محطة أخرى هامة في مسيرة القضاء على الاحتلال حل الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، مساء أول أمس الثلاثاء، بجوهانسبورغبجنوب إفريقيا، للمشاركة في اجتماع بريكس-إفريقيا، بعد دعوة رسمية من المجموعة، رغم مناورات المغرب لاستبعاد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من المشاركة في هذا اللقاء. ويرافق الرئيس إبراهيم غالي، وفدا هاما يضم كلا من وزير الشؤون الخارجية محمد سيداتي، والمستشار لدى الرئاسة الصحراوية عبداتي أبريكة، ومدير التشريفات السفير صلحة العبد، وسفير الجمهورية الصحراوية لدى جنوب إفريقيا، محمد يسلم بيسط، حسب وكالة الأنباء الصحراوية (واص). وتشارك الجمهورية الصحراوية في هذا الاجتماع الهام المقرر اليوم الخميس، بعد الفشل الذريع للمناورات المخزنية والجهود المبذولة لإقناع عدد من أعضاء مجموعة بريكس بمعارضة مشاركة الصحراء الغربية، لا سيما الهند والبرازيل. ولإخفاء فشله، نشر المغرب عن طريق وكالته الرسمية خبرا منقولا عن "مصدر مأذون" والذي يدعي أن "الأمر يتعلق باجتماع منظم على أساس مبادرة أحادية لحكومة جنوب إفريقيا". وهاجم هذا "المصدر المأذون"، جنوب إفريقيا، و اتهمها "بعدوانية مطلقة تجاه المملكة"، بسبب دعمها للشرعية الدولية في الصحراء الغربية، ودعوتها للجمهورية العربية الصحراوية للمشاركة في اجتماع بريكس-افريقيا. بعدها وفي خطاب متلفز للأمة يوم 20 أوت حول السياسة الخارجية لبلاده بمناسبة احتضانها قمة بريكس، جدد رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوسا، مواصلة دعم كفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره. وكانت مجموعة بريكس قد دعت في بيان مشترك صدر شهر أفريل الماضي إلى حل سياسي فوري يضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، معربة عن دعمها الكامل لجهود الأممالمتحدة في هذا الشأن. و انطلقت أشغال الدورة 15 لقمة مجموعة بريكس، التي تضم 5 اقتصاديات كبرى ومتطورة وهي روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، يوم أول أمس الثلاثاء بجوهانسبورغ وذلك إلى غاية اليوم الخميس. وجاء في مقال نشرته "واص" تحت عنوان "المعركة الدبلوماسية بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية وقمة بريكس"، أن فشل المغرب في إلغاء مشاركة الصحراء الغربية في اجتماع بريكس-افريقيا، "يثبت حقيقة لا بد للمخزن أن يعترف بها وهي أن القفز على وجود الدولة الصحراوية أو قطع الطريق أمام مسيرتها نحو مقعدها بين الشعوب والأمم يعد أمرا من المستحيلات السبعة". و أبرزت "الضغط القوي الممزوج بالتوسل تارة والتهديد والابتزاز تارة أخرى الذي قامت به الرباط مباشرة في عواصم مجموعة بريكس وحتى على وفودها المكلفة بتحضير القمة، أسفر عن نتيجة عكسية لما عملت عليه الرباط والمتمثل في استثناء الدولة الصحراوية من المشاركة في اللقاء". و نبهت "واص" إلى أن درس مابوتو وطوكيو و أبيدجان وبروكسل يتكرر في جوهانسبورغ، و أنه سيفرض على المغرب مستقبلا قبول الجلوس إلى جانب الجمهورية الصحراوية، جارته من الجنوب، في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، بعدما قبل بذلك في أديس أبابا، باعتبارهما دولتين عضوين في الاتحاد الافريقي، إلا إذا فضل -تقول- "الرجوع من جديد إلى سياسة الكرسي الشاغر، كبرهان ملموس على عدم القدرة على تحمل المسؤولية و استمراره في الهروب من مواجهة الواقع". و توقفت "واص" عند بيان وزارة خارجية الاحتلال "المملوء كالعادة بالمغالطات وتزوير الحقائق والذي صدر بصياغة لم تستطع من خلاله إخفاء درجة التخبط وحالة النرفزة، والذي يعيد إنتاج ردات فعل أصبحت تقليدية لدى دبلوماسية الشيك (الصك) المغربية عندما تحدث هزة قوية". و خلصت وكالة الأنباء الصحراوية في الأخير إلى أن "ما يجب التأكيد عليه أن ما يهم الشعب الصحراوي في المرحلة الحالية هو مواصلة كفاحه التحريري على جميع المستويات لفرض احترام سيادته على كامل ترابه الوطني، داخل الحدود الدولية المعترف بها، وهذا ما يجعل من قمة جوهانسبورغ محطة أخرى، هامة جدا، في مسيرة الجمهورية الصحراوية للقضاء على الاحتلال الاستيطاني المغربي".