زيّنت جدران وأروقة مصلحة طب الأطفال بمستشفى قسنطينة الجامعي، بلوحات فنية ورسومات مختلفة لشخصيات كرتونية، أضفت حلة جديدة على أروقة قاعات الاستشفاء، فيما استعادت الشرفات بهاءها بفضل سواعد متطوعين شباب ضمن مشروع المستشفى الأخضر، لجمعية أحباب صخر سيرتا، الذين قاموا بتنظيف فضاء واسع مطل على الخارج، كان مهملا في وقت سابق تغرقه الخردوات والقمامة و تسكنه القطط، و رسموا على جدرانه ونظفوه تمهيدا لتخصيص ركن منه للبيئة وآخر للقراءة واللعب، قصد التخفيف من معاناة الأطفال الماكثين في المصلحة. وقفنا خلال زيارتنا لمصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي، على الحلة الجديدة التي تزينت بها جدران وأعمدة وخزائن الأروقة، بعد أن أتم المتطوعون مهمة تزينها برسومات لشخصيات كرتونية على غرار "توم وجيري" و"لسمبا" و"سندريلا" و "لولو كاتي"، فضلا عن رسومات لنباتات وأزهار، لنشر الثقافة البيئية بين الأطفال، وهي مبادرة ثمنتها أمهات مرافقات للمرضى الصغار، من هن سيدة ترافق طفلها البالغ 4 سنوات، قالت بأنها تمكث بالمصلحة منذ نحو 15 يوما، وتتردد عليها باستمرار لأجل ابنها الذي تحاول التخفيف عنه قدر المستطاع من خلال التواجد بشكل مستمر بجانبه، خاصة وأنه يرفض فكرة البقاء في المستشفى لرغبته في الخروج واللعب، لكن ومنذ انطلاق أشغال التزيين تغير الجو العام بالمصلحة خاصة عقب إشراك المرضى في العملية، التي كان لها أثر إيجابي حسبها على حالة ابنها النفسية، مثمنة مباشرة أشغال التهيئة والتزيين للفضاء الموجود في نهاية رواق الشرفات والمطل على الخارج، لاستغلاله للتخلص من ضغط قاعات الاستشفاء ولعب الأطفال الماكثين. تعود المبادرة لجمعية أحباب صخر سيرتا بقسنطينة، وقد انطلقت منذ 15 يوميا، في إطار مشروع المستشفى الأخضر، لتخصيص ركن بيئي وآخر للقراءة واللعب، ووضع لمسات فنية بأروقة المصلحة وشرفتها الكبيرة التي نظفت من الخردوات، بفضل شباب نادي الصيدلة المنخرط بالجمعية، والذي يسعى لنشر الثقافة البيئية في الوسط الطبي، حسب ما قالته رئيسة الجمعية الدكتورة سامية كرميش، التي تحدثت عن المبادرة للنصر، قائلة بأن الفكرة تعود لأعضاء الجمعية، وقد طرحت أول مرة سنة 2018 بعد سلسلة نشاطات كانت تنظمها الجمعية لصالح الأطفال المرضى في المصلحة خلال المناسبات عموما، حيث سجلت خلالها نقائص زادت من حجم المعاناة خاصة بالنسبة للمصابين بالسرطان، الذين يقيمون في المصلحة لمدة طويلة ويفتقدون لمكان يخفف من آلام الكيماوي. ألوان وأشكال لتحسين نفسية المرضى وأضافت الطبيبة، بأن الهدف من تغيير واجهة المصلحة، هو الترويح عن الأطفال المرضى بإضفاء لمسة جمالية على الأروقة عبر رسم جداريات جميلة لشخصيات كرتونية، إضافة إلى تهيئة الشرفات بعدما كان بعضها مهملا و غير مستغل، بل وتحول إلى مكب للخردوات والقمامة و مغسل لتجفيف الملابس. إذ تم حسبها، تنظيف فضاء واسع و تزييته ليتحول إلى مكان مناسب للعب والراحة، موضحة بأنها سعت طويلا إلى تجسيد الفكرة على أرض الواقع ووضعها في إطار مبادرة إنسانية لصالح المرضى، فباشرت بذلك الإجراءات اللازمة من خلال تقديم طلب لإدارة المستشفى التي قدمت موافقتها مباشرة، غير أن المشروع توقف مؤقتا بسبب الأزمة الوبائية واستقبال المصلحة لمرضى كوفيد19، بعد ذلك تمت الاستعانة بمهندسين لضبط التصور العام وتقييم