الاحتلال يدمر أحياء بالكامل ويجعلها غير صالحة للحياة كشف انسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من بعض الأحياء التي توغل فيها بشمال غزة ،حجم الكارثة والدمار الواسع الذي طال البنايات والبنية التحتية والطرقات وشبكات الكهرباء ومياه الشرب وقنوات الصرف، وتفاجأ مواطنون حاولوا العودة إلى ديارهم بعد انسحاب قوات جيش الاحتلال من هول الكارثة والدمار الذي طال كل شيء، في أبشع حرب عرفها التاريخ. ويندرج هذا الدمار الواسع لأحياء بالكامل في شمال غزة من طرف جيش الاحتلال في إطار جعل مناطق شمال غزة خالية من السكان وغير صالحة للحياة، بحيث بعد فشل الكيان الصهيوني في تنفيذ مخطط التهجير القسري للسكان، وتمسك أهل غزة بأراضيهم رغم القتل والدمار والحصار والتجويع، انتقل الاحتلال إلى مخطط ثان وهو التدمير الشامل للأحياء السكنية وجعلها غير صالحة للحياة، لكن تمسك الفلسطينيين بأرضهم جعلهم يفشلون كل مخططات الكيان الغاصب، ونقلت تقارير إعلامية أمس صورا لعائلات من شمال غزة عادت إلى مساكنها، ووضعت ما بقي لها من أغراض وسط ركام المنازل المهدمة، مؤكدين تسمكهم بأرضهم مهما كانت الضريبة. وفي هذا الإطار كشف ملخص المشهد اليومي الذي يصدره المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن تدمير جيش الاحتلال الصهيوني 360 ألف وحدة سكنية بين تدمير جزئي وكلي منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي، من بينها 75600 وحدة سكنية تعرضت لتدمير كلي، وقدر العدد الإجمالي للوحدات السكنية التي تأثرت جراء العدوان ما بين الهدم الكلي والجزئي وغير صالحة للسكن ب 72 بالمائة، كما قدرت حركة حماس حجم الأضرار في المباني والأبراج السكنية ب 3.6 مليار دولار، إلى جانب مليار دولار قيمة الأضرار في البنية التحتية. وفي السياق ذاته كشف ملخص المشهد الفلسطيني عن تدمير جيش الاحتلال 70 بالمائة من شبكات نقل وتوزيع الكهرباء، وقدرت قيمة الخسائر ب 80 مليون دولار، كما دمر الاحتلال 65 محطة ضخ مياه الصرف الصحي التي توقفت عن التشغيل، مما يزيد ذلك من مخاطر تفشي الأمراض، وفي نفس الوقت دمر الاحتلال 60 بئرا للمياه، مما ساهم في زيادة أزمة العطش ونقص مياه الشرب، إلى جانب توقف 76 بئرا ومحطتين لمياه الشرب و15 محطة لضخ مياه الصرف الصحي عن العمل بسبب نفاذ الوقود، كما قدرت حركة حماس قيمة الخسائر التي طالت المنشآت الاقتصادية والحكومية والأهلية ب 4 مليار دولار، بالإضافة إلى 200 مليون دولار خسائر طالت القطاع الزراعي و 400 مليون خسائر القطاع الخاص. وعلى صعيد الوضع الإنساني في غزة يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب المزيد من المجازر في حق المدنيين العزل، وقصف المنازل فوق رؤوسهم، وحصار المستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وفي هذا السياق كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني ما يقارب 100 مجزرة أدت إلى استشهاد أزيد من ألف شخص وألفي جريح منذ صدور قرار محكمة العدل الدولية الذي طالب المحتل بوقف القتل والتدمير، ومنع كل الأعمال التي تؤدي إلى ارتكاب إبادة جماعية، ويواصل بذلك الكيان الصهيوني تجاوزه لكل القوانين الدولية في ظل الدعم الذي يجده من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوربية التي سارعت مباشرة بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية إلى تجميد دعمها لوكالة الأونروا التي تقدم المساعدات الإنسانية لما يقارب 2 مليون فلسطيني في غزة، عوض أن تضغط على الكيان الصهيوني لتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية. في سياق متصل كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس عن ارتكاب جيش الاحتلال في اليوم 120 من العدوان المتواصل 12 مجزرة ضد العائلات راح ضحيتها 107 شهيد و165 إصابة خلال 24 ساعة ، كما لايزال عدد من الضحايا تحت الركام بعد منع قوات الاحتلال الدفاع المدني من الوصول إليهم، وارتفعت حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان إلى 27238 شهيد و66452 إصابة. وبخصوص المفاوضات الجارية لوقف العدوان وإبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى، كشف بيان لحركة حماس أمس عن اتصال أجراه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية جميل مزهر، وتم استعراض في هذا الاتصال التطورات الميدانية والسياسية التي تمر بها الساحة الفلسطينية، وخاصة معركة طوفان الأقصى، كما تم التشاور حسب بيان حركة حماس حول المبادرات لإنهاء العدوان على غزة، وتم التأكيد على أن دراسة المقترح الجديد لوقف إطلاق النار يرتكز على أساس أن تفضي أي مفاوضات إلى إنهاء العدوان كليا، وانسحاب جيش الاحتلال إلى خارج القطاع، ورفع الحصار ، وإدخال كافة متطلبات الحياة للشعب الفلسطيني، وإنجاز صفقة تبادل متكاملة. من جهة أخرى أدانت أمس حركة حماس القصف الأمريكي الذي طال العراق وسوريا، واعتبرت الحركة هذا القصف تصعيدا خطيرا وتعديا على سيادة البلدين، وتهديدا لأمنهما واستقرار المنطقة، كما يخدم أجندة الاحتلال التوسعية والتغطية على جرائمه المروعة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وحملت حركة حماس إدارة الرئيس بايدن تبعات هذا القصف الذي يصب الزيت على النار، وأكد بيان الحركة بأن المنطقة لن تشهد استقرارا أو سلاما إلا بوقف العدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وإنهاء الاحتلال الصهيوني النازي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، ودعت الحركة الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى احترام سيادة الدول ومصالح الشعوب العربية التي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة تتم على مرأى ومسمع العالم أجمع. نورالدين ع