لتصنيف الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري، معارف ومهارات متعلقة بخياطة وصناعة حلي التزيين القندورة والملحفة. تجدر الإشارة إلى أن اليونسكو كانت قد أدرجت الراي، غناء شعبي جزائري، في قائمتها للتراث العالمي غير المادي للإنسانية، شهر ديسمبر الماضي، وهذا خلال الاجتماع ال 17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو.