حقّقت المرأة الماكثة في البيت مشاريع مصغرة جديرة بالاهتمام، لاسيما في ظل مرافقة عديد القطاعات وضمان التنسيق ميدانيا وهيكلة مشاريعها من حيث التكوين والدعم وحتى التسويق. من أجل ترقية التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي وكذا المحافظة على التنوع البيولوجي الذي تمتاز به المناطق الريفية خاصة الجبلية، تمّ تسليط الضوء على الدور التنموي للمرأة الريفية في إطار قطاع الصناعة التقليدية والحرف، باعتباره قاطرة التنمية الاقتصادية، من خلال مساهمته الفعلية في مجال التوظيف والإنتاج والاستثمار، وموفرا للاحتياجات الضرورية للمواطنين خاصة بالمناطق الريفية، التي تعتبر فيها المرأة جزءاً أساسيا في عملية تحقيق التنمية الشاملة وقدرتها على المشاركة، لأنّ ممارستها للنشاط الحرفي يمكِّنها من أن تصبح عنصرا فاعلا للنهوض بهذا القطاع، وهو ما دفع بالهيئات المعنية عن طريق برامجها في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال، بهدف تجسيد الفعل المقاولاتي واقعيا لمساعدتها في دفع عجلة التنمية. فقد كشف محمد بوشوشة رئيس مصلحة بمديرية النشاط الاجتماعي لترقية المرأة الريفية عن عدد العمليات التحسيسية، والتي تجاوزت 100 عملية في الأرياف مست 97 امرأة من بين المستفيدات من تحقيقات اجتماعية على جوانب حياتية مختلفة، ومعرفة دخلهن لخلق مصادر رزق لهن يعتمدن عليها، فيما وصل عدد المستفيدات من المتابعة النفسية والاجتماعية 300 سيدة، كما استفادت 134 عائلة من مساعدات تضامنية، وتلقّت عديد النسوة تكوينات ومساعدات في مجال إنتاج الزيوت النباتية العطرية والزيوت الأساسية الطبيعية وكذا إنتاج العسل الطبيعي. التّكوين يُكسب منتجاتها احترافية في ذات السياق، تقول السيدة بوطرفة زهيرة رئيسة منتدى جذور الثقافة والصناعات التقليدية والسياحية وأستاذة مختصة في حلويات، أنه أصبح للمرأة الحرفية دور هام وفعال خاصة بعد ما أولت سياسة الحكومة أهمية كبيرة لهذه الفئة لما لها من دور في تنمية الاقتصاد وتطويره، فالمرأة الحرفية تتموقع بشكل هام في برنامج الحكومة الحالي، حيث تشغل حيزا مهما خاصة في مجال صناعة الحلويات التقليدية والعصرية، إذ استفدن في هذا الإطار من برامج التكوين والتدريب والدعم وكذا الترويج والتسويق لمنتجاتهن، ونسبة النساء المهتمات بمجال الحلويات في تزايد مستمر، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال مشاركاتهن في العديد من الصالونات والمعارض الوطنية، وكذا المسابقات على المستوى الوطني والدولي. من جهة أخرى، أطلقت جمعية المساعي الخيرة النسوية من تبسة، مبادرة لمساعدة النساء الماكثات بالبيت للمساهمة في تحسين دخلهن وإعالة عائلتهن، أين تم فتح جناح خاص لهن بالسوق التضامني لرمضان تعرض فيه المنتجات المختلفة للمرأة الماكثة في البيت لاسيما المنتجات التقليدية، والتي تلقى رواجا كبيرا وطلبا من طرف الزبائن لجودتها وإتقانها.