الداخلية صارت خصما للأحزاب و حياد القضاء مشكوك فيه قال رئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين صباح أمس بقسنطينة امام جمع من مناضلي حزبه و المتعاطفين مع مترشحيه للتشريعيات المقبلة أن الإنتخابات هي الوسيلة السلمية الوحيدة المتاحة أمام الشعب ليفرض التغيير من خلال اختيار ممثليه في البرلمان. المتحدث بدا غير متفائل حيال نزاهة و شفافية العملية الديمقراطية معلنا ان التزوير سيحصل لا محالة من حيث أن عملية حساب الأصوات في طريقة الاقتراع النسبي تتم بطرق مختلفة و لا يزال موقف الإدارة غير واضح من هذه المسألة و أضاف أن وزارة الداخلية صارت خصما للأحزاب، و هو مؤشر سيء بينما اعتبر حياد القضاة الذين يشرفون على العملية الانتخابية مشبوها و مشكوكا فيه من حيث كونهم يتلقون مليوني سنتيم كتعويضات يومية زيادة على مبلغ 150 مليون سنتيم عند نهاية المهمة. و ذكر بما إستفاد به القضاة في عمليات انتخابية سابقة من امتيازات كانت أدناها سيارات فاخرة. و تساءل رباعين الذي قدم نفسه كحزب معارض منذ 30 سنة عن السر وراء تشبث السياسيين الحاليين بكراسيهم مجيبا أنهم لا يعرفون شيئا من واقع الجزائريين و أنهم يعيشون بعيدا عن مشاكله مضيفا بتهكم أنه تم خلال العام الفارط في مثل هذا الوقت إنشاء لجنة وطنية لمعالجة أزمة البطاطا والآن يعيش الجزائري البسيط معاناة للحصول على ذات المنتوج، مشيرا إلى مطالبة حزبه بعد احتجاجات جانفي 2011 بتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، لكن السلطة ناورت و أعدت أجندة خاصة بها لربح الوقت و تعطيل حركة التغيير. المتحدث قال أن الشعب بإقباله على إختيار مترشحي عهد 54 سوف يقول للنظام أنه لا يريد محاسبة أحد، لكن على الحكم أن يفكر في بداية لتقاسم السلطة و حينها ستدرك رموزه أن الشعب لا يريد الانتقام بقدر ما يطمح إلى تحقيق العدالة الاجتماعية و التوزيع العادل للثروات الوطنية و القضاء على الحقرة و التهميش و المحسوبية. التغيير الذي يعد به فوزي رباعين و هو ابن المجاهدة المشهورة "فاطمة أوزغان" سيكون على طريقة ما جرى في بلدان أمريكا اللاتينية حيث سيتم فتح الصندوق الانتخابي بكل حرية ليقرر الشعب مصيره و حينها يتفق الجزائريون على الحد الأدنى من الديمقراطية و الحريات و الحقوق، لتبدأ مرحلة التغيير الحقيقية، لكن المؤشرات الحالية حسب المتحدث غير موجودة و لن يكون البرلمان القادم سوى نسخة عما عرفته الجزائر في السنوات الماضية، و تعجب رباعين من قدرة أحزاب ظهرت قبل شهرين من تجنيد قوائم مترشحين في 48 ولاية مبرزا أنه قدم نفس مترشحيه لانتخابات 2007 بقسنطينة و لم يبتز أحد منهم لوضعه على رأس القائمة، كما ترك لمسؤولي الحزب في الولايات حرية إعداد القوائم. ردا على سؤال حول مغزى مشاركته في انتخابات يعتبرها مزورة لا محالة بطريقة أو بأخرى قال فوزي رباعين انه من واجبه كرجل سياسي أن يشارك في الانتخابات و ان يقدم البديل للشعب بينما من حق الشعب الامتناع و المقاطعة إذا لم يجد في المترشحين من يحظى بثقته، و توقع أن تعرف الانتخابات التشريعية في 10 ماي القادم نسبة مشاركة ضعيفة بسبب ممارسات السلطة التي نفرت الشعب من السياسة و جعلته لا يثق في ممارسيها. بعدها إنتقل رئيس حزب عهد 54 إلى ميلة أين اكد في كلمة أمام جمهور غصت به قاعة دار الثقافة انه لم يتورط مع السلطة ولم يقتسم الريع معها كونه ظل في المعارضة وهو اليوم يقدم مرشحين لا يريدون من دخولهم قبة البرلمان نيل القروض المالية لهم وللمقربين منهم وإنما هدفهم خدمة الشعب وصون حقوقه ومصالحه. رباعين قال أن حزبه يريد فقط ثقة الناخبين في حزبه ومرشحيه لأنهم وحدهم القادرون على فرض القطيعة مع ممارسات الماضي وعلى تغيير ذهنية مؤسسات الدولة وجعلها في خدمة الشعب وإرادته وليس في خدمة فئة معينة في 50 سنة بركات على المتلاعبين بمصالح الشعب مشددا على أن كل الانتخابات السابقة عرفت حالات تزوير واسعة لذلك يطلب من الناخبين وأنصار الحزب الوقوف للدفاع عن أصوات الحزب في التشريعيات القادمة ومنع التلاعب فيها. متعهدا بأن حزبه سيعمل من خلال ممثليه على توزيع ثروات البلاد على كل افراد الشعب. السيد رباعين اضاف بأن فشل الحكومة والسلطة كان واضحا خلال الاشهر الماضية اثناء تساقط الثلوج والتي ابرزت وقتها تضامن الشعب وحده وهو ما يدعو اليوم الى التأكيد على ضرورة التغيير و إعادة النظر في العديد من الامور مثل العدالة وقطاع السكن وغيرهما ومد اعوان الدولة من الصلاحيات ما يجنبهم من الوقوع تحت الضغوط. ع.شابي + ابراهيم شليغم /تصوير : الشريف قليب