أعلن رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نور الدين براهم أمس، إطلاق استشارة وطنية بمشاركة الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني، ترمي إلى إعادة تشكيل المفاهيم داخل هذه الهيئة، ودراسة المراحل التي مر بها المجتمع المدني خلال العقود الأخيرة. وأكد بن براهم خلال افتتاح أشغال الدورة العادية الخامسة للمرصد الوطني للمجتمع المدني بالعاصمة، بأن الاستشارة الوطنية التي سيحتضنها المركز الدولي للمؤتمرات قريبا، تهدف إلى إعادة تشكيل المفاهيم الخاصة بالمجتمع المدني داخل المرصد، فضلا عن وضع مقاربة جديدة للمهام الموكلة إلى هذه الهيئة الاستشارية، إلى جانب مناقشة الممارسة اليومية لأعضاء المرصد. وأضاف السيد بن براهم بأن الاستشارة الوطنية التي يجري الإعداد لها، ترمي أيضا إلى إيجاد فضاء للنقاش بين فعاليات المجتمع المدني، تحت إشراف خبراء وأساتذة جامعيين لمناقشة السياقات الوطنية والدولية التي عاشها المجتمع المدني منذ تأسيسه سنة 1990، إلى غاية صدور الدستور الحالي، ومدى تأثير ذلك على صناعة القوانين، وذلك بمشاركة حوالي 700 جمعية ناشطة في مجالات مختلفة. وأعلن المتدخل بالمناسبة عن التحضير لإطلاق أول مؤسسة للتكوين والتدريب في الجزائر، وسيكون ذلك خلال الاستشارة الوطنية التي يجري الإعداد لها على مستوى المرصد، وستكون على شكل منصة رقمية تستهدف المجتمع المدني، من أجل بناء القدرات وتحسين الأداء. وأضاف المتحدث بأن المنصة الرقمية للتدريب ستعنى أيضا ببناء اتجاهات المجتمع المدني، وإدخال التكنولوجيات الحديثة، بما يضمن تحقيق الجودة والنوعية في مختلف الأنشطة التي يقوم بها أفراد المجتمع المدني من جمعيات وفعاليات، بهدف المساهمة في العملية التنموية. ورفع المرصد الوطني للمجتمع المدني عدة تحديات مؤخرا، من بينها إطلاق 1500 مشروع في إطار مشاريع الاقتصاد التضامني، وذلك من أجل بلوغ 100 ألف منصب شغل في غضون الخمس سنوات المقبلة. وشدد المصدر في ذات السياق على ضرورة تجاوز التوصيات المحشوة بالبلاغة، وكذا التكريمات وتوزيع الدروع والهدايا، مقابل العمل على تكريس الجودة والنوعية، وتحقيق ما يبتغيه المواطن من خلال المجتمع المدني. وسيتوج النقاش الموسع المزمع تنظيمه الأسبوع المقبل، بإعداد تقرير مفصل حول مخرجات هذا اللقاء الهام، على أن يتم رفعه إلى رئيس الجمهورية، وذلك في سياق تفعيل دور المرصد الوطني للمجتمع المدني، باعتباره هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية، من بين المهام المسندة إليها، تقديم آراء وتوصيات حول انشغالات المجتمع المدني. وأكد نور الدين بن براهم في كلمته، بأن المقاربة الجديدة للمجتمع المدني تقوم على تكريس حرية التعبير وقوة الاقتراح، قائلا إن وضعية الجمعيات لا تتغير بتغيير القوانين، وإنما بتغيير الذهنيات، لذلك يجري العمل على إبرام اتفاقية مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لجعل الجامعة إحدى الدعائم الأساسية لأعمال المجتمع المدني. كما تطرق رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني إلى آفة تعاطي المخدرات والمهلوسات، قائلا إن القضاء على الظاهرة لا يتحقق عبر الملصقات والحملات، بل بالعمل الميداني، وانخراط أبناء الأحياء السكنية، منبها إلى خطورة تعاطي هذه المواد السامة، مما يستدعي تجند كافة أعضاء المجتمع المدني لحماية الشباب والحد من انتشارها.