" النافذة "...إطلالة على ظاهرة الحرقة تسعى فرقة المسرح الجامعي لجامعة الحاج لخضر بباتنة لانتزاع جوائز ومراتب شرفية خلال مشاركتها في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي تحتضنه جامعة القاضي عياض بمدينة مراكش بالمملكة المغربية، والذي انطلقت فعالياته بحر الأسبوع الماضي، حيث شدٌ أعضاء الفرقة المسرحية الرحال إلى مراكش بهدف تشريف المسرح الجامعي لجامعة الحاج لخضر خصوصا . مسرح جامعة باتنة دأب على المشاركات في هذا المهرجان وحصد الألقاب في كل مرة يشارك فيها، ما جعله يلقى التحفيز والتشجيع من المديرية الفرعية للأنشطة الثقافية والرياضية وكذا مديرية الخدمات الجامعية –باتنة بوعقال. ويراهن المسرح الجامعي لجامعة الحاج لخضر لكسب التشريف خلال مشاركته في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي على عرض مسرحي تحت عنوان “النافذة” من إخراج الممثل فروجي مبروك وتأليف المؤلف المسرحي العربي بولبينة الذي يتطرق من خلال “النافذة” لموضوع الحرقة نحو الضفة الأوروبية من طرف الشباب الجزائري. وقد أوضح كاتب النص بأن مسرحية “النافذة” شارك بها في الطبعة الأخيرة للمهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي ونالت جائزة أحسن نص، موضحا أيضا بأن المسرحية كانت بعنوان الحقيقة “تديث” وستعرض بالعربية تحت عنوان “النافذة” للمشاركة في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي المقام بمراكش. وقال بولبينة بأن السيناريو يعكس واقع ظاهرة الحرقة بالنسبة للشباب الجزائري والمصير الذي يلقاه هناك عندما يصل لمبتغاه ويحقق الحلم الذي لطالما راوده قبل أن يصطدم بواقع مرير عند وصوله للضفة الأوروبية وبالتحديد لفرنسا التي دارت في أحد فنادقها أطوار العرض المسرحي. مسرحية “النافذة” تحمل الكثير من الإيحاءات حيث قامت ممثلاتها الطالبات بعرض أوٌل على خشبة مسرحية لقاعة العروض بالإقامة الجامعية الإخوة أوجرة للإناث قبل التنقل لمراكش، وتمحور العرض الذي حضرته “النصر” حول شخصية عيسى التي لم تظهر في مشاهد العرض لكن هذه الشخصية دارت حولها مشاهد مسرحية “النافذة” حيث تعبر عن شاب تنقل إلى فرنسا بعد أن قام بالحرقة وقد راح ضحية حلمه بعد أن وقع في يد السلطات الفرنسية التي قامت بطرده كما راح ضحية هذه الحرقة زوجة تركها قبل أن تلحق به لفرنسا لتشارك زوجها الحلم قبل أن تصطدم بمعرفة الحقيقة وتقع ضحية احتيال كان زوجها قد تعرض لها من طرف خادمة الفندق وزوجها المعاق اللذين يحتالان عن الأشخاص الذين هم مثل عيسى من الحراقة. كما اكتشفت زوجة عيسى أن زوجها الذي كانت ترى فيه صورة مثالية قد عقد قرانا مع شابة أخرى جزائرية راحت هي الأخرى ضحية أوهام عيسى الذي تقمص عدة شخصيات بدا من خلالها أنه خادع 03 شابات هن زوجته حليمة التي تركها بالدوار، وزوجته أمال المتعلمة المثقفة التي تنقلت للخارج لمواصلة تعليمها والخادمة بالفندق وهي من الأقدام السوداء والتي احتالت بدورها بتواطؤ مع سيد الفندق الذي لم يظهر هو أيضا في مشاهد المسرحية على الجزائريين بسلب أموالهم واستغلال ظروفهم الصعبة. وحسب مؤلف النص فإن المسرحية تعكس الواقع المرير للحرقة من طرف الشباب الجزائري نحو الضفة الأوروبية باتجاه دولة كانت في الماضي تمثل استعمارا للجزائر التي قام أبناؤها من الشهداء والمجاهدين بطردها منه. وما تجدر الإشارة إليه هو أن ممثلات العرض هن كل من دومنجي منال زهرة التي أدت دورة الزوجة حليمة وتعد الأكثر مشاركة من بين الممثلات كونها شاركت في نفس المهرجان سنة 2005 بالمونستير بتونس ونالت الإعجاب ولم يتجاوز سنها آنذاك 14 سنة قبل أن تحصد أحسن دور نسوي في المهرجان ذاته خلال مشاركتها في طبعة مراكش السنة الماضية، وإلى جانب زهرة منال دومنجي التي تدرس في السنة الثانية بقسم البيولوجيا أدت الطالبة بوطويل أحلام سنة خامسة صيدلة دور الخادمة في تجربتها الأولى على خشبة المسرح، أما الزوجة المتعلمة فأدت دورها الطالبة تيفراوين عبير.