مشروع التهيئة، لكن مبلغ الخدمة كان كبيرا، فاعتمدت الدكتورة على التصور العام لأعضاء الجمعية، وانطلقت الأشغال بإمكانات ومساهمات المنخرطين فيها تم بالتوازي مع ذلك نشر إعلانات في الفضاء الافتراضي وبالمستشفى، وكانت استجابة محتشمة نوعا ما، اقتصرت على أصدقاء الجمعية، الذين ساهموا في شراء مواد وأدوات الطلاء. الركن الأخضر للتخفيف من معاناة الأطفال المبادرة عرفت تطوع شباب، قاموا برسم لوحات تبعث على الفرح على الجدران وفي أروقة المصلحة حيث يتفرغ رسام متطوع وهو خريج المدرسة الجهوية للفنون الجميلة، لرسم لوحات جدارية إضافية في المكان أين يقضي ساعات متأخرة لتسريع وتيرة الإنجاز، ما أضفى حيوية وجوا من المرح داخل المصلحة، ساعد على تحسين نفسية الأطفال المرضى، الذين استفادوا كذلك من دروس في الرسم وتقنيات التلوين، لتتحول بذلك قاعات العلاج إلى ورشة مجانية مفتوحة لتعليم فن الرسم. ويشارك في النشاط كذلك، طلبة جامعيون منخرطون في نادي الصيدلة، حولوا المصلحة إلى مدرسة لتعليم الرسم وممارسة أنشطة فنية مفيدة وممتعة لتخفيف المعاناة عن المرضى الصغار، وقد وجهت رئيسة جمعية أحباب صخر سيرتا، رسالة شكر لأنصار شباب قسنطينة، الذين لم يترددوا حسبها، في المساهمة ماديا في المبادرة، مردفة بأنه يتم حاليا جمع مساعدات كافية لشراء ألعاب للأطفال و توفير عشب اصطناعي و صفائح لتهيئة الفضاء بشكل أفضل، حتى يكون متاحا للاستغلال في كل الأوقات كما تحضر رئيسة الجمعية، لتجهيز ركن للقراءة، من خلال توفير قصص وكتب ووضعها تحت تصرف المرضى. وتركز المبادرة حسب القائمين عليها، على تنشيط الركن الأخضر، ضمن أطر بيئية مدروسة تسعى الجمعية لضبطها بالتنسيق مع مديرية البيئة، التي رحبت بالفكرة مؤكدة استعدادها للمساهمة، إذ يتم العمل على تجهيز فضاء بيئي يحتضن ورشات للأطفال، لتكريس الثقافة البيئية و لمنح هؤلاء الصغار متعة ملامسة بعض عناصر الطبيعة و عيش تجربة غرس شجرة، أو نبتة والعناية بها خلال فترة الاستشفاء، لما لذلك من تأثير إيجابي كبير على الحالة النفسية للمرضى ما يرفع معدل الاستجابة المناعية حسب الطبيبة، التي دعت العاملين في المستشفى على اختلاف رتبهم إلى مد يد المساعدة، لتوسيع دائرة المبادرة وبلوغ مرحلة استغلال الفضاءات المهملة مع نشر ثقافة العمل الجمعوي لإعادة الروح لحدائق مختلف المصالح، خصوصا وأنها المتنفس الوحيد للمرضى، موضحة بأنه وفي إطار مشروع المستشفى الأخضر، فقد تم ضبط برنامج لتهيئة كل فضاء مهمل في المؤسسة سواء كان حديقة أو شرفة، من خلال زرع النباتات والعناية بما هو موجود، لإعادة الوجه الجميل للمستشفى الذي كان يشتهر بحدائقه في السابق. وأشارت الدكتورة كرميش، إلى أن مشروع تهيئة الحدائق المهملة للمستشفى الجامعي انطلق منذ مدة حيث كانت البداية خلال الشهر الفضيل، من حديقة الأمراض المعدية ومصلحة أمراض الدم، وتحمّل متطوعون مشقة الصيام وارتفاع درجة الحرارة لتزيين الفضاء، الذي كان يغرق في النفايات الطبية كما تم غرس 85 شجرة، مع تحسيس العاملين في المصلحتين بأهمية العناية بالمساحة الخضراء واستغلالها بصورة أمثل للراحة والتمتع ببيئة مساعدة على العمل، لكن للأسف أهمل جزء منها مجددا داعية في الختام إلى ردع التجاوزات التي تحدث في حق المحيط والبيئة، مع إضافة نقطة تقييم لطلبة الطب حول الالتزام بمحيط بيئي نظيف.