أكد تقرير أممي للبرنامج الإنمائي أن 5 بالمائة من سكان غزة استشهدوا أو أصيبوا منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي، وتجاوز عدد الشهداء والمفقودين تحت الأنقاض في القطاع 45 ألف شخص، كما تجاوز عدد المصابين 77 ألف جريح في هذه الحرب المدمرة الي تركزت منذ اليوم الأول على المدنيين العزل والنساء والأطفال في بيوتهم أو في مراكز الإيواء من المدراس والمستشفيات والمساجد التي لجأوا إليها، أو في الشوارع والساحات. وأشار في السياق ذاته مدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي عبد الله الدردري في تصريحات صحفية أول أمس إلى أن 80 في المائة من سكان غزة أصبحوا يعيشون تحت خط الفقر، وأن أكثر من 1.7 مليون فلسطيني أضيفوا إلى مجموع الفقراء منذ الثامن من أكتوبر الماضي، لافتا إلى أن كل الاستثمارات التي وضعت وسخرت في مجال الصحة، التعليم، مياه الشرب، الصرف الصحي، الطاقة الكهربائية، البنى التحتية، النمو الاقتصادي والاستثمار الخاص والعام ، واستثمارات الدول المانحة دمرت، وعاد مؤشر النتائج الناجمة عن هذا التدمير إلى 20 سنة إلى الوراء بالنسبة لفلسطين ككل، و40 سنة إلى الوراء بالنسبة لقطاع غزة. وفي الإطار ذاته كشف تقرير نشره المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان عن تحويل جيش الاحتلال الصهيوني مدارس غزة إلى ساحات إعدام ميدانية قبل تدميرها، كما حول عددا منها إلى قواعد عسكرية ونقاط تمركز لقواته وقناصته ومراكز احتجاز لاستجواب المعتقلين، وأدى تدمير المدارس إلى حرمان 300 ألف تلميذ من التمدرس في قطاع غزة، كما كشف مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة في تصريح للنصر عن تدمير جيش الاحتلال الصهيوني 103 مدارس وجامعات بشكل كلي ومسحها عن الوجود، و311 جامعة ومدرسة دمرت تدميرا جزئيا، ولا تصلح حاليا للتعليم وتحتاج إلى إعادة تهيئة وترميم. وأشار تقرير المرصد الأورو متوسطي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي دمر 80 بالمائة من مدارس قطاع غزة بين تدمير كلي وجزئي منذ السابع أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن هذه الممارسات لجيش الاحتلال تمثل إبادة تعليمية ويحرم جيلا آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم، ولفت تقرير الأورو متوسطي إلى أنه حتى المدارس التي تتولى وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إدارتها، والتي تحولت إلى مراكز إيواء لمئات آلاف المدنيين النازحين قسرا، تعرضت وما تزال لهجمات مكثفة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بعضها بشكل متكرر وفي فترات متفرقة، بما في ذلك في المناطق التي أعلن جيش الاحتلال أنها مصنفة مناطق آمنة. وقدر المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان عدد الطلبة الذين استهدفوا في هذا العدوان المستمر على القطاع ب 6500 طالب و766 معلما وإصابة آلاف الآخرين، ويستمر حرمان 625 ألف طالب من حقهم في التعلم على مدار عام دراسي كامل، كما تعرضت 6 جامعات للتدمير، إحداها جرى تفجيرها بعد أسابيع من استخدامها قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال، وشدد نفس المرصد على أهمية حماية المدارس خلال الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وأكد على ضرورة ضغط المجتمع الدولي على الاحتلال لوقف عملياته العسكرية على مدارس القطاع، لما في ذلك من ضرورة لا غنى عنها لضمان حق الأطفال الفلسطينيين في التعليم، ولضمان عودتهم إلى مدارسهم بأسرع وقت ممكن. وفي سياق متصل كشف تقرير الأورو متوسطي عن وضع المحتل 67 بالمائة من مساحة قطاع غزة تحت أوامر الإخلاء غير القانونية، ويشمل ذلك جميع المناطق الواقعة شمال وادي غزة، والتي صدرت أوامر لسكانها بالإخلاء في أواخر أكتوبر الماضي، وجدد المرصد مطالبته بضرورة تمكين لجان تحقيق ولجان فنية متخصصة من الدخول إلى قطاع غزة والتحقيق في الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، ومسائلته عن انتهاكاته للاتفاقيات الدولية لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية عبر الاستهداف الجماعي لسكان قطاع غزة. من جانب آخر نددت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة قتل جيش الاحتلال الصهيوني الطبيب الدكتور عدنان البرش رئيس قسم العظام بمجمع الشفاء الطبي تحت التعذيب داخل سجون الاحتلال الصهيوني، والذي تم اعتقاله برفقة ثلة من الكوادر الصحية وهم على رأس عملهم خلال العدوان، وأشار بيان الوزارة أمس إلى أن جريمة قتل الطبيب عدنان البرش في سجون الاحتلال ترفع حصيلة شهداء القطاع الصحي في غزة منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 492 شهيدا، وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والمنظمات الصحية والحقوقية للتدخل وزيارة الأسرى وحمايتهم في السجون من التعذيب والإرهاب.