أحمد فاضلي.. أربعون سنة في خدمة الإعلام فتحت قسنطينة أمس دفاتر المجاهد الإعلامي أحمد فاضلي، الذي كان صاحب مسيرة في النضال والإعلام كما أكد المشاركون في ندوة تكريمية حضرتها عائلته. جاءت الندوة التكريمية تحت شعار «من الجزائر إلى أقصى حدود العالم»، ونظمت في إطار الاحتفال بيوم الشهيد، نشطها الروائي والإعلامي مراد بوكرزازة رفقة الابنة البكر للمجاهد الإعلامية سهام فاضلي، وحضرها أفراد من عائلته فضلا عن الأسرة الفنية والثقافية القسنطينية، وبهذه المناسبة قالت رئيسة المكتبة العمومية الوطنية مصطفى نطور، وافية درواز، بأن الاحتفاء بالشخصيات النضالية الجزائرية، هو حفاظ على الذاكرة وتجديد الوفاء لها. وبحسب الروائي والإعلامي مراد بوكرزازة، فإن أحمد فاضلي يعد من أعمدة الإعلام السمعي الجزائري، أنجز عددا مهما من المخطوطات تحدثت عن الأناشيد الحماسية التي كان ينقلها عبر الأثير لشحذ همم المجاهدين، كما خدم فاضلي الإذاعة الوطنية طوال أربعين سنة من حياته وقد كان قسم الأخبار بالقناة الوطنية منزلا له، أين أشرف على نشرات الأخبار هناك. يضيف بوكرزازة، بأن نجم الإعلامي لمع كمُحاور لعدد كبير من السياسيين والمثقفين من دول العالم الثالث، ومنظمة عدم الانحياز وغيرها من الأسماء الكبيرة على غرار رئيس دولة الاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، والزعيم الثوري تشي غيفارا، كما يحفظ له أثير الإذاعة حوارات مع مجموعة كبيرة من المثقفين العرب، كالكاتب والمفكر مصطفى العقاد، وجمال الغيطاني، فضلا عن فنانين مشهورين لاسيما المطربة أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، ولعل أكثر ما اشتهر به وفقا لما ذكره منشط الجلسة، أنه كان أول من قرأ بيان الاستقلال. أوراسي مولع باللغة العربية واشتهر ابن ولاية خنشلة المجاهد أحمد فاضلي، بولعه باللغة العربية وغيرته عليها كما كان حافظا للقرآن الكريم وسليل عائلة عُرفت بخدمتها للعلم، و قالت ابنته الإعلامية سهام فاضلي، بأنه اهتم أيضا بغرسها في أبنائه الذين يتقنونها جيدا، مثلما غرس فيها من بين إخوتها حب الميكروفون، حيث استرجعت بعض ذكرياتها عندما كان يأخذها معه لتسجيل دروس اللغة العربية للجيش الوطني الشعبي، في المحافظة السياسية في غرمول بساحة أول ماي، وقد كان فاضلي يحب الفن الأصيل أيضا ويهتم به. وعرفت الجلسة شهادات لزملاء الإعلامي ومن عرفوه، على غرار الإعلامي وكاتب القصص عبد العزيز غرمول، الذي عاد بالحضور من الناشطين الثقافيين والفنيين، إلى ما قال عنه بأنه كان العصر الذهبي للإعلام السمعي، مضيفا بأن المستمعين كانوا يطربون بالاستماع لأصحاب الفخامة الصوتية ممن صنعوا الإعلام منذ فجر الاستقلال على رأسهم أحمد فاضلي، الذي وصفه بأنه كان خجولا بشوشا ذو حضور أثيري ماتع ولغة فخمة، صنع أجيالا من أبناء الإذاعة تقاسم معهم نصائح وخبرة في المجال. خدم الثورة وحمل السلاح من تونس وحملت مسيرة فاضلي مشاركته في الثورة التحريرية، و يقول الإعلامي مراد بوكرزازة، بأنه كان من أوائل الملتحقين بها وقد كان نشيطا جدا ووطنيا زار عواصم أوروبية وعربية كثيرة حاملا صوت الثورة وعائدا إلى الجزائر بالذخيرة والسلاح لمحاربة الاحتلال. وأضاف، بأن الرجل كان يفتخر بانتمائه إلى وطنه مادا جذوره إلى الخارج وكان في كل أسفاره يدافع عن الجزائر، وأردف بأن هذه الشخصية المتفردة ما تزال تعطي دروسا كثيرة خصوصا تلك التي يستقي منها الإعلاميون عبرا في الدفاع عن الوطن بالصوت والقناعات، والتفاني في العمل، وعقب المتحدث بأن الإعلامي الجزائري يجب أن يتميز بالإبداع في عمله وتحري الصدق والمصداقية.