أكد أمس سفير دولة فلسطينبالجزائر فايز أبوعيطة أن الجزائر تتصدر المعركة السياسية في مجلس الأمن للاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن المشروع الأول للجزائر في مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطين خلف انتصارا عظيما للدبلوماسية الجزائريةوالفلسطينية، مضيفا بأن الجزائر شريك أساسي في هذه المعركة السياسية التي تخوضها فلسطين في مجلس الأمن، وثمن دور الجزائر في القضية الفلسطينية، واستقبالها الدفعة الثانية من الجرحى الفلسطينيين قائلا « ندرك أن الشعب الجزائري يتابع ويتألم على كل ما يحدث اليوم للشعب الفلسطيني» وانتقد السفير الفلسطيني في كلمته ألقاها بجامعة البليدة 2 على هامش ندوة تاريخية نظمها الاتحاد الطلابي الحر بمناسبة مجازر 8 ماي 1945 مواقف الولاياتالمتحدةالأمريكية التي صدعت العالم بحقوق الإنسان والديمقراطية، في حين تقبل على نفسها أن تكون وحيدة وتستخدم حق الفيتو لصالح استمرار دولة الاحتلال، وقال هذه وصمة عار سيسجلها التاريخ على جبين الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي سياق الحديث عن العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، أشار أبوعيطة إلى أن الاستدمار الصهيوني يسعى لتحويل شهداء فلسطين إلى مجرد أرقام، لكي يصبح القتل اعتيادي ورقم عابر وصورة عابرة ولا قيمة لهم، لافتا إلى أن هذا ما حاول الاحتلال الصهيوني تصويره للعالم، في حين الحقيقة عكس ذلك والشهداء ليسوا مجرد أرقام، ودماؤهم لن تذهب وتكون نهرا لتحرير القدس والمسجد الأقصى، مؤكدا تمسك الشعب الفلسطيني بقضيته العادلة وحق العودة إلى أرضه التي هجر منها قسريا، قائلا ما يحل بالشعب الفلسطيني حاليا هو نكبة ثانية. من جانب آخر قال سفير دولة فلسطين في الجزائر بأنه لو كانت معركة الشعب الفلسطيني مع دولة الكيان الصهيوني المارقة وحدها لتبخرت منذ زمان، في حين المعركة الحقيقية مع الحركة الصهيونية التي تستحوذ حتى على دول عظمى، مشيرا إلى فتح عدد من الدول قدراتها ووضعتها تحت تصرف هذه العصابة المارقة، واجتمعت مع هذه العصابة فيما يسمى بمجلس الحرب، وأكدت أنها شريك للاحتلال الصهيوني في هذه المعركة على الشعب الفلسطيني، مضيفا بأن صراع الشعب الفلسطيني مع هذا الاحتلال الغاصب هو صراع وجود، لافتا إلى أن مخططات الصهاينة منذ عام 1948 باءت بالفشل، والشعب الفلسطيني الذي سعوا إلى تهجيره جزء منه عاد إلى الوطن، مع قيام أول سلطة فلسطينية على أرض فلسطين عندما عاد الشهيد ياسر عرفات، مشيرا إلى عودة الفلسطينيين بمئات الآلاف، وأوضح بأن عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية يزيد عن 7 مليون نسمة، وهو عدد يفوق عدد كل اليهود الذين أحضرتهم الدولة الصهيونية من كل بقاع الأرض لتصنع منهم شعبا موهوما، وهم ليسوا بشعب بل عصابات تجمعوا من أماكن شتى في العالم ليأخذوا صفة الشعب على أرض فلسطين، وليقنعوا أنفسهم أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وأحقيتهم في التواجد على أرض فلسطين. وأكد أبوعيطة بأن المشروع الصهيوني فشل على أرض فلسطين، ولهذا هم ينتقموا من الشعب الفلسطيني، لافتا إلى جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأطفال والنساء وكبار السن، مما أدى إلى سقوط ما يزيد عن 40 ألف شهيد تم تسجيلهم، إلى جانب عشرات الآلاف من الشهداء الذين لم يسجلوا وما يزالون تحت الأنقاض، وما يزيد عن 80 ألف مصاب، قائلا» رغم كل هذا العدد من الشهداء والمصابين لايزال الفلسطيني صابرا صامدا مرابطا على أرضه، لأنه يؤمن إيمانا مطلقا بعدالة قضيته، والقضية الفلسطينية هي أعدل قضية في الوجود، ولن يتم تهويد المسجد الأقصى ويبقى كما هو الآن عربيا إسلاميا، مهما حاول الصهاينة تغيير هويته» مؤكدا بأن معالمه لن تكون في يوم من الأيام يهودية، ولا يوجد في الشعب الفلسطيني من يفرط في ذرة من تراب القدس.