احتضنت أول أمس، دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن من مارس، وقد شهدت الفعالية نشاطات متنوعة جمعت نساء من مختلف المجالات، كما أُقيم معرض للفنون والحرف و إبداعات النساء في صناعة قطع الديكور والحلويات التقليدية، فضلا عن الحلي والإكسسوارات العصرية، و شهدت المناسبة تقديم قراءات شعرية ومداخلات أدبية مناصرة للقضية الفلسطينية. وعرف الحفل الذي أشرف عليه والي الولاية، تكريم نساء من مختلف القطاعات ، وذلك إشادة بالدور الذي يقمن به في سبيل خدمة الوطن، فضلا عن تقديم شهادات استفادة في إطار القرض المصغر لصاحبات مشاريع في مجالات مثل الطب و صناعة الحلويات العصرية و الصيدلة و الإطعام السريع. كما ضم المعرض النسوي، أنشطة وحرفا متنوعة مزجت بين الفن والتشكيل و صناعة الفخار واللباس التقليدي والحلي، وأخرى لصناعة الحلويات العصرية والتقليدية، و الشموع العطرية، وفن الطرز و»الكروشيه»، والمنتجات الغذائية الصحية. وأكدت حرفيات للنصر، أن الفرص باتت متاحة اليوم أمام النساء للإبداع و النجاح سواء بالنسبة للنساء الماكثات في البيت أو للعاملات، ذلك لأن الدولة الجزائرية أقرت صيغا لدعم المشاريع المصغرة ووضعت هياكل كافية لتوجيه حاملات الأفكار و تيسير دخولهن عالم المقاولاتية والمشاريع على كافة المستويات، وفي هذا السياق وصفت السيدة ليلى قيطوني، حرفية في مجال الماكرامي وصناعة الحلويات التقليدية والعصرية الصحية، المرأة بأنها بركان من المواهب، قائلة بأن بناتها أيضا يساعدنها في إدارة مشاريعها المصغرة، وأضافت بأنها امرأة متعددة المواهب تحب أن تتفنن في كل ما تقدمه، حصلت على شهادات عليا و مارست وظائف مرموقة، لكنها اختارت في النهاية أن تبني لنفسها عالما خاصا عماده الحرف. و قالت الحرفية مفيدة لوصيف، بأن للمرأة أدوارا متعددة داخل وخارج البيت، لهذا قررت امتهان حرفة التقطير التي تعلمتها عن جدتها ووالدتها، ثم طورت مشروعها وأضافت إليه تقطير الأعشاب الطبية، مثل الزعتر والشيح لتتعاقد فيما بعد مع صيدليات وأطباء، ووجهت الحرفية رسالة إلى كل النساء الماكثات في البيت بأن يكتشفن مهاراتهن وقدراتهن، ثم يخترن مجالا يبرزن فيه إبداعاتهن، مردفة بأن كل المواد التي يحتجنها سواء في الصناعة اليدوية أو الإنتاجية أصبحت متوفرة، وقالت لوصيف بأن المرأة الحرفية يجب أن تشارك أيضا في تعليم الحرف للشابات وذلك للمحافظة على الموروث والعادات والتقاليد. فيما اعتبرت نور الهدى حرفية في صناعة الشموع المعطرة، بأن المرأة تحب أن تكون مستقلة عكس ما كانت عليه سابقا، لذلك ترى بأنه يجب عليها المضي قدما في طريق تحقيق أحلامها خصوصا وأن كل الظروف متاحة حاليا، مضيفة بأنها رفضت الاستسلام للبطالة بعد التخرج، لذلك اختارت التخصص في مجال صناعة الشموع العطرية. شاعرات الجزائر يقفن في صفوف المقاومة وللشعر النسوي نصيب في يومهن العالمي، حيث جسدت كلمات المرأة الشاعرة الجزائرية المقاومة، ودمع قلمها لأجل الأم الفلسطينية الثكلى وتجلت في أبياتها روح حرائر الجزائر وفلسطين، وحضرت هذا النشاط الأدبي الذي رافق تظاهرة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، شاعرات قدمن قراءات شعرية ومداخلات أكاديمية. وقالت الشاعرة حسناء بروش، بأن المرأة الشاعرة من خلال هذه التظاهرة تعيد للأصوات روحانيتها وإنسانيتها المقدسة التي تستحقها بعيدا عمن يحاول تشييئها ومسخها وتشويهها، وتابعت بروش، بأنهن كشاعرات يحاولن الثبات و الإبقاء على كل ما يرسخ أنوثتهن وحريتهن وصوتهن وهويتهن الوطنية والقومية. فيما قدمت الأستاذة والناقدة الأدبية راوية يحياوي، مداخلة بعنوان «الذات والتمثل المركب للمقاومة في النص الشعري النسائي الجزائري»، التقطت فيها مشاهد من قصائد لشاعرات جزائريات وأسقطتها على الأحداث التي تشهدها غزة، وأوضحت يحياوي، بأن العملية الإبداعية لدى المرأة الشاعرة تخضع لثلاثية اعتبرتها مهمة، أول ركن فيها هو المحفوظ الشعري وهو ما خزنته في ذاكرتها، والثاني الذات والتجربة، قائلة إن الشاعرات العربيات يعشن الآن موضوعا واحدا هو المقاومة رغم اختلافهن في التعاطي معه. وأوضحت الناقدة أن اختيارها ربط الذات بالعملية الإبداعية جاء تماشيا مع هذا السياق، لمعرفة كيف تحيا المرأة الشاعرة مع موضوع المقاومة وما يسوقه من أحداث تستفز قريحتها الإبداعية. من جانب آخر أفادت الناقدة الأدبية، بأن الشعر النسائي الجزائري يعيش مرحلة تطورية تراكمية، كما أصبح يشكل اتجاهات شعرية متعددة، ووصفت هذه التجربة بأنها فتية، مرت بمجموعة من العوامل التي حققت لها التحول من هواجس الذات إلى النص المفتوح، لتكتب في الأخير نصا ناضجا.