أمهات يبحثن عن حل للتخلّص من الضغط على أبنائهن الممتحنين أجمعت عدد من الأمهات المشاركات في دورة»كيف تساعد ابنك على التفوّق»التي احتضنها أمس المعهد الوطني المتخصص «دار الإمام»بقسنطينة بأن رغبتهن في التخلّص من عادة الضغط على الأبناء من أجل المراجعة و التفوّق الدراسي دفعهن لحضور التكوين بأمل تعلّم أفضل أساليب التعامل مع الأبناء في فترة الامتحانات النهائية. فيما أكد منظمو الدورة بأن المبادرة فرضت نفسها بعدما سجلّوه من احتياجات و انشغالات في أوساط الأولياء خلال الدورات السابقة التي أشرفت عليها مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف. و قالت أم خولة بأن ابنتها باتت تنزعج من توجيهاتها المستمرة و تتهمها بالضغط عليها و بالتالي التأثير سلبا على معنوياتها و هو ما دفعها لحضور الدورة بحثا عن أفضل الحلول لمشكلتها آسرة بأنها تدرك جيّدا مبالغتها في حث ابنتها المقبلة على امتحان البكالوريا على المراجعة، لكنها تفشل دائما في تجنّب تذكيرها بضرورة التفوّق. و ذكرت والدة فاطمة الزهراء التي كانت بصدد اجتياز امتحان «بيام» التجريبي بأنها تمر هذه الأيام بحالة نفسية صعبة بسبب خوفها من فشل ابنتها، و خشيت أن تنقل سلوكها السلبي كما قالت لابنتها رغم تأكدها من تفوّقها. الدورة عرفت مشاركة الأمهات أكثر من الآباء الذين لم يتعد عدد المشاركين الرجال فيها عن الأربعة، حيث ذكر أحدهم بأنه ملّ المشاحنات المتكررّة بين زوجته و ابنه المقبل على امتحان البكالوريا، بسبب الدراسة، فقرّر إحضار زوجته للدورة المذكورة عسى أن تتعلّم أسلوبا أفضل لتحفيز ابنها على الدراسة دون الضغط عليه. و في الصفوف الأولى بقاعة المحاضرات جلست مجموعة من التلميذات، تترّقبن دخول الأساتذة المحاضرين، رغم علمهن المسبق بتخصيص الدورة للأولياء بالدرجة الأولى، و قالت إحداهن بأنها تعاني من ضغط نفسي بسبب ترديد والدتها المستمر لعبارة «راجعي دروسك» و الذي شبهته بدقات مطرقة على رأسها. و قالت طالبة أخرى كانت رفقة زميلتين لها في الصف بأنها جاءت بحثا عما تخفّف به عن والدتها التي تعاني القلق و التوتر و الخوف أكثر منها على حد تعبيرها و علّقت ضاحكة بأن والدتها مهووسة بالنجاح أكثر منها. و شملت الدورة التدريبية التي أشرف على تأطيرها كل من المختص في التنمية البشرية عصام بوالحيلة و النفساني رابح لوصيف، مجموعة من المحاضرات لخّص من خلالها المتدخلون أهم السلوكيات السلبية و الأخطاء التي يقع فيها الآباء في فترة الامتحانات و كيفية تجنبّها من أجل تحقيق أفضل النتائج حيث ركز الدكتور بوالحيلة على أشكال الضغوط التي يمارسها الآباء على الأبناء و تأثيرها السلبي على مردودهم الدراسي. و قدّم عشرة خطوات لتجنب الوقوع فيما وصفه بالطاقة السلبية. و من جهته تحدث المختص النفساني رابح لوصيف عن كيفية توفير ظروف الراحة النفسية للممتحنين داخل الأسرة، و ضرورة الابتعاد عن السلوكيات السلبية التي ينتهجها أفراد العائلة سواء الآباء أو الإخوة بحجة تحفيز الابن الممتحن على النجاح و التي تصل إلى حد تحذيره من الفشل و إلحاق العار بالعائلة.