دعا الدكتور يوسف بلمهدي المدير المركزي المكلّف بالتوجيه الديني وتعلّم القرآن الكريم بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، إلى ضرورة إتقان معلمي القرآن الكريم لقواعد الترتيل، ورفع مستوى تقنيات التجويد من أجل ترتيل أمثل للنص القرآني. واعتبر مدير الشؤون الدينية بقسنطينة خلال مشاركته في فعاليات ملتقى ”الإقراء في الجزائر، واقع وآفاق”، الذي احتضنته جامعة ”الأمير عبد القادر” على مدى يومين متتاليين، أنّ تلاوة القرآن تُعدّ طريقة تعبير شفهية لعاطفة دينية تحتل مكانة هامة، بالنظر إلى تأثيرها على المصغي والمرتّل نفسه. ملتقى الإقراء الوطني الذي عرف مشاركة واسعة لعدد من الأساتدة والباحثين من مختلف أرجاء الوطن، تمّ خلاله تسليط الضوء على إتقان قواعد تجويد القرآن الكريم، ورفع المستوى الفني الخاص به، من خلال تقديم محاضرات ارتكزت في مجملها، على ضرورة توفّر الأخلاق في المسلمين بالأخذ بتدابير القرآن، حيث أكّد الدكتور عامر العرابي أنّ الجزائر لا تعاني أزمة حفظ لكتاب الله عز وجل، بل أزمة في الأخلاقيات، حيث قال إنّنا بحاجة لمن يمثّل الإسلام تمثيلا صحيحا، ولا يكون هذا بكثرة الحفظة - رغم أهمية الأمر - بقدر ما يكون بالأخذ بتدابيره والأخلاق التي نص عليها.كما اعتبر المحاضر أنّ حفظ القرآن الكريم دون الأخذ بتعاليمه لا جدوى منه رغم وجود عدد كبير من حفَظته بالجزائر، حيث دعا إلى أن يكون الحفظ متماشيا والفهمَ الجيد له؛ من خلال الأخذ بالأخلاقيات التي أوصانا بها الله في كتابه، مشيرا إلى ضرورة تعليم القرآن الكريم على أقساط حتى ينفع حافظه، إلى جانب تجّنب ربط الحفظ بزمن، والتركيز على الفهم والمدارسة؛ سعيا لتمثيل الإسلام تمثيلا صحيحا.أمّا الدكتور محمد بوركاب، فقد شدّد على ضرورة الاختيار الجيد للمدرّسين في المدارس القرآنية، خاصة أنّ عددا من معلّميها يفتقرون إلى المرجعية، وينقلون أشياء خاطئة تؤثّر سلبا على النقل الصحيح للقرآن الكريم، متأسّفا لندرة وجود المرجعية؛ أي المدرّسين الذين وصلوا إلى ذروة الإتقان في حفظ وفهم القرآن الكريم من أجل إيصاله صحيحا للمتلقين؛ قصد تفادي الكوارث والنقائص التي يعرفها المعلّمون في مختلف هذه المدارس القرآنية، كما أكّد على ضرورة التزام كلّ مدرّس بمجموعة من القواعد للنجاح في رسالته؛ من أجل تنمية المرجعية داخل الجزائر على غرار التجرّد في القراءة والإقراء، إعداد الطالب لحمل القرآن قبل الإيمان، المحافظة على الأداء أثناء القراءة والإقراء، التقليل من الكمية للتعمّق والتدبّر والحفظ، الابتعاد عن ربطه بزمن وتوسيع مدارك الطالب بمختلف العلوم، لاسيما اللغة العربية وغيرها.للإشارة، تناول ملتقى ”الإقراء في الجزائر، واقع وآفاق”، عددا من المواضيع ارتكزت على ثلاثة محاور أساسية، هي ”واقع القراءات في الجزائر والجهود المبذولة”، ”المشكلات والمعوّقات للنهوض بعلم القراءات” وأخيرا ”الحلول والبدائل المقترحة”.