لا يزال السكان القاطنون في المحتشدات الاستعمارية بعنابة يكابدون مرارة العيش رغم مرور 50 سنة على استقلال الجزائر وسط الصمت الرهيب لسلطات المحلية في التكفل بهذه العائلات بمنحهم سكنات اجتماعية لائقة تنهي معاناتهم التي دامت لسنوات معرضين للأوبئة ، ومختلف الأمراض خاصة مع حلول فصل الصيف. حيث أحصت ولاية عنابة أكثر من 5000 عائلة تقيم في الحشر في عشرات المواقع من أحياء ‹›لاصاص›› الاستعمارية، موزعة عبر سبع بلديات، أبرزها ب سيدي سالم التابعة لبلدية البوني ، والجسر الأبيض وسط المدينة، ينتظرون الاستفادة من سكنات اجتماعية ضمن البرنامج الوطني للقضاء على السكنات الهشة ، لكن هؤلاء السكان طرقوا جميع الأبواب دون أي استجابة من قبل السلطات المعنية التي تعدهم في كل مرة بمنحهم سكنات في الحصة المقبلة. هذا و يعيش هؤلاء السكان في ظروف صعبة للغاية وسط الفيضانات والأمراض المتنقلة عبر المياه والأوبئة الناتجة عن التلوث والتعفن ، كذالك حرارة القصدير في فصل الصيف التي تتسبب في إغماءات خاصة وسط الأطفال ، بالإضافة إلى تفشي الآفات الاجتماعية خاصة بمحتشد سيدي سالم بتفشي المخدرات والاعتداءات. يرجع سبب زيادة عدد سكان المحتشدات إلى تقصير مصالح البلديات في متابعة وتهديم السكنات التي يستفيد أصحابها، حيث تشغل من جديد لاعتمادها في الإحصاء و»البزنسة» في السكن ، رغم تخصيص حصص سكنية لفائدة هذه عائلات القاطنة في المحتشدات إلا أن العدد يبقى غير كافيا لكثرتها وعدم متابعتها وإحصائها بشكل جيد ،حيث لا تعدى نسبة الحصة الموجهة لهؤلاء 10 بالمائة من حجم الصيغ الموجودة سواء في السكن الاجتماعي الإيجاري أو الريفي. كما تعد نقص الفاعلية في انجاز المشاريع السكنية ونقص الأوعية العقارية ، بالإضافة إلى عزوف المقاولات على انجاز بسبب عدم استقرار أسعار مواد البناء ، احد العوامل التي أدت إلى تأخر انجاز 3 آلاف سكن اجتماعي، موجهة للقضاء على السكن الهش. ضف إلى ذلك السياسة المحلية العرجاء المنتهجة في توزيع السكنات ،و التي تخضع دائما إلى حساسية الشارع كاحتجاجات ،ويبقى استمرار تأجل توزيع السكنات يزيد من تعقيد المشكلة ، وتذكر مصادر رسمية ل» النصر « أن أزيد من 2000 وحدة سكنية ضمن مختلف الصيغ مغلق مند سنوات لم يتم توزيعها.