من المنتظر أن تدخل أكبر وحدة لصناعة كربونات الكالسيوم على المستوى الوطني بولاية قسنطينة مرحلة الإنتاج في الأسابيع المقبلة، حيث أكد الرئيس المدير العام لمجمع مناجم الجزائر «سونارام» أمس، بأن المصنع سيساهم بشكل كبير في تقليص فاتورة الاستيراد، مع توفير مواد ذات جودة عالية تستخدم في الصناعات الصيدلانية والورق وكذا الطلاء، وأخرى تتعلق بمواد غذائية موجهة للإنسان والحيوانات. ووقف الرئيس المدير العام لمجمع مناجم الجزائر «سونارام»، محمد صخر حرامي، في زيارة ميدانية إلى المشروع بالمنطقة الصناعية ببلدية ابن باديس، على وضعية تقدم الأشغال بمصنع كاربونات الكالسيوم، حيث ذكر بأن الزيارة تأتي في خضم تجسيد الإستراتجية المعتمدة من قبل وزارة الطاقة والمناجم الرامية إلى تثمين المواد المنجمية والأولية، فيما ذكر، بأن أهمية المصنع تكمن في إنتاجه 100 ألف طن من المواد المثمنة من كاربونات الكالسيوم الموجهة إلى عدة صناعات، من بينها البلاستيك والطلاء والورق وكذا الصناعات الصيدلانية، بالإضافة إلى الصناعات المتعلقة بالمواد الغذائية. وتتجسد الأهمية أيضا، مثلما أكد المسؤول، بالنسبة للتكنولوجيا المعتمدة للمصنع والتي ستسمح بإنتاج مواد ذات جودة عالية تسمح بتقليص فاتورة الاستيراد عبر توفيرها محليا، كما لفت إلى أنه وبالتنسيق مع المؤسسات الوطنية القائمة على المشروع، تم وضع برنامج لاستكمال المصنع ودخوله مرحلة الإنتاج، فقد تم الاتفاق على تدعيم الورشة والعمل بنظام التناوب طيلة يوم كامل، من أجل استلام المشروع في الأسابيع المقبلة. وتابع الرئيس المدير العام، بأن الجزائر تستورد ما يزيد عن 260 ألف طن سنويا من كاربونات الكالسيوم ومواد بنوعية معينة فقط، مشيرا إلى أن هذا المصنع فضلا عن آخر من هذا النوع، سيسمح بإنتاج 200 ألف طن من المواد ذات الجودة العالية، وهو ما من شأنه أن يقلص بشكل كبير من فاتورة الاستيراد، كما أكد بأنه سيتم إطلاق استثمارات للتخلي نهائيا عن استيراد المواد المتعلقة بكاربونات الكالسيوم، مضيفا بأن الجزائر تتوفر على إمكانيات منجمية ضخمة وقد وجهت تعليمات برفع قدرات الإنتاج لتغطية احتياجات السوق الوطنية ووضع استراتجية وطنية للتصدير، لتحقيق مداخيل من العملة الصعبة. وأكدت المؤسسة الوطنية للحصى في العرض المقدم، أن القدرة الإنتاجية للوحدة تقدر بعشرين طنا في الساعة باستمرارية تصل إلى 99 سنة، في حين عقدت المؤسسة صفقة مع شريك ألماني بقيمة تفوق 244 مليار سنتيم، و وجه الرئيس المدير العام للمجمع تعليمات لمسؤولي المؤسسة الوطنية للهياكل المعدنية والنحاسية باستدراك التأخر المسجل لاسيما منذ شهر رمضان، وأمر بإضافة فرقة عمل والعمل بنظام المناوبة الكلية. وورد في البطاقة التقنية، أن الإنتاج الحالي للمؤسسة الوطنية للحصى من كربونات الكالسيوم يغطي 40 بالمئة من الطلب الوطني بكمية 226 ألف طن، بينما يتم استيراد 48 بالمئة، حيث وصلت الكمية المستوردة إلى 278 ألفا في السنوات الأخيرة بقيمة 22 مليون دولار، في حين تسعى وزارة المناجم إلى خفض فاتورة استيراد هذه المادة من خلال وحدة قسنطينة، فضلا عن تلبية الطلب الوطني وتعزيز قدرات المؤسسة الوطنية للحصى. وتُستغل مادة كربونات الكالسيوم في الصناعات التحويلية لعدد من المجالات، على غرار الصناعة الصيدلانية وشبه الصيدلانية، مثل إنتاج الصابون ومعاجين الأسنان وبعض أنواع الأدوية، فضلا عن الصناعات الغذائية الموجهة للإنسان والحيوان، فيما تستغل لصناعة الورق والمبيدات وأنواع مختلفة من الطلاء المستخدم في البناء. وأكد الرئيس المدير العام، أن المؤسسة تستهدف تلبية الطلب وتحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني من هذه المادة على أن يتم في مرحلة مقبلة توجيهها إلى الأسواق العالمية من خلال التصدير، كما ورد في العرض المقدم، أن المصنع سيعتمد على تكنولوجيا للفرز المرئي باستخدام كاميرات متخصصة خلال عملية تصفية المادة الأولية، كما تتوفر المنطقة على خزان جيولوجي طبيعي تفوق احتياطاته مئة مليون طن من المواد الأولية الجاهزة، وسيساهم في خلق العشرات من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة.