مسؤول أمريكي يؤكد أن الأزمة في مالي لم تمنع الجزائر من محاربة الإرهاب كشفت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر، أول أمس الخميس، أن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي "أف بي آي"، روبرت مولر، قد زار هذا الأسبوع الجزائر، والتقى خلالها مع مسؤولين جزائريين في قطاعي الأمن والقضاء، ولم يكشف البيان عن أسماء الشخصيات الذين إلتقاهم المسؤول الأمريكي ولا تاريخ ومدة الزيارة، اكتفى بالقول أن "الهدف من الزيارة كان بحث قضايا موضع اهتمام مشترك وسبل تعزيز الجهود المشتركة لتصدينا الجماعي للجريمة وتهديد الأمن". واستنادا إلى بيان السفارة الأمريكية، فقد عبّر مولر عن امتنانه تجاه الحكومة الجزائرية لتعاونها في إطار اتفاقية التعاون القضائي في المسائل القضائية الموقعة في 2010. وقد صرّح أيضاً، مدير ال''أف بي أي''، بأنه ينتظر بفارغ الصبر مواصلة هذا التعاون. وجاءت زيارة المسؤول الأمني الأمريكي في أوج أزمة تشهدها مالي خصوصا بعد إعلان استقلال "إقليم أزواد" والتي طرحت خلال اجتماع قمة قادة بلدان غرب إفريقيا في أبيدجان. حيث طالب القادة الأفارقة بفتح ممرات إنسانية في شمال مالي لتوصيل المساعدات الإنسانية للسكان في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإسلامية المتشددة، وهددوا بإرسال قوة عسكرية للتدخل في إقليم أزواد وإعادته إلى سيطرة الحكومة المركزية في مالي في حالة ما إذا فشلت المفاوضات السياسية بين باماكو والمتمردين التوارق والجماعات الإسلامية المسلحة. ومنحت المجموعة مبلغ ملياري فرنك إفريقي لدول مالي والنيجر وبوركينافاسو لمساعدتها في تأمين حاجيات اللاجئين الماليين الفارين من الحرب في إقليم "أزواد" بالشمال المالي. وقد أبدت واشنطن قلقها من التطورات التي تشهدها مالي وانعكاساتها على الأمن في منطقة الساحل، بحكم أن مالي كانت من بين الدول العضوة في "التحالف الرباعي" في الساحل الذي يضم كل من الجزائر، النيجر، موريتانيا ومالي، وكد المنسق الأمريكي لمحاربة الإرهاب دانييل بنجامين الأربعاء الفارط، أمام الكونغرس الأمريكي أن الأحداث الأخيرة في مالي سمحت ب"تواجد مكثف" لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في المدن المالية الشمالية و لكن ذلك "مؤقتا". وجاء تصريح السيد بنجامين خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بغرفة النواب خصصت للجماعات الإرهابية الناشطة في إفريقيا. و قال انه "للمرة الأولى هناك تواجد كبير لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في المدن المالية الشمالية الكبرى و نعتقد أن ذلك سيكون مؤقتا و أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي سيعود إلى وكره في الصحراء في جبال تيرغارغار شمال مالي". و بعد أن ذكر بالعمليات التي قامت بها الحركة من اجل تحرير الازواد لاحتلال المدن الكبرى (غاو و كيدال و تومبوكتو) و الفصيلة المنشقة أنصار الدين أكد رئيس محاربة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية أن هذه الوضعية سمحت لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "بالتحرك بحرية اكبر و بالوصول إلى المصادر بأكثر سهولة".وفي هذا الشأن تساءل السيد بنجامين "إذا كان لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ زمن طويل تطلعات إقليمية مشكوك فيها و إن كان رؤساؤه يأملون في الاستفادة من اللااستقرار الحالي شمال غرب إفريقيا فكيف سيستغلون التطورات الأخيرة" في المنطقة.و بعد أن أكد أن الولاياتالمتحدة "حققت تقدما مع شركاء مختارين" في المنطقة أوضح السيد بنجامين أن "الجزائر و موريتانيا و النيجر تحصلت على نتائج حقيقية ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وفي هذا الصدد أكد انه بالرغم من الانقلاب الأخير في مالي "تحتفظ الجزائر و موريتانيا و النيجر بإرادة سياسية قوية في محاربة الإرهاب". أنيس نواري