أكد رئيسا غرفتي البرلمان صالح قوجيل و إبراهيم بوغالي، أمس، متانة العلاقات الجزائرية الموريتانية، وابرزا الدور الذي تلعبه الجزائر في حماية الشعب الفلسطيني من جرائم الإبادة والتهجير، وكذا مبادئها الدبلوماسية الراسخة القائمة على إحقاق حقوق الشعوب والانتصار لقيم العدالة، وذلك في لقائين برئيس الجمعية الوطنية للجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد بمب مكت. وبالمناسبة، أكد السيد قوجيل على «الوتيرة المتسارعة والعزيمة المتبادلة التي تحدو سلطات البلدين، والهادفة إلى دفع التعاون الاقتصادي، على غرار السوق الحرة بين البلدين وفتح المعابر الحدودية، بالإضافة إلى الطريق البري الرابط بين ولاية تندوف ومدينة الزويرات الموريتانية، والتي تشكل نموذجا يحتذى به في التعاون البيني بين دول المغرب العربي خاصة والقارة عموما». وفق ما أكده بيان للمجلس. من جانبه، أشاد رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية بمستوى «علاقات التعاون المميزة بين البلدين، والتي تعرف تكثيفا في الزيارات رفيعة المستوى»، وهو ما سيعود --كما قال-- ب»النفع والخير على البلدين والشعبين الجزائري والموريتاني ومن خلالهما شعوب المنطقة والقارة». وفي هذا السياق، ذكر السيد قوجيل بمبادىء الدبلوماسية الجزائرية «المبنية على عدم الانحياز والموائمة للموروث النوفمبري الخالد، والتي تحث على نبذ العنف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتغليب الحلول السلمية في تسوية الخلافات»، مبرزا «المكانة التي تحظى بها القضية الفلسطينية لدى قيادة البلاد ولدى الشعب الجزائري» مع التأكيد على ضرورة «توحيد الصف الفلسطيني تأسيا بثورة نوفمبر 1954». وفي هذا السياق، أشاد رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية ب»الدور الذي تقوم به الجزائر، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، من خلال عضويتها بمجلس الأمن الدولي للفترة 2024-2025»، مثمنا مقترح الجزائر بعقد اجتماع حول «التهجير القسري للفلسطينيين، والذي لقي اجماعا ينم عن احترام وتقدير جمعي لدور الجزائر». وبخصوص القضية الصحراوية، جدد السيد قوجيل «موقف الجزائر الثابت تجاه هذه القضية العادلة، انطلاقا من مبادئها الدبلوماسية المناهضة للاستعمار والداعية إلى القضاء على أخر مستعمرة بالقارة الافريقية». كما تطرق إلى «خطورة الانتهاكات الموثقة دوليا في الأراضي الصحراوية المحتلة على أمن دول المنطقة وعلى استقرارها واقتصاداتها». من جهته نوه رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، بمستوى العلاقات الأخوية التي تجمع الجزائروموريتانيا، وذلك لدى استقباله لنظيره محمد بمب مكت، والوفد المرافق له. ولدى تطرقه إلى المسائل الدولية، أكد السيد بوغالي أن ما يرتكب بحق الفلسطينيين سيبقى وصمة عار في جبين الإنسانية، ولفت إلى أن الجزائر تبذل جهودا كبيرة لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية والتهجير القسري وذكر بأنها عملت أيضا من خلال رئاستها اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لإسماع صوت هذه المنظمة بشكل قوي يدين الاحتلال الصهيوني ويدعو إلى وقف عدوانه على الشعب الفلسطيني. وأما بالنسبة لقضية الصحراء الغربية، فقد جدد السيد بوغالي التذكير بأن الجزائر لا أطماع لها في هذا الإقليم المحتل، وأردف بأن هذه القضية لا تزال مسجلة بالأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار وأضاف بأن الجزائر حريصة على تمكين الشعب الصحراوي من حقه المشروع في تقرير مصيره وفق اللوائح الأممية. واختتم بوغالي موضحا أن التوترات المشهودة على الصعيدين الإقليمي والدولي وما ينجر عنها من تحديات تفرض على البلدين تبني مقاربات مشتركة تستنير أكثر من أي وقت مضى بمبدأ وحدة المصير. من جانبه، أكد رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية أن العلاقات بين البلدين عرفت منحى تصاعديا لاسيما بعد زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الجزائر سنة 2021 وما أسفرت عنه من مخرجات في غاية الأهمية على غرار التوقيع على عديد الاتفاقيات. وتابع أن بلاده تعطي الأولوية للتعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي والثقافي لاسيما مع الجزائر وأردف بأن كل ما يجري في المنطقة لن يؤثر على العلاقات الأخوية بين البلدين مشيرا إلى أن موريتانيا تنظر بعين الفخر لما حققته الجزائر ورئيسها السيد عبد المجيد تبون لصالح المنطقة من جهة استقرارها ودفاعا عن القضايا العادلة في العالم. وأما على الصعيد الدولي، فقد أكد رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية أن بلاده كانت من أوائل الدول التي أدانت العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ونوه بأن الجزائر من الدول الإسلامية القادرة على تقديم الدعم اللازم للقضية من موقعها كدولة وازنة تمتلك ديبلوماسية ديناميكية وقد أثبتت ذلك حينما دعت مجلس الأمن للنظر في مسألة التهجير القسري للفلسطينيين. وأما بخصوص الصحراء الغربية، فقد نفى رئيس الجمعية الوطنية وجود أي أطماع لبلاده في هذا الإقليم وأكد أن موريتانيا تحترم اللوائح الأممية وتأمل بإيجاد حل لهذه القضية. وعقب المحادثات الرسمية التي جمعت رئيس المجلس الشعبي الوطني، مع نظيره الموريتاني وقع المسؤولان على بروتكول إطار للتعاون البرلماني بين الهيئتين التشريعيتين. الذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين برلماني البلدين من خلال تبادل الزيارات وتنسيق المواقف والتكوين وغيرها وقد نصت هذه الوثيقة في أحد بنودها على استحداث لجنة برلمانية كبرى تجتمع سنويا برئاسة أحد الرئيسين.