"دور المجاهدين في تسيير البلاد قد انتهى" الانتخابات التشريعية امتحان لمصداقية البلاد قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، أن مرحلة تسيير جيل الثورة للبلاد قد انتهت وأن زمام الأمور ستسلم للشباب داعيا فرنسا إلى قراءة متأنية للتاريخ لتجاوز رواسب الماضي ومحذرا من تربص قوى الشر ببلادنا كما انتقد تصرفات بعض المرشحين ووصفها بالدونية. رئيس الجمهورية وفي خطاب وجهه من سطيف في ذكرى مجازر الثامن ماي ذكر بمجاز المستعمر في حق المواطنين العزل بسطيفقالمة وخراطة وقال أنه وعلى الرغم من كل ذلك عملت الدولة الجزائرية المستقلة وبروح متسامية ورؤية مستقبلية منذ خمسين عاما على إقامة علاقات مع كل الدول وفي مقدمتها فرنسا تقوم على المصالح المشتركة إيمانا منها بضرورة جعل البحر المتوسط فضاء سلام متطلعة إلى نظام دولي أكثر تسامحا، ووجه رئيس الجمهورية إشارات للقيادة الفرنسية الجديدة بالقول أن قراءة متأنية وموضوعية للتاريخ بعيدا عن حروب الذاكرة والرهانات الظرفية كفيلة بمساعدة البلدين على تجاوز “رواسب الماضي العسير” نحو مستقبل تسوده الثقة و الاحترام المتبادل. بوتفليقة اعتبر المرحلة الحالية من تاريخ بلادنا مفصلية وحساسة كونها مفتوحة على إفرازات عولمة كاسحة تتطلب سرعة التأقلم واليقظة في نفس الوقت واصفا ما يجري في العالم بأنه عهد مفتوح على التحولات الجارفة التي لا مكان للشعوب الضعيفة فيها، وعاد رئيس الجمهورية في خطابه إلى الحديث عن أهمية الانتخابات التشريعية المقبلة سواء من حيث التوقيت، الذي وصفه بالحساس، أو من حيث الانعكاسات، مشيرا أن الاستحقاق القادم اختبار حقيقي لمصداقية البلاد ومحطة فاصلة لاستكمال الإصلاحات داعيا إلى مشاركة قوية وفاء لأرواح الشهداء ووعيا بما يحيط بالبلاد من أخطار و”جغرافية مضطربة” محذرا من ترك مصير البلاد يتجه نحو المجهول و من تربص قوى الشر بها، كما خاطب المرشحين قائلا بأن المرحلة الحالية لا تقبل التصرفات الشائنة في تعاطي المنافسة الانتخابية وقال أنها تصرفات دونية تمس بمصداقية مجالسنا وتحط من القيمة المعنوية و الأخلاقية لخدمة المواطن لأمته سياسيا. وقد رد رئيس الجمهورية على من ينتقدون نداءاته المتكررة للتصويت بقوة بالقول “وجهت رسائل متعددة، لم أكن أعمل لصالح حزب ضد آخر، انتمائي السياسي معروف ولا غبار عليه.. أنا أشجع كل المواطنين على التصويت وفق اختياراتهم أفعل هذا لأجل المشاركة لا لشرح البرامج مضيفا “جيلي طاب جنانه” وهي عبارة كررها أكثر من مرة. “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها” هكذا كان تجاوب الرئيس مع هتافات تطالبه بعهدة رابعة سادت القاعة معلقا “عاش من عرف قدر نفسه” لكنه رمى الكرة في ملعب المواطنين ودورهم في رسم معالم المرحلة القادمة من مستقبل الجزائر قائلا وبكل وضوح “دور المجاهدين في تسيير البلاد قد انتهى” لكنهم كما يضيف يستحقون كل تكريم لما قدموه للبلاد، معبرا عن نيته في تعميق المصالحة ومشددا على أن لا حوار بالعنف و لا مع أصحابه لأن الجزائر دفعت ثمن ذلك حربا أهلية قاسية. المناسبة التي ألقي فيها الخطاب جعلته لا يخلو من الأبعاد التاريخية للثورة لكن بوتفليقة انتقد تجاهل مراحل طويلة من تاريخ الجزائر وقال أن الجيل الجديد لم يتعرف على بن بلة إلا مؤخرا من خلال خبر وفاته ولا يعرفون عن الشهداء إلا بعض الأسماء لكنه في المقابل يرى بأن خمسين سنة في عمر دولة ليست فترة طويلة وما تحقق فيها ليس بالهين متحدثا عن افتقار الجزائريين للتفكير والمسؤولية الجماعية وتقليلهم من أهمية من تحقق وإحداث الفوضى لمجرد نقص بسيط في أي مجال كان ومع ذلك يتوسم رئيس الجمهورية في الشعب التصدي القوي لدعاة الفتنة والفرقة وقدرته على خلط حسابات التدخل الأجنبي بجعل يوم الاقتراع عرسا متوقعا مشاركة قياسية ومتميزة.