أكد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، أمس، عدم نيته في الترشح لعهدة رابعة، ومنح المشعل لجيل الشباب ونهاية الشرعية الثورية التي أضحت غير قادرة، محذرا الشباب من مغبة خيانة الأمانة· وقال بوتفليقة مخاطبا المتواجدين في القاعة متعددة الرياضات بعاصمة الهضاب العليا التي ألقى فيها خطابا بمناسبة الذكرى ال 67 لمجازر 8 ماي ,1945 الذين طالبوه بعهدة رابعة، بالقول ''أشرت إليكم من قبل وأكررها اليوم جنبي طاب''، مضيفا أمام هتافات المواطنين ''لا يكلف الله نفسا إلا وسعها''· وذهب بعيدا في تأكيد عدم نيته للترشح لعهدة رابعة بالقول ''عاش من عرف قدره''، وقال بوتفليقة ''والله يا جماعة الخير شطحات الراس بزاف والرجلين ماقدوهاش''، مثمنا الثقة الكبيرة التي يمنحها له الشعب، موجها خطابه للشباب الذين دعاهم إلى الانخراط في العمل أكثر من خلال الأحزاب، الجمعيات والمنظمات والطنية والتشجع لاستقبال مسؤوليات في العهدات القادمة، مضيفا ''إن قوى الشر تتربص بالجزائر كغيرها من البلدان العربية والإسلامية''، ودعا الشباب للبرهنة مرة أخرى أن الشعب الجزائري الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل الاستقلال ''لابد له أن يبرهن من الآن فصاعدا على أنه على كل شيء قدير''· وأطنب الرئيس في حديثه للشباب بتأكيده أن أمامهم المستقبل كله، وأن عهد الشرعية الثورية قد انتهى بالقول ''جيلي طاب جنانو''، وأن دورهم في تسيير البلاد قد انتهى، مضيفا بأن جيل الثورة يقول ''يا إخوانا ما قدرناش''، ''محذرا الشباب من تجاهل ما قدمه جيل الثورة من تضحيات في سبيل الوطن والافتخار بهم، قائلا: ''لابد أن نعيد لكل ذي حق حقه والعمل على مصالحة وطنية أعمق''، مضيفا في السياق ذاته ''لا نتحاور بالعنف مع أصحاب العنف، نتحاور مع الذين يتحاورونا معنا بكل وطنية ومصداقية لتثبيت ما حصلت عليه الجزائر، واصفا مرور 50 سنة على استقلال الجزائر ب 5 دقائق، داعيا الشباب إلى الرد على الذين يتهمون الجزائر بعدم تحقيق أي إنجازات بالقول ''درنا ولي بغى يحاسبنا نحاسبوه''· وواصل بوتفليقة مطولا في خطابه الموجه للشباب للدفاع عن المكتسبات الوطنية، محذرا إياهم في الوقت نفسه من مغبة الاستهزاء بالوطن بالقول ''البلاد في أيديكم، لابد من تهيئة أنفسكم للمسؤوليات القادمة''، ''نودع لكم الأمانة، لا تخونونها ولا تتركوها لغيركم يلعب بها، أو لمن لا يريد خيرا للجزائر ليعبثوا بها''، كما تأسف رئيس الجمهورية لعدم دراية بعض الشباب بتاريخ بلادهم، مؤكدا أن جيل الثورة يتحمّل جزءا من المسؤولية، وقال إن بعض الشباب اكتشف لأول مرة الرئيس الأول للجزائر المستقلة ''أحمد بن بلة'' الذي شيع إلى مثواه الأخير، مؤخرا، مضيفا إنهم لا يعرفون رموز الثورة التحريرية على غرار كريم بلقاسم، عبان رمضان، سي الحواس وعميروش··· وغيرهم، داعيا الشباب إلى البحث في التاريخ قائلا: ''نبحث من نحن حتى لا نكون غيرنا''، فالمشوار طويل أمامكم وأن الأسس صحيحة، يضيف الرئيس· الشعب الجزائري شعب مستعجل قلّل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من شأن الإضرابات التي يشنها عمال بعض القطاعات على مستوى الوطن، مؤكدا أن الشعب الجزائري شعب مستعجل، ملمحا أنه أناني· وقال الرئيس في رده على بعض انشغالات المواطنين فيما يتعلق بالشغل والمطالبة بالإدماج، واصفا تصرف الجزائري بأنه أناني بقوله ''كل واحد يخمم على روحه، لا يوجد تفكير جماعي، مستدلا أنه في حال توفير السكن مثلما للمتواجدين بالقاعة باستثناء شخص واحد، فإن هذا الأخير يحتج ويغتض''، مشيرا إلى أن المسؤولية الجماعية غير موجودة، وأن الأمور لا تسوى دفعة واحدة، وأن انشغالات الأجيال الصاعدة ستأخذ بعين الاعتبار: قائلا ''القصر يبنى حجرة حجرة وليس دفعة واحدة''، وأضاف أن دولة الحق التي نصبو إليها لا تتحقق دون تعبئة كل الشعب، وذلك السبيل الوحيد لضمان استقلال بلادنا، يضيف رئيس الجمهورية، الذي اعتبر الجزائر في مرحلة مصيرية ولا خيار لنا إلا النجاح يؤكد القاضي الأول للبلاد، الذي قال أن الشعب يدرك حساسية الوضع ولن يخذل وطنه· العلاقات الفرنسية الجزائرية مبنية على المصالح المشتركة تحاشى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الخوض في العلاقات الفرنسية الجزائرية بعد دخول الاشتراكي فرانسوا هولاند قصر الإليزي، مكتفيا بالقول إن العلاقة بين الدولتين مبنية على مصالح مشتركة أملتها المتغيرات الدولية· وقال في خضم حديثه عن مجازر 8 ماي 1945 بالقاعة متعددة الخدمات بسطيف، أين ألقى خطابا بمناسبة الذكرى 67 لمجازر 8 ماي، ''إن القراءة الموضوعية للتاريخ، بعيدا عن حروب الذاكرة والرهانات الظرفية، هي وحدها الكفيلة بمساعدة الجانبين على تجاوز رواسب الماضي العسير نحو مستقبل يسير، تسوده الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل والشراكة المفيدة''، وأضاف رئيس الجمهورية في ذات السياق أن العلاقات الجزائرية الفرنسية قائمة على المصالح المشتركة، قائلا ''عملت الدولة الجزائرية المستقلة وبروح متسامية ورؤية مستقبلية منذ خمسين عاما على إقامة علاقات صداقة وتعاون مثمر مع مختلف دول العالم، وفي مقدمتها الدولة الفرنسية، علاقات تقوم على المصالح المشتركة، إيمانا منها بضرورة جعل البحر الأبيض المتوسط فضاء سلام وخير مشترك بين شعوب المنطقة المتطلعة إلى نظام دولي أكثر إنصافا وتضامنا وتسامحا''· بوتفليقة يدعو للتصدي إلى التدخل الأجنبي بالانتخاب جدد، أمس، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة دعوته للشعب الجزائري بالتوجه بقوة نحو صناديق الاقتراع يوم غد الخميس وممارسة الحق الدستوري لهم، باعتبار أن الجزائر تمر بمرحلة حساسة مفتوحة على إفرازات العولمة وتتربص بها دول أجنبية· وأكد القاضي الأول بالبلاد في خطابه الذي ألقاه بالقاعة المتعددة الرياضات بسطيف بمناسبة الذكرى 67 لمجازر 8 ماي ,1945 أن المرحلة القادمة تعتبر جد حساسة بالنسبة للجزائر التي تتربص بها الدول الأجنبية على غرار باقي الدول العربية، وعلى الشعب التصدي لها بتوجهه بقوة نحو صناديق الاقتراع يوم غد، وقال ''إن البلاد على أعتاب مرحلة مصيرية، لا خيار لنا فيها إلا النجاح، لذا فأنا على يقين من أن الشعب الجزائري الأبي، الذي يقدّر أهمية الحدث وحساسية الظرف، لن يخلف وعده ولن يخذل وطنه في هذا الموعد الملحوظ من هذه السنة''، وقال بعيدا عن خطابه المكتوب بأنه بعث برسائل متعددة للشعب الجزائري للتوجه بقوة لصناديق الاقتراع في التشريعيات، مضيفا ''لقد حاورتكم من أرزيو مباشرة، لم أعمل لحزب ضد آخر، انتمائي السياسي معروف ولا غبار عليه، وفي نفس الوقت شجعت المواطنين على التصويت كل حسب اختياره وضميره الشخصي وانتمائه السياسي''، مضيفا أنه لا يعمل على شرح برنامج حزب أو آخر وإنما يعمل على تشجيع المواطنين للذهاب للتصويت وقال ''أتمنى أن تكون مساهمتي في دعوة الشعب لصندوق الاقتراع نفعت إلى حد ما لتعويض صعوبة في اختيار المترشحين، هناك أحزاب تعرفونها وتعرفون الناشئة منها''، وقال بوتفليقة في خطابه الموجه للشعب ''أنتم الذين تقدرون ما يحيط بالبلاد من مخاطر معقدة في جغرافية مضطربة هنا وهناك، الحريصين على استقرار البلاد وصيانتها من أي مصير لا تحمد عقباه''، مؤكدا أن الجزائر يتربص بها أعداء لابد من مجابهتهم يوم الاقتراع بالانتخاب، بقوله ''الراغبون في مواصلة الإصلاح وتغيير ما بأنفسهم بقناعة ومسؤولية، بأسلوب رصين تبرزون من خلاله للعالم الوجه الناصع لجزائر اليوم وجزائر الغد''، وأردف قائلا ''من هذا المنظور إني أهيب بكم أبناء الجزائر، نساءا ورجالا، كبارا وشبانا أن تكونوا في مستوى التحديات التي تواجه الأمة، مؤكدين التزامكم وتجندكم الجماعي، مستجيبين لنداء الوطن''، وذهب في حديثه عن المخاطر التي تحدق بالجزائر خارجيا الأمر الذي يتطلب تظافر الجهود بقوله ''إننا نعيش اليوم مرحلة مفصلية في تاريخ البلاد، تتطلب تظافر الجهود لتحقيق وثبة نوعية في مسيرة التنمية والتجدد بعد نصف قرن من استرجاع السيادة الوطنية''، مضيفا ''إنها مرحلة حساسة مفتوحة على إفرازات عولمة كاسحة تدخلنا عهدا مشحونا بالتحديات المعقدة، التي تتطلب سرعة التأقلم وزيادة اليقظة والتعبئة، والتمكن من العلوم والتكنولوجيات الحديثة، عهدا جديدا مفتوحا على التحولات الجارفة لا مكان فيه للشعوب الضعيفة''، وقال الرئيس إن كل الظروف مهيأة لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة مثلما يتطلع إليها الشعب وقال ''إن دولة الحق والقانون والديمقراطية التي نصبو إلى استكمال بنائها لا تتحقق دون تعبئة كل فئات الشعب، وأن الديمقراطية قبل أن تكون ممارسة وآليات، هي ثقافة جماعية يتحلى بها الجميع السلطة والمعارضة ومجتمعنا مدنيا وجميع الفاعلين في الساحة السياسية''، مؤكدا أن هدف الجميع تنصيب مؤسسات دستورية لا شائبة في مصداقيتها ولا في مشروعيتها''، يضيف الرئيس· ولاية سطيف تستفيد من غلاف مالي يقدر ب 42,44 مليار سنتيم استفادت ولاية سطيف من غلاف مالي تكميلي بقيمة 44,42 مليار دينار، لاستكمال المشاريع التنموية بالولاية، حيث استفاد قطاع الموارد المائية من غلاف مالي يقدر ب 793 مليار سنتيم، قطاع الأشغال العمومية 1086 مليار سنتيم، قطاع الرياضة 500 مليار سنتيم، منشآت إدارية 466 مليار سنتيم والأمن الوطني 200 مليار سنتيم، فيما تم تخصيص 500 مليار سنتيم للمخططات البلدية و700 مليار سنتيم التحسين الحضري.