حذر، أمس الاثنين، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، من انتهاج المملكة المغربية لسياسات عدوانية توسعية، قال إنها تأتي في إطار أجندات تخريبية تضرب في الصميم الأمن و الاستقرار في كامل المنطقة. و قال إبراهيم غالي خلال كلمته التي ألقاها في حفل اختتام فعاليات الطبعة ال11 للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو و الجمهورية العربية الصحراوية التي احتضنتها كلية الحقوق و العلوم السياسية بولاية بومرداس، إن المخاطر تهدد كامل المنطقة جراء السياسات العدوانية التوسعية لدولة الاحتلال المغربي، معتبرا أن ما يؤكد ذلك هو التوجه الخطير من خلال دعم و تشجيع الجريمة المنظمة العابرة للحدود و الجماعات الإرهابية، بما في ذلك التدفق المتزايد للمخدرات من المملكة المغربية أكبر منتج و مصدر لمخدر القنب الهندي في العالم، بالإضافة إلى إبرام المغرب لتحالفات المشبوهة مع القوى الاستعمارية و التوسعية لتمرير أجنداتها التخريبية التي تضرب في الصميم السلم و الأمن و الاستقرار في كامل المنطقة. و أضاف الرئيس الصحراوي أنه و بقدر ازدياد مظاهر هذه المخاطر، يزداد وعي شعوب المنطقة و إدراكها لتلك التحديات، مؤكدا أن الجمهورية الصحراوية التي تعمل بالتنسيق مع أشقائها و جيرانها، على ثقة كاملة أن هذه الشعوب و البلدان عليها التحرك معا بمسؤولية و صرامة لوضع حد لهذه المخططات التي ترمي إلى أبشع استغلال لمقدراتها و ثرواتها، و في الوقت نفسه للإمعان في سياسات التجويع و الفقر و الحروب الأهلية و الدمار. و أشار الأمين العام لجبهة البوليساريو إلى أن انعقاد هذه الطبعة من الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو، يأتي في ظل ظروف و تطورات عديدة تشهدها القضية الصحراوية و كذا المنطقة و العالم بأسره، مضيفا أن الشعب الصحراوي وجد نفسه مرة أخرى مضطرا لاستئناف الكفاح المسلح كوسيلة مشروعة يكفلها ميثاق الأممالمتحدة للشعوب المستعمرة، نتيجة الانتهاكات المغربية السافرة و نسف اتفاق وقف إطلاق النار منذ نوفمبر 2020، مؤكدا أن الكفاح المسلح قرار شعبي زكاه المؤتمر ال16 للجبهة الشعبية، جاء ردا طبيعيا على إمعان الدولة المحتلة في تعنتها و ممارساتها الوحشية في حق المدنيين العزل، و نهبها الممنهج للثروات الطبيعية الصحراوية في ظل صمت وصفه بالمريب و تغاضي و تآمر مخز من بعض الأطراف على مستوى مجلس الأمن الدولي. و أدان غالي ما تتعرض له جماهير الشعب الصحراوي في الأرض المحتلة و جنوب المغرب، من ممارسات القمع و التنكيل و التضييق و الحصار، مطالبا الأممالمتحدة بالتدخل الفوري للانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان و رفع هذا الحصار الجائر و إطلاق سراح المعتقلين الصحراويين في السجون المغربية. الرئيس الصحراوي حمل أيضا هيئة الأممالمتحدة المسؤولية، و دعاها للإسراع في تنفيذ التزامها بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا مثلما هو منصوص عليه في ميثاقها و قراراتها، و تمكين بعثة المينورسو من أداء مهمتها، حتى يتمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير و الاستقلال وفق خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، الاتفاق الوحيد الذي حظي بتوقيع طرفي النزاع و مصادقة مجلس الأمن الدولي، مشددا على مسؤولية الإتحاد الإفريقي في وضع حد للانتهاك الصارخ من طرف المملكة المغربية لقانونه التأسيسي، و بالتالي إنهاء احتلالها العسكري اللاشرعي لأجزاء من الجمهورية الصحراوية العضو المؤسس لهذه المنظمة. كما أكد غالي ضرورة التزام الإتحاد الأوربي بالامتثال للقانون الدولي و القانون الدولي الإنساني و الأوربي في الصحراء الغربية و الاحترام الكامل لقرارات محكمة العدل الدولية التي أكدت بطلان أي اتفاق أوروبي مع المملكة المغربية يشمل أجزاء من الجمهورية الصحراوية برا، جوا و مياها إقليمية باعتبارهما بلدين منفصلين و متمايزين. و حذر رئيس جبهة البوليزاريو من مغبة اللجوء المخزي للتحايل على تلك المرجعيات القانونية الواضحة، و الخضوع لسياسات الابتزاز و لوبيات الفساد و شراء الذمم، التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي، من جهة، مضيفا أنه من غير المعقول خضوع المؤسسات الأوربية لمثل هذه الممارسة و المشاركة في قرصنة مكشوفة و سرقة مفضوحة لثروات شعب أعزل ضحية احتلال المغرب. كما أشاد بالمواقف التضامنية الراسخة مع كفاح الشعب الصحراوي عبر العالم، فيما جدد إدانة الصحراء الغربية لموقف الخيانة الإسباني الداعم لسياسات التوسع العدوانية المغربية، الذي اتخذه رئيس الحكومة الإسبانية، كما دعا الحكومة الإسبانية القادمة إلى مراجعة ذلك الموقف بما ينسجم مع الشرعية الدولية و مع مسؤولية الدولة الإسبانية. و وجه الرئيس الصحراوي كل الشكر و الامتنان للجزائر حكومة و شعبا، على الاحتضان الكريم الذي يجسد قوة الموقف الجزائري الراسخ الداعم لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الاستقلال، مثنيا على قوة الجزائر بكل مسؤولية و وفاء لمبادئ ثورة نوفمبر و بكل انسجام لميثاق الشرعية الدولية، معتبرا الجامعة الصيفية مع مرور الزمن ملحمة تضامنية تجسد قبل كل شيء قوة و متانة الروابط الأخوية و المتجذرة بين الشعبين الشقيقين الجزائري و الصحراوي، و علاقات التعاون و التحالف الأبدي بين البلدين الجارين. و عرف حفل الاختتام توقيع توأمة بين ولاية بومرداس وولاية الجذور، إلى جانب تكريم الأساتذة الذين شاركوا في تنشيط فعاليات الجامعة، التي احتضنتها كلية الحقوق و العلوم السياسية ببودواو بولاية بومردس في الفاتح من أوت و إلى غاية 14 من نفس الشهر، فيما حضر الحفل عدد كبير من السفراء على غرار سفراء فيتنام، موزمبيق، كولومبيا، جنوب إفريقيا و أنغولا، و قادة بعض الأحزاب كالأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني و رئيس حركة البناء الوطني. إيمان زياري