أبدى رئيس اتحاد الفوبور، عبد الرزاق لوعيرة، الكثير من التفاؤل بخصوص مستقبل فريقه في قسم ما بين الرابطات، وأكد بأن تجربة الموسم الفارط مكنت الاتحاد من اكتشاف خبايا وخصوصيات المنافسة في هذه الحظيرة، مع التأقلم بسرعة مع أجواء هذا القسم، رغم حداثة التواجد، فكان إنهاء المشوار في الوصافة مستحقا، باعتراف كل المتتبعين. لوعيرة، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن العمل على استنساخ مشوار الموسم المنصرم يبقى المسعى الرئيسي، خاصة بعد الاحتفاظ بالنواة الأساسية للفريق، لكن التفكير في رفع عارضة الطموحات عاليا، والمراهنة على ورقة الصعود إلى الرابطة الثانية يبقى مرهونا بالدعم المالي، إلى درجة أنه جزم بأن توفر الأموال سيكون كافيا لدخول الاتحاد غمار البطولة بنية لعب التنافس على الصعود في البداية، هل لنا أن نعرف برنامج العمل الذي سطرتموه في إطار استعدادات الفريق للموسم القادم؟ لقد شرعنا في العمل المقترن بهذا الجانب منذ نحو 3 أسابيع، إلا أن الأمور ليست سهلة، لأن سوق انتقالات اللاعبين تشهد بعض الخرجات الاستثنائية التي نسجلها حتى في أعلى المستويات، وترسيم ضم أي لاعب لا يكون إلا بإمضائه على طلب الإجازة وتقديم الملف كاملا، ونحن حاليا بصدد وضع آخر الروتوشات على التركيبة البشرية، على أن يشرع الفريق في التدريبات منتصف الأسبوع القادم، لأن 6 أسابيع تكفي لتحضير اللاعبين من جميع الجوانب لدخول غمار المنافسة، مع برمجة تربص مغلق وفق البرنامج الذي ضبطه الطاقم الفني، لأن ذلك سيساعد على خلق جو داخل المجموعة، فضلا عن السماح بتجسيد نسبة كبيرة من البرنامج الخاص بالتحضيرات الميدانية، خاصة المقترنة بالجانب البدني. وما هي الأسباب التي كانت وراء إقدامكم على إحداث تغيير على مستوى العارضة الفنية؟ يمكن القول بأن بعض الجزئيات الصغيرة كان السبب الذي أدى بنا إلى إجراء تغيير في تركيبة الطاقم الفني، دون الإنقاص من قيمة العمل الكبير الذي قام به المدرب طارق رداف مع الاتحاد الموسم المنصرم، وكنا نراهن على ضمان الاستقرار في هذا الجانب، مادامت الأوضاع سارت في الاتجاه الصحيح الموسم الفارط، بتأدية مشوار ناجح، بعد العودة بقوة في المنافسة منذ تولي هذا المدرب العارضة الفنية، لكن بعض التفاصيل التي لها علاقة أساسية بالوضعية الداخلية للنادي، دفعت بنا إلى إحداث تعديل في تركيبة الطاقم الفني، مع الاستعانة بخدمات العربي مستورة، الذي له تجربة حتى في الوطني الثاني مع جمعية الخروب، مقابل الاحتفاظ بخدمات مدرب الحراس فارس قرفي، ومن الممكن جدا أن يكون سمير بلحذروف مساعدا للمدرب، وهو أحد أبناء حي الفوبور، وقد قرر الاعتزال في نهاية الموسم الماضي، حيث أنه يعرف البيت جيدا. وهل اتضحت الرؤية بالنسبة للتعداد، خاصة وأنكم حددتم موعد الشروع في التحضيرات؟ الأكيد أن المشوار المميز الذي أداه الفريق خلال الموسم الفارط، يكفي للمراهنة أكثر على الاستقرار، لذا فقد عملنا على التمسك بخدمات غالبية التعداد، في ظل استفادة اتحاد الفوبور من امتياز الاستفادة من خدمات لاعبين كلهم من أبناء الولاية، وهذا العامل كان بمثابة الورقة الرابحة التي ساعدنا على تشكيل مجموعة منسجمة ومتناسقة فيما بينها، وهذا منذ موسم الصعود من الجهوي الأول، وقد تكرر نفس «السيناريو» في أول مغامرة للاتحاد في قسم ما بين الرابطات، رغم أن اللعب في فوج الشرق يحتفظ بالكثير من الخصوصيات، وليس من السهل الصمود أمام أندية لها باع طويل في هذه الحضيرة، وحتى في مقسم أعلى، لكننا بفضل سلاح المجموعة تجاوزنا كل العقبات، فكان الفريق اكتشاف الموسم الماضي دون منازع، لأنه فاجأ المتتبعين بالمستوى الفني المقدم من طرف التشكيلة في كل المباريات، والنتائج الإيجابية المسجلة، وعليه فقد أعطينا الأولوية لأبناء الفريق، فكانت الحصيلة الأولية تجديد 14 عنصرا، كلهم من الركائز، في صورة كحول، بونعاس، ميهوب، بوقوس، بريك، ميكنزة وبوشكوط، مع ترسيم استقدام الثنائي أمير لشهب من بني والبان وعبد السلام خليفي من اتحاد أولاد رحمون لتدعيم القاطرة الأمامية، في انتظار الحسم في قائمة اللاعبين الشبان، لأن ضبط التعداد يحصر هذه المرة الخيارات، باشتراط تواجد 10 عناصر شابة في القائمة النهائية. في ظل هذه المعطيات، هل يمكن القول بأنكم سطرتم الصعود إلى الرابطة الثانية كهدف رئيسي للموسم القادم؟ الحديث عن الصعود سابق لأوانه، لأن معطيات البطولة تتغيّر من موسم لآخر، وتركيبة مجموعة الشرق الموسم المقبل استثنائية، وذلك بتواجد عدة فرق سبق لها التواجد في الرابطة الأولى، وحتى التتويج بألقاب وطنية، على غرار اتحاد الشاوية وحمراء عنابة، دون التقليل من قيمة بعض الفرق، كما هو الشأن بالنسبة للأندية التي تمثل ولايات، كشبيبة سكيكدة، ترجي قالمة، شباب ميلة واتحاد تبسة، وعليه فإن الحديث عن الصعود قبل انطلاق التحضيرات يعد أمرا غير منطقي، ومغامرة الموسم الفارط ليست المعيار الذي يمكن الاستناد إليه، لأخذ نظرة مسبقة عن معطيات المنافسة، ومع ذلك فإننا نراهن على استنساخ المشوار الإيجابي، بدخول أجواء البطولة بقوة، وبنية تشكيل فريق تنافسي، مع اللعب دون فرض أي ضغط على اللاعبين، والثلث الأول من الموسم كفيل بتوضيح الرؤية أكثر، ولو أن الاستقرار الكبير الذي يعيشه الاتحاد منذ موسمين، قد يكون من أبرز الأوراق الرابحة، لكن رفع عارضة الطموحات عاليا، والتفكير في الصعود يتطلب الكثير من الإمكانيات، وإذا ما تلقينا الدعم المالي الكافي من مختلف الهيئات فإن الفريق قادر على تحقيق إنجاز تاريخي، بالصعود إلى الرابطة الثانية، لأننا أصبحنا على دراية بخبايا المنافسة في هذا الفوج.