رئيس اللجنة الوطنية للتعليم عن بعد للنصر: رقمنة جميع المواد البيداغوجية بالجامعات وصلت إلى 70 بالمئة

صرح رئيس اللجنة الوطنية للتعليم عن بعد بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور أحمد بلهاني، للنصر، أن 70 بالمئة من المواد البيداغوجية الجامعية مرقمنة في الوقت الحالي، كما أكد أن النسبة وصلت إلى 100 بالمئة في المواد الأفقية، في حين كشف عن استحداث 13 مسارا تكوينيا عن بعد في الليسانس والماستر بالجامعات الوطنية مع بداية موسم السنة الجارية.
وأفاد الدكتور بلهاني، في تصريح للنصر، على هامش افتتاح السنة الجامعية الجديدة بجامعة قسنطينة 2، بأن التعليم عن بعد استحدث في جل الجامعات الوطنية قبل جائحة كوفيد- 19 بحسب إمكانياتها، حيث أوضح أن الوزارة الوصية قامت بمبادرات للنهوض بهذا النمط منذ سنة 2006، في حين أشار محدثنا إلى أن القرار الوزاري لتكوين الأساتذة جاء في 2016 ويمس 22 موضوعا، من بينها 3 تتعلق بمجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في البيداغوجيا. وأضاف المتحدث أن مهام تكوين الأساتذة في الجامعات الوطنية أسندت لجامعة الإخوة منتوري حينها، منبها بأنه ترأس المشروع الذي اشتمل على التكوين الحضوري والتكوين عن بعد.
وصرح المصدر نفسه أن عدد الأساتذة الذين تلقوا التكوين في كيفية استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال والبيداغوجيا الرقمية منذ 2016 إلى 2022 يقدر بحوالي 10 آلاف أستاذ، مضيفا أنه كلف برئاسة اللجنة الوطنية للتعليم عن بعد منذ 2022 من طرف وزير التعليم العالي، البروفيسور كمال بداري، حيث تضم أساتذة جامعيين من مختلف مناطق الوطن، كما شرعت اللجنة في العمل على رقمنة المواد الأفقية للسداسي الثاني من موسم 2022-2023، فيما عملت اللجنة على إدراج التعليم عن بعد كخيار إجباري في المواد الثانوية خلال الفترة نفسها، فضلا عن المتابعة والمرافقة مع تحسين الظروف إلى غاية انقضاء الموسم.
ويقوم الشق الثاني من عمل اللجنة، بحسب ما أكده رئيسها، على توسيع التعليم عن بعد ليمس المواد الاستكشافية والأفقية معا، فضلا عن العمل على تجسيد التعليم الهجين (الحضوري وعن بعد) في الوحدات الأساسية، في حين أطلِق مشروع تكوين جميع الحاصلين على شهادة البكالوريا في اللغة الإنجليزية عن بعد من خلال منصة وزارية، حيث أشرفت اللجنة انطلاقا من جامعة عبد الحميد مهري على وضع المحتويات عن بعد بالاعتماد على وسائل من الجامعة المذكورة وكفاءات وطنية، إلا أن محدثنا نبه أن المنصة الوزارية الموضوعة لفائدة الطلبة في مجال تعلم الانجليزية انطلقت منذ فيفري 2022، وكانت حينها موجهة لتكوين الأساتذة.
وأكد رئيس اللجنة أن الجامعات الوطنية تحصي في الوقت الحالي 13 عرض تكوين عن بعد في مساري الليسانس والماستر، حيث تعمل اللجنة على مرافقة المؤسسات التي فتحتها لضمان تكوين ذي جودة عالية لفائدة الطلبة ويكون بنفس مستوى التكوين الحضوري والتكوينات الرائدة عالميا من أجل إنجاح العملية وجعلها تتماشى مع القواعد العامة للتعليم عن بعد.
وأبرز المتحدث أن المسارات التكوينية المذكورة تقدم عن بعد بشكل كامل، وليست مسارات جزئية أو تكميلية للحضوري، حيث قال إن اللجنة تحصي منها مسارين في جامعة المسيلة واثنين في جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين، فضلا عن مسار في كل من جامعة عنابة وسطيف وتلمسان وجامعة أبو القاسم سعد الله الجزائر 2 والأغواط وسعيدة ووهران 1، مؤكدا أن العملية دخلت حيز التنفيذ بداية من الموسم الجامعي الجاري 2023-2024، كما نبه بأنها تندرج ضمن إستراتيجية وزير التعليم العالي.
أما بخصوص الأرضيات المستعملة لتجسيد المسارات الجديدة المذكورة، فأوضح رئيس اللجنة الوطنية أن كل واحدة من الجامعات المذكورة ستقدم الدروس لفائدة المسجلين على الأرضية الخاصة بها، في حين أكد أن الأساتذة تلقوا التكوين اللازم للتعليم عن بعد وطريقة تقديم الدروس. من جهة أخرى، اعتبر محدثنا أن نسبة رقمنة جميع المواد البيداغوجية على مستوى مختلف الجامعات الوطنية تصل إلى حوالي 70 بالمئة لأن تجسيد عملية التعليم عن بعد يتم بشكل متدرج، في حين تقدر نسبة رقمنة المواد الأفقية بمئة بالمئة، موضحا أن هذا التحول البيداغوجي جار في العالم بأسره، خصوصا منذ جائحة كوفيد، فيما تسعى الجامعات الوطنية إلى مواكبة الركب العالمي في هذا النوع من التعليم، مثلما أكده لنا المتحدث.