❊ الجزائر تدعم الأمين العام للأمم المتحدة أمام حملات التشهير ❊ لا بد من التحرك العاجل لتسريع جهود الإغاثة الإنسانية ❊ التزام الجزائر بالتعاون مع جميع الأطراف للحفاظ على حقوق الفلسطينيين أكد الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة، السفير عمار بن جامع، أمس، أن قرار مجلس الأمن الأممي 2728 المطالب بالوقف الفوري لإطلاق النّار في غزّة "يجب أن يطبّق بحذافيره"، مضيفا أن "ميثاق الأممالمتحدة واضح بشأن الطابع الملزم للقرارات وهي ليست ملزمة جزئيا". قال بن جامع، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن حول فلسطين، إن "السلم والأمن الدوليين مسألتان خطيرتان للغاية ولا ينبغي تناولها باستخفاف"، محذّرا بالقول "وإن لم يكن الأمر كذلك، فسيتم التشكيك حتى في وجود هذه الهيئة". وبالمناسبة جدّد مندوب الجزائر، التأكيد على دعم الجزائر الثابت للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمام حملات التشهير التي يتعرض لها. وقال إنه بمبادرة من الجزائر، تبنّاها باقي الأعضاء المنتخبون صادق مجلس الأمن الأممي يوم الإثنين الماضي، بمجموع 14 صوتا على قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النّار في غزّة، مشيرا إلى أن آخر اعتداء ضد غزّة شكل فصلا جديدا في التاريخ الطويل للانتهاكات الصارخة والممنهجة لحقوق الشعب الفلسطيني. وفي هذا الصدد أوضح السفير عمار بن جامع، أن الاعتداء الوحشي على غزّة أثار مجزرة طالت كل من يتجرأ على الخروج من حدود القمع، مستدلا بالحصيلة المذهلة لأكثر من 32 ألف قتيل في غزّة، خصت أساسا النساء والأطفال وأكثر من 74 ألف جريح و12 ألف معاق. واستطرد مندوب الجزائر بالقول "من المروّع أن نلاحظ أن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزّة يفوق العدد الإجمالي للأطفال المفقودين في إطار جميع النزاعات العالمية في السنوات الأربع الماضية"، مضيفا أن ذلك يعد اعتداء على مستقبل الشعب الفلسطيني ووجوده في وطنه، في حين أشار إلى أن "الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال قد تجاوزت كل الحدود التي يمكن تصورها". وبعد أن دق ناقوس الخطر حول الوضع الإنساني المتدهور في غزّة، أدان ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة "قرار قوة الاحتلال بعدم السماح لقوافل الأونروا بدخول شمال غزّة"، حيث وصف في هذا الشأن الوكالة الأممية بأنها "العمود الفقري للعمل الإنساني في غزّة" و"لا يمكن الاستغناء عنها"، مندّدا ب"حرب المجاعة". وفي هذا السياق يرى السفير بن جامع، أنه "لا بد من التحرك العاجل لتسريع جهود الإغاثة الإنسانية قبل أن يحوم خطر المجاعة كما تنبأ بذلك التقرير الأخير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي يتوقع حدوث مجاعة بحلول ماي 2024". كما دعا بن جامع، مجلس الأمن إلى "بحث السبل العاجلة لضمان التنفيذ الكامل للقرار 2334 قبل أن يتم تدمير أي احتمال لقيام دولة فلسطينية، بسبب هيمنة المستوطنين والمستوطنات"، حيث تأسف في هذا الصدد بالقول "على الرغم من الإجماع الدولي على عدم شرعيتها، إلا أن هذه المستوطنات لا تزال تتكاثر كل شهر بينما مجلس الأمن، عاجز عن تطبيق القرار 2334 الذي تم التصويت عليه منذ 8 سنوات". وأشار إلى أن "هذا القرار يدين بوضوح هذه المستوطنات باعتبارها انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وعائق كبير أمام إقامة دولة فلسطينية"، مشيرا إلى أن "عدد المستوطنين تضاعف أربع مرات منذ التسعينيات ليصل إلى أكثر من 950 ألف شخص اليوم". وتساءل بن جامع، في هذا الصدد عن مصير هؤلاء الوافدين الجدد على الأراضي الفلسطينية، وعن الكيفية التي يتوقع أن تصبح الدولة الفلسطينية في خضم توسع المستوطنات والتغيرات الديموغرافية الجارية"، مشيرا إلى أن "هذه الاستراتيجية التوسعية واضحة"، وتهدف إلى "تغيير المشهد الديموغرافي وطابع الأراضي الفلسطينية المحتلّة". وبعد أن أدان تصعيد العنف الإرهابي من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين، ندّد الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة، بسلطات الاحتلال بسبب تواطئها في تسليح هؤلاء المستوطنين في انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 904،وخلص إلى التأكيد على دعم الجزائر الدائم والتزامها بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وتمكينه من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلّة عاصمتها القدس الشريف.