قال المحامي الدولي في مجال حقوق الإنسان فرانسيس بويل، أمس الاثنين، أنه مؤمن بفوز جنوب إفريقيا في القضية التي رفعتها لدى محكمة العدل الدولية، ضد الكيان الصهيوني الذي يشن عدوانا شرسا على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة و الضفة الغربيةالمحتلة منذ 7 من أكتوبر الماضي. وأضاف بويل الذي فاز بطلبين في المحكمة العدل الدولية وهي الهيئة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948- أنه «مؤمن بفوز جنوب إفريقيا في هذه القضية». وأكد قائلا خلال مقابلة مع «الجزيرة نت»: إنه استنادا إلى مراجعتي الدقيقة لجميع الوثائق التي قدمتها جمهورية جنوب إفريقيا حتى الآن أعتقد أنها ستفوز ضد الكيان الصهيوني. وأشار المحامي الدولي إلى أن جنوب إفريقيا قدمت أربع تهم مختلفة للمحكمة الدولية ما يرفع حظوظها في الفوز بقضيتها ضد الكيان الصهيوني، منها ارتكاب هذا الأخير إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، حيث استشهد أكثر من 23 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى التسبب في ضرر جسدي أو عقلي خطير، كما تعمد إخضاع الفلسطينيين لأوضاع معيشية تدمرهم كليا أو جزئيا، من خلال منع الطعام والماء والإمدادات الطبية والوقود عن سكان القطاع و فرض التدابير الرامية إلى منع الولادات، حيث دمرت قوات الاحتلال المستشفيات واغتالت الأطباء واستهدفت سيارات الإسعاف بشكل متعمد في مكان توجد فيه عشرات الآلاف من النساء الفلسطينيات الحوامل. ووصف بويل، الولاياتالمتحدة ب «المذنبة» بسبب المساعدة والتحريض على الإبادة الجماعية، منتقدا المحكمة الجنائية الدولية التي قال أنها «ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني منذ عام 2009. وأضاف: «يذكرني هذا الملف بالقضية التي فزت بها في المحكمة الدولية لجمهورية البوسنة والهرسك ضد يوغسلافيا لوقف ارتكاب الإبادة الجماعية ضد البوسنيين وكانت هذه المرة الأولى التي يفوز فيها أي محام أو دولة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية». وأكد المحامي الدولي على أن الكيان الصهيوني «لن يفوز» لأن حجته الأساسية هي «الدفاع عن النفس» وقد رفضت المحكمة الدولية تلك الحجة مسبقا، قائلة إن الكيان الصهيوني هو المحتل للأراضي الفلسطينية وليس لديه الحق في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي أو المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة ضد شعب محتل. وكانت جنوب إفريقيا قد قدمت في 29 ديسمبر الماضي، طلبا لدى محكمة العدل الدولية لإقامة دعوى قضائية ضد الاحتلال الصهيوني، وذلك على خلفية سلسلة انتهاكاته خلال عدوانه المتواصل على قطاع غزة، فيما حددت المحكمة يوم 11 من شهر جانفي الجاري موعدا لأولى جلساتها للنظر في الدعوى التي رفعتها.