الدكتور جون ستون يدعومن قسنطينة رجال الدين من مختلف الديانات إلى النقاش قال الدكتور جون ستون من جامعة باريس المتعددة الاختصاصات أن مجموعة رجال الدين من مسلمين و مسيحيين و يهود و غيرهم لا يزالون بعيدين عن النقاش الأكاديمي الدائر في كبريات المراكز العلمية حول النقاط المشتركة بين الدين و العلم، قائلا أن الحوار بين المنهج الديني و المنهج العلمي في التفكير هو الوسيلة الوحيدة الباقية لعلاج حالة "الشكيزوفرينيا" فصام الشخصية التي تعتري الكثير من الناس المتدينين الذين يتعاملون مع نتائج العلوم الحديثة بحيرة. المحاضر خلال اليوم الأول من الملتقى الدولي المنظم بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة قال أن العلاقة بين الدين و العلم تميزها أربعة مواقف حاليا الأول موقف تصادمي يرفض بشكل قاطع الربط بين العلم و الدين و يقول بأهمية العلم و من دعاته ريتشارد داوكنز و هارون يحيى على النقيض منه، أما الموقف الثاني فيفصل بين الدين و العلم على نسق مقولة غاليلي الشهيرة ان الدين يرينا الطريق إلى السماء أما العلم فيرينا كيف تسير السماء، و الموقف الثالث يريد تشكيل الدين و العلم في كيان واحد بإدماج العلم في الدين و هو الذي يرى أن النصوص المقدسة فيها حقائق لا تزال خافية على العلم و يعتقد هؤلاء أن الحقيقة المطلقة موجودة في الدين كمنتوج سماوي علوي لا يأتيه الباطل، و لكن الموقف الجديد القائل بالحوار بين الدين و العلم هو ما نتج عن تطور العلوم التجريبية و الفيزيائية و علم الأحياء و يحتاج لتدعيمه إلى اهتمام رجال الدين به و مشاركتهم في نقاشاته، كي لا تطغى الرؤية التصادمية على العلاقة بين المفهومين الديني و العلمي للحياة و الكون و نشاط الإنسان بصفة عامة. الدكتور جون ستون قال ان العديد من المشتغلين على الفرع الأكاديمي الحديث في الجامعات الأمريكية و البريطانية الباحث في العلاقة بين الدين و العلم يرون ان التطور المذهل للعلم الحديث من تجارب الاستنساخ و المنتجات المعدلة وراثيا، و أبحاث الخلايا الجذعية ترك المتدينين في حيرة كبيرة و أعاد طرح تساؤلات عمقت الفجوة بين الدين و العلم. الدكتور نضال قسوم نجل رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و العامل بالجامعة الأمريكية في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة قام بتقديم مداخلة مسجلة عبر الفيديو للدكتور دنيس ألكسندر من جامعة كمبردج الإنكليزية تضمنت أهمية الدراسات الأكاديمية لعلاقة الدين بالعلم و خاصة ما تقوم به الجامعة البريطانية العريقة من بحوث حول الموضوع من مخبر مايكل فاراداي الذي يرأسه المتحدث و هو متخصص في علوم الوراثة، قال أن الإهتمام بالعلاقة بين الدين و العلم تزايد كثيرا عما كان في الستينات و من البحوث التي يقوم بها مركز فاراداي للحوار بين الدين و العلم في كمبردج حاليا التأثير الروحاني في رسم السياسات العلمية و التعليمية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، و بحث آخر حول الانطباع العام للكوارث الطبيعية عند الناس العاديين و رؤيتهم لتلك الكوارث. الدكتور أحمد جبار وزير التربية الوطنية السابق تطرق في محاضرته للعلاقة بين الدين و العلم في القرون الأولى من الحضارة الإسلامية منذ القرني الثامن قائلا أن الدين لم يعارض حينها استعمال الوسائل العلمية للإجابة على تساؤلات طرحت بحدة وقتها لأنها مرتبطة بالممارسات الديني مثل تحديد القبلة و مواقيت بداية الشهور القمرية و تحديد أوقات الصلاة و ما تلاها من وضع جديد للرزنامة الإسلامية المعتمدة على الشهر القمري في التقويم الزمني، و قال الدكتور جبار أنه غير متخصص للإجابة على سؤال حول مقدرة المسلمين اليوم على مواكبة النقاش الذي طرحه الدكتور جون ستون و الاستجابة لدعوته من طرف العلماء المسلمين من فقهاء الشريعة العارفين بما بلغه العلم الحديث من تطور. الملتقى يتواصل اليوم بمناقشة تأثير علم الفلك و علم الكونيات على الدين اليوم من تقديم الدكتور برينو غيداردوني من مرصد ليون الفلكي و الذي اعتنق الاسلام مؤخرا و صار يحمل اسم عبد الحق.