قرار وقف إطلاق النار يجب أن يُطبق بحذافيره شدّد ممثل الجزائر الدائم بالأممالمتحدة السفير، عمار بن جامع، على أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير المتعلق بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ملزم ويجب أن يطبق بحذافيره. وأوضح بن جامع في كلمة له ألقاها خلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن حول فلسطين أن القرار رقم 2728 الذي صادق عليه مجلس الأمن الاثنين الماضي "يجب أن يطبق بحذافيره"، مذكرا بأن ميثاق الأممالمتحدة واضح بشأن الطابع الملزم للقرارات وهي ليست ملزمة جزئيا. وحذر بن جامع في هذا السياق بأن السلم والأمن الدوليين مسألتين خطيرتين للغاية ولا ينبغي تناولهما باستخفاف، مشددا على أنه إذا لم يكن الأمر كذلك فسيتم التشكيك حتى في وجود هيئة الأممالمتحدة، وجدد بالمناسبة دعم الجزائر الدائم للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش في مواجهة حملات التشهير التي تطاله. واستنكر ممثل الجزائر الدائم بالأممالمتحدة بقوة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من تقتيل وإبادة، وقال أن آخر اعتداء ضد غزة شكل فصلا جديدا في التاريخ الطويل للانتهاكات الصارخة والممنهجة لحقوق الشعب الفلسطيني، و أن الاعتداء الوحشي على غزة أثار مجزرة طالت كل من يتجرأ على الخروج من حدود القمع، مستدلا في ذلك بالحصيلة الثقيلة لعدد ضحايا العدوان الصهيوني التي بلغت أزيد من 32 ألف شهيد أغلبهم نساء وأطفال و أكثر من 72 ألف جريح و12 ألف معاق. وحول العدد الثقيل لضحايا العدوان الصهيوني من الأطفال قال بن جامع " من المروع أن نلاحظ أن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة يفوق العدد الإجمالي للأطفال المفقودين في جميع النزاعات العالمية في السنوات الأربع الماضية"، وأضاف يقول متأسفا "هذا عدوان على الأطفال واعتداء على البراءة". كما وصف العدوان الصهيوني بأنه اعتداء على مستقبل الشعب الفلسطيني ووجوده في وطنه، وأن "الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال قد تجاوزت كل الحدود التي يمكن تصورها". أما بخصوص الوضع الإنساني المأساوي الذي يكابده الشعب الفلسطيني في غزة جراء العدوان الهمجي فقد دق سفير الجزائربالأممالمتحدة ناقوس الخطر في هذا الجانب و أدان بقوة قرار قوات الاحتلال بمنع قوافل الأونروا من دخول شمال غزة، مؤكدا بأن الوكالة الأممية هي العمود الفقري للعمل الإنساني في غزة ولا يمكن الاستغناء عنها. وبعد أن ندد بحرب المجاعة التي تمارسها قوات الاحتلال دعا المتحدث إلى تحرك عاجل لتسريع جهود الإغاثة الإنسانية قبل أن يحوم خطر المجاعة كما تنبأ بذلك التقرير الأخير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي توقع حدوث مجاعة بحلول شهر ماي المقبل. وفي موضوع متصل ندد عمار بن جامع كذلك بسياسات الاستيطان غير الشرعية التي يقوم بها الاحتلال ودعا في هذا الجانب مجلس الأمن إلى بحث السبل العاجلة لضمان التنفيذ الكامل للقرار 2334 الذي تم التصويت عليه منذ ثماني سنوات قبل أن يتم تدمير أي احتمال لقيام دولة فلسطينية بسبب هيمنة المستوطنين والمستوطنات، معربا عن أسفه لأنه بالرغم من الإجماع الدولي على عدم شرعيتها إلا أنها لا تزال تتكاثر كل شهر. وفي نفس الإطار أدان تصعيد العنف الإرهابي من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين وتواطؤ قوات الاحتلال في تسليحهم في انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن الدولي رقم904، وبالمناسبة جدد دعم الجزائر الدائم والتزامها مع جميع الأطراف المعنية للحقوق على حقوق الشعب الفلسطيني. ونشير فقط بخصوص قرار مجلس الأمن الدولي حول الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة أن وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج كان قد أكد أول أمس في ندوة صحفية انطلاق المشاورات حول وضع آليات تنفيذيه أمس الأربعاء.