كشف المدير الفرعي لمديرية التعليم القرآني وترقية هياكله بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، خلال مؤتمر دولي احتضنته جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، عن التحاق 80 دولة بالمقرأة الإلكترونية الجزائرية وتسجيل 15 ألف مشارك، كما أشاد متدخلون خلال اللقاء، بمجهودات ومساعي الدولة في نشر القرآن الكريم وتعليمه وترسيخ مبادئه وأصوله داخل وخارج البلاد. قال المدير الفرعي لمديرية التعليم القرآني وترقية هياكله بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، محمد ضيف، خلال مداخلة له بالمؤتمر الدولي الموسوم ب « مدرسة القراءات في الغرب الإسلامي، أسانيدها وخصائصها الأدائية وإشعاعها في العالم الإسلامي»، أن الجزائر واحدة من البلدان الإسلامية التي أولت أهمية وعناية كبرى بتعليم القرآن الكريم لشتى فئات المجتمع منذ القدم وإلى غاية يومنا هذا، أين كانت بيوت الله عامرة بالمعلمين والمتعلمين، على اعتبار أن هذا العلم من أهم خصائص وسمات المجتمعات الإسلامية. وأضاف المتحدث، أن تعليم القرآن الكريم لطالما كان سدا منيعا في وجه الاستعمار الفرنسي الصليبي، وعاملا أساسيا في الحفاظ على الهوية الجزائرية الإسلامية، ناهيك عن مساهمة طلبة القرآن في تحرير البلاد منذ أن وطأت قدم المستعمر أرض الجزائر دفاعا عن ثروات الوطن وممتلكاته وحفاظا على الديانة الإسلامية من المساس والتشويه، مضيفا أن الناظر إلى انتشار المدارس القرآنية والكتاتيب بمختلف ربوع الوطن، وكثرة المتمدرسين غداة استعادة السيادة الوطنية، يدرك تماما الأثر الكبير للعلم والتعليم القرآني بصفة خاصة في تحرير الأذهان والرقي بالبلدان. كما أفاد المتحدث، أن كثيرا من مراجع التجويد والقراءات والرسم العثماني، المتواجدة بالعالم تنسب إلى علماء جزائريين على غرار أبا القاسم الدرري وكتابه «الكامل» الذي يعد من أوسع الكتب في علم القراءات، وكذا الشيخ عبد الرحمن الثعالبي وغيرهم. وتحدث ضيف، عن الجهود المبذولة من قبل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر، من أجل النهوض بالتعليم القرآني والرقي به وتطويره، قائلا: « إن ما وصلت إليه الوزارة من جهود بالمجال له أثر واضح في المجتمع »، مضيفا، أن مفهوم تعليم القرآن في أبجديات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لا يقتصر على تحفيظ القرآن وتعليمه وتجويده وفقط، بل يتم التعامل معه على أنه أوسع ويشمل كل المواد التعليمية المنبثقة من كتاب الله، على اعتبار أنه المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي. وتسعى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بحسب المتحدث، إلى نشر القرآن على نطاق واسع داخل وخارج الجزائر، من خلال توسيع هيكلة تعليم القرآن وتطويره إلى أن تحولت إلى مديرية مركزية تعرف بمديرية التعليم القرآني والمسابقات القرآنية، وهي تضم مجموعة من المكاتب، منها مكتب تعليم القرآن عن بعد وهو يعنى بشؤون المقرأة الإلكترونية التي تجمع أكثر من 80 دولة و 15 ألف مشارك، على مستوى فروعها الثلاثة، على غرار المقرأة المفتوحة، والنظامية، مع العمل على إطلاق مقرأة خاصة. كما تعمل مديرية التعليم القرآني والمسابقات القرآنية بحسب ضيف، إلى توسيع نشاطها بإنشاء مدرسة قرآنية صيفية مع استحداث مخيمات صيفية لمراجعة القرآن وحفظه، كما أصدرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، على حد قول المتحدث، قرار إطلاق مصحف إلكتروني برواية ورش من خلال جمع عدة أصوات لقراء جزائريين، ناهيك عن تأسيس مقارئ إلكترونية ولائية على مستوى 51 ولاية. وفي هذا الصدد، تحدثت الدكتورة راضية هلال، في مداخلتها الموسومة ب«الإقراء الإلكتروني في الجزائر أهميته وإشعاعه في العالم الإسلامي»، وهي رئيسة مكتب الإقراء عن بعد بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عن أهمية استخدام التكنولوجيا في المؤسسات والمنازل فهي ليست أمرا اختياريا بل أضحت حتمية يستوجب الانفتاح عليها نظرا لما تقتضيه مستجدات الساعة ويفرضه عصر المعرفة الرقمية، لهذا أضحى من الضروري ولوج هذا العالم الواسع واعتماده كبوابة في التعليم القرآني الإلكتروني، كونه يسهل إيصال تعاليم القرآن ومبادئه وأصوله للمحرومين منه. وأشارت المتحدثة في ذات السياق، أن أكبر دليل على أهمية اعتماد التقنية في التعليم، هو الحظر الذي فرضته جائحة كورونا على العالم أجمع، مشيرة أن « هذا الفيروس جاء ليعلمنا ويوجهنا إلى ضرورة انتهاج هذه الأساليب والتقنيات التعليمية البديلة»، مؤكدة أيضا، على أهمية انتقاء القراء والمعلمين نظرا لانتشار أشخاص يتكفلون بتعليم القرآن وهم ليسوا أهلا لذلك فقط من أجل الاتجار به. وذكر مدير التعاون بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، صايب محند، للنصر على هامش الفعالية، أن الجزائر قد اعتنت كثيرا بالقرآن الكريم وأهله، خصوصا خلال الفترة التي عقبت الاستقلال، إذ عملت على تنظيم مهنة التعليم القرآني والمدارس القرآنية، بغية رفع نسبة المتعلمين وخفض نسبة الأمية، إلى أن وصلت إلى مرحلة بناء وتشييد وضبط إيديولوجيات تسهم في صناعة الفرد وتعليم أجيال المستقبل ثقافة إسلامية رصينة مشبعة بكتاب الله وعلومه، مضيفا، أن علماء الجزائر قد قدموا إنتاجا غزيرا لخدمة القرآن تحفيظا ودراسة. رميساء جبيل