جاب الله يأفل في مسقط رأسه والآفلان بخمس مقاعد بسكيكدة حصدت جبهة التحرير الوطني بولاية سكيكدة خمسة مقاعد من أصل 11 مقعدا في الانتخابات التشريعية بما يمثل 32 ألف صوت (17.78 بالمائة) محافظة بذلك على ريادتها التي كرستها منذ 1997، يليها الأرندي بثلاثة مقاعد ب 19 ألف صوت(9.97 بالمائة)، مضيفا مقعدا بالمقارنة مع رصيده في تشريعيات 2007 التي حصل فيها على مقعدين. و أظهرت النتائج النهائية مفاجأة من العيار الثقيل للتيار الإسلامي الذي تدحرج بشكل كبير حيث أفل نجم أحزاب تكتل الجزائر الخضراء ولم يظهر أثر لحركة التغيير، وتقلص تمثيل جاب الله بمسقط رأسه إلى مقعد واحد حصل عليه بشق الأنفس ب 13 ألف صوت (6.23 بالمائة) في حين حافظ حزب العمال على حصته السابقة بمقعدين وبنفس عدد الأصوات (6.77 بالمائة). وتبعا للنتائج المحصل عليها فإن ناخبي سكيكدة غيّروا كليا الواجهة الانتخابية وأسقطوا كل الاسماء التي كانت تمثلهم في العهدة السابقة على غرار بوحجة وبوالريش ومبيروك ونواري وفاضل وغيرهم أو الذين حاولوا البحث عن عهدة جديدة على غرار قلعي، وتبعا لذلك فان ممثلي سكيكدة في العهدة المقبلة من الآفلان هم رحيم هشام وخطابي عبد الرحمن ومرابط بصالح ومطلاوي فاروق وتومي نبيلة، ومن الارندي فؤاد بن مرابط وسيساوي حسين وبلعطوي زهيرة ، ومن العمال وزعير السعيد وبولعشب نورة، ومن جبهة العدالة والتنمية بورورو مسعود . والملاحظ على هذه النتائج وعلى خلاف ما توقعه البعض هو أفول نجم حركة جاب الله بمسقط رأسه فقد ظل مند 1987 الرقم الصعب لكل الأحزاب والحاضر الأكبر في مختلف الاستحقاقات الوطنية والمحلية وكان يتوقع منه أن يكرر فعلته هذه المرة ويناصف الافلان الريادة لكنه خيب الآمال وظل إلى آخر دقيقة في تجاذب كبير للظفر بمقعد واحد يحفظ له ماء الوجه مع تكتل الخضراء وأحزاب أخرى, هذا الذي فاجأ الكثيرين لم يفاجئ ملاحظين آخرين قالوا إن تجربة حركة الإصلاح التي كان يتزعمها جاب الله سابقا في تسيير الشأن المحلي مند 2002 ولائيا وبلديا قد أفقدها بريقها عند الناخب وجعل قطاعا كبيرا من الناخبين يحجم عن الإدلاء بصوته لصالحها بدليل النتائج الهزيلة التي تحصل عليها جاب الله ذاته في الانتخابات الرئاسية لسنة 2004 بمسقط رأسه ولاية سكيكدة وهي آخر مرة يحتك فيها جاب الله والمناصرين له مع الناخب بعد أن قاطعوا انتخابات 2007 و 2009 . كما أن تحالف الجزائر الخضراء الذي تفاءل أنصاره من الأطراف الثلاثة كثيرا قد فاجأ الجميع بعودته بخفي حنين وعجزه حتى عن الظفر بهدف الشرف ومقعد حفظ ماء الوجه. ويبدو أن هناك عوامل كثيرة سببت هذا الفشل الذريع أبرزها عدم وجود دراسة موضوعية لترتيب القائمة بشريا فحمس لم تقدّم أفضل ما عندها بعد ان انسحب الكثير من مرشحيها ذوي الأوزان الثقيلة في آخر لحظة عندما علموا أنهم سيرتبون في المرتبة الثالثة, وحركة الإصلاح لم ترشح عكوشي على مستوى القواعد بعد أن جربته سنة 2007 ولم تجد فيه الحصان الرابح بل رشحت الأستاذ الجامعي بوزيد قبل أن يجرى تعديل على القائمة على المستوى المركزي بتثبيت الأول مرشحا عنها، والسبب الثالث أن التكتل لم يعط أهمية للأعراش وخارطة ثقل للحركات الثلاث ولائيا مما تركها غير متجذرة شعبيا وغير متبناة من أي دائرة أو بلدية. للإشارة فقد عرفت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية بولاية سكيكدة ارتفاعا بوصولها إلى48.65 بالمائة في مقابل 41.51 في التشريعيات السابقة. و سجلت أعلى نسبة ببلدية فلفلة ب 61.01 بالمائة، فيما سجلت أضعف نسبة ببلدية تمالوس ب 31.04 بالمائة. و قد شهد مقر اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات اعتصاما لعشرات المناضلين من حزب جبهة الجزائرالجديدة، احتجاجا على اعتبروه تزويرا في احتساب عدد الأصوات لصالح الحزب، و طالبوا بحضور المراقبين الدوليين و بتدخل السلطات الولائية لاسترجاع مقعد هو من حقهم.