أكد خبراء اقتصاديون ، أمس، أن الزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى الصين ، تكتسي أهمية كبيرة لتعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين واعتبروا أن العلاقات الثنائية قوية ومتينة ومتجذرة و أن هناك حرصا على توسيعها وتعزيزها أكثر ، مع وجود مصالح متبادلة وأشاروا إلى الاستثمارات الصينية الهامة في الجزائر في العديد من القطاعات وإمكانية الاستفادة من التجربة الصينية لتطوير مجالات عدة، إلى جانب البحث عن الدعم الصيني للولوج إلى مجموعة «بريكس». وأوضح الخبير الاقتصادي البروفيسور مراد كواشي في تصريح للنصر، أمس، أن الزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى الصين، تكتسي أهمية كبيرة لتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأضاف أن الجزائر تربطها خطة للتعاون الاستراتيجي الشامل مع الصين والتي تعد أكبر ممون للسوق الجزائرية بحوالي 9 مليار دولار سنويا. واعتبر الخبير الاقتصادي، أن الصين، فاعل اقتصادي هام في الجزائر، حيث أنجزت العديد من المشاريع الهامة في العديد من القطاعات، أضف إلى ذلك استثمارات أخرى على غرار مشروع غار جبيلات و كذا مشروع الفوسفات المدمج في شرق البلاد، إلى جانب شراكات أخرى في مجال الطاقة وأضاف أن البلدين تربطهما علاقات اقتصادية متينة ومن المتوقع أن تتطور هذه العلاقات وتتوسع لتشمل قطاعات أخرى ، بعد زيارة رئيس الجمهورية إلى الصين، خاصة المجال الصناعي والفلاحي ، حيث تعمل الجزائر من خلال بحثها عن إحداث التنويع الاقتصادي والإقلاع الاقتصادي على تطوير القطاعات الصناعية، ودعم الأصدقاء الصينيين في هذا المجال . ويرى البروفيسور مراد كواشي، أن هناك مصالح متبادلة ، حيث تستفيد الجزائر من الصين، كما تستفيد الصين من الجزائر، مضيفا أن الجزائر تبحث عن استثمارات صينية خاصة بعد إطلاق قانون الاستثمار الجديد والذي تضمن امتيازات كبيرة، سواء للمستثمرين الأجانب أو المحليين لافتا من جانب أخرى، إلى البحث عن دعم الصين للولوج إلى مجموعة «بريكس». وبالنسبة للصين لديها مصلحة كبيرة ، فالجزائر تمثل البوابة الشمالية للقارة الافريقية ، ومن خلالها تتمكن من الولوج إلى القارة الإفريقية والسوق الإفريقية كاملة وتجسيد استراتيجية الحزام والطريق ، فعين الصين على حجم السوق الإفريقية والتي تعد سوقا واعدة جدا وهي الآن محل صراع كبير بين القوى العالمية -كما أضاف- . من جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان ناصر في تصريح للنصر، أمس، أن العلاقات الجزائريةالصينية قديمة ومتجذرة وتمتد إلى ما قبل الاستقلال، مضيفا في السياق ذاته، أن العلاقات بين البلدين قوية ومتينة، حيث تحرص كل من الجزائروالصين على تعزيز و تقوية العلاقات أكثر . وأوضح الدكتور سليمان ناصر ، أن الزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى الصين ، تندرج في إطار تقوية العلاقات الثنائية وتوسيعها وتعزيزها أكثر، لافتا إلى الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين. من جانب آخر، أبرز الخبير الاقتصادي، أهمية اللجوء إلى الاستثمارات الصينية و التي تكون عادة عن طريق الشراكة وليست مصحوبة بشروط سياسية. ويرى أن هناك العديد من القطاعات التي يمكن أن نستفيد فيها من التجربة الصينية على غرار قطاعات الفلاحة والطاقة و التعليم العالي والبحث العلمي والمؤسسات الصغيرة والمؤسسات الناشئة بالنظر إلى التكنولوجيا الصينية، إلى جانب ذلك أشار إلى أهمية الاستثمارات الصينية في الجزائر ومنها ميناء الحمدانية ومشروع استغلال منجم غار جبيلات في تندوف وغيرها من المشاريع والتي تعرف توسعا . من جهة أخرى، اعتبر الخبير الاقتصادي، أن الصين تسعى إلى توسيع نفوذها في القارة الإفريقية وهي تحرص على تقوية مبادرة «الحزام والطريق»، مبرزا أهمية الموقع الجغرافي للجزائر وثقلها والتي تسعى عن طريق البوابة الصينية للدخول إلى مجموعة «بريكس»، حيث تعد الصين أكبر دولة في هذا التجمع